حذر الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة بورسعيد، ورئيس قسم التاريخ والحضارات بكلية الدراسات الآسيوية العليا في جامعة الزقازيق، من أن تنظيم داعش الإرهابي مازال يمتلك هيكلا قوامه 40 ألف مقاتل، وقادر على التجمع من جديد، وإعلان عودته عبر بوابة آسيا الصغرى.
وأشار إلى أن التنظيم تخلى عن وجوده بمنطقة الشرق الأوسط حتى لا يعرض هيكله، وعناصره للفناء، تحت لضربات التحالف الدولي، وجيوش الدول العربية، التي كان واضحا أنها لم يعد لديها استعداد لبقاء التنظيم في المنطقة أكثر من ذلك.
ولفت إلى أن العامين الماضيين، تم خلالهما رصد تحركات لدعاة تنظيم داعش، من أجل نشر أفكاره المتطرفة المسمومة، بين شعوب منطقة آسيا الوسطى، لافتا إلى أن اختيار هذه المنطقة يعود لعدة أسباب، أهمها أنها الأقرب للشرق الأوسط، والأقل صلابة أمنية، نظرا للاضطرابات الموجودة في عدد من دولها، بالإضافة إلى أنها منطقة بكر لم تختبر شعوبها وجود التنظيم من قبل.
وقال عبد الجليل: "كما أن تنظيم داعش يملك من البداية ظهيرا قادرا على دعمه خلال بدايات انطلاقته بآسيا الوسطى"، مشيرا إلى أن هذا الظهير يتركز أكثر في أفغانستان، التي يتوقع الجميع أن تكون قاعدة انطلاق التنظيم في آسيا بالكامل.
وأضاف: "في الوقت ذاته فإن الدول التي تتصور أنها بمعزل عن مخطط داعش للانتشار، خارج الشرق الأوسط، مثل: الفلبين، وماليزيا، وإندونيسيا، فإنها ستكون على خطأ في هذه النظرة، لأن تجربة التنظيم في الشرق الأوسط، تثبت أنه قادر على التوغل داخل المجتمع ببساطة لا تجذب الأنظار، ما ستفيق معه هذه الدول على تفشي للتنظيم وأفكاره، إذا لم تستوعب الموقف مبكرا".