قرر حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، اليوم الجمعة، تعزيز شراكته "الممتدة" مع موريتانيا من خلال خطوات تم الاتفاق على تنفيذها بين الجانبين لمواجهة الإرهاب.
وقال بيان صادر عن أمانة الحلف في بركسيل إن الحلف وحكومة موريتانيا قد اتفقا على تكثيف حوارهما وتعاونهما السياسي، وذلك في ختام زيارة عمل قام بها وفد سياسي وعسكري لـ (الناتو) إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم.
وبحسب بيان (الناتو) فقد اتفق الحلف مع حكومة موريتانيا تعزيز استشارات الحلف دفاعيا وعسكريا مع الجانب الموريتاني ودعم الحلف لبرامج تدريب قوات الجيش الوطني الموريتاني وكذلك تدريب قوات الأمن والعمل على رفع كفاءة هياكل الأجهزة العسكرية والأمنية في موريتانيا.
وأجرى وفد حلف (الناتو) مباحثات مع وزراء الخارجية والدفاع وممثلي المجتمع الدولي المعتمدين في موريتانيا، كمجموعة دول الساحل الخمس (G5) التي تأسست في العام 2014، وتتولى موريتانيا رئاستها وتضم في عضويتها كذلك مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، وضمت مباحثات وفد (الناتو) الزائر لموريتانيا كذلك لقاءات مع مسؤولي السكرتارية الدائمة لمجموعة الساحل، وأكاديمية مجموعة الساحل الخمس للدفاع، والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في موريتانيا، فضلا عن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى نواكشوط.
وتتمتع موريتانيا منذ العام 1995 بمكانة "شريك للناتو" من خارج دوله الأعضاء، وذلك في إطار ما يعرف بمنظومة (الناتو) للحوار عبر المتوسط، وقد نجم عن تلك الشراكة خلال الأعوام الأخيرة قيام (الناتو) بإنشاء مستودعات عالية التأمين للذخائر في موريتانيا، وكذلك أسهم الحلف على مدار سنين التعاون الماضية في تعزيز قدرات القوات الموريتانية على الاستجابة في أوقات الأزمات والطوارئ، وأسهم (الناتو) في تأسيس وحدتين للحماية المدنية في موريتانيا، وإقامة أربعة مراكز لإدارة الأزمات على الأراضي الموريتانية.
وكان قادة دول حلف شمال الأطلنطي قد أكدوا في قمتهم التي عقدت في بروكسيل، في الرابع عشر من الشهر الجاري، على خطورة الوضع الأمني المتدهور في منطقة الساحل الإفريقية، وضرورة التصدي للتهديدات الإرهابية المتنامية في تلك المنطقة، وتعزيز الشراكة في هذا الصدد مع دولها وفي مقدمتها موريتانيا والمجتمع الدولي.
كان الرئيس الموريتاني محمد ولد غزواني قد قام بزيارة رسمية لمقر حلف شمال الأطلنطي في بروكسيل، في وقت سابق من العام الجاري، وذلك في سابقة هي الأولى التي يقوم بها رئيس موريتاني لمقر الحلف، وخلال الزيارة أجرى مباحثات مع السكرتير العام للحلف يانس ستوليبنبيرج عن متطلبات التعاون الأمني بين موريتانيا والحلف الذي يعتبرها في خط الدفاع الأول لجموعة دول الساحل الخمس في مواجهة الإرهاب والعنف المسلح، حيث أشاد ستولينبيرج بالدور الموريتاني في تعبئة جهود دول الساحل لمواجهة الإرهاب وتعميق الحوار مع (الناتو) في قضايا تتعلق بأمن الحدود ومكافحة التصنيع المحلي للمفرقعات، ومكافحة انتشار الأسلحة الصغيرة".