قال مالك حافظ الصحفي والمحلل السياسي السوري، إن وجود خزان بشري لتنظيم داعش الإرهابي من آسيا الوسطى لا يهيئ بحال من الأحوال أن يظهر هذا التنظيم في تلك المنطقة، إلا أن الظروف الأمنية المتدهورة في بلد كأفغانستان يرجح إحتمالية ظهور تنظيم داعش هناك بشكل كبير خلال الشهور الثلاثة المقبلة (موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان)، لدى داعش أهداف رئيسية في المنطقة، أهمها تأمين شريان حياة له يحافظ من خلاله على الاستمرار. إضافة إلى مساحة جغرافية متدهورة أو منهارة أمنيًا، كأفغانستان وسوريا والعراق وغرب أفريقيا.
وأضاف مالك في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن المقارنة بين حرية الحركة والوضع الأمني وضمان تدفق الأموال إلى داعش في كل من آسيا الوسطى وغرب أفريقيا تدفعنا للقول أن الغرب الأفريقي هو البيئة الأكثر مناسبة للتنظيم الإرهابي، بخاصة وأنه بنى شبكة أمنية وقاعدة بشرية جيدة له هناك، وأعتقد أن التنظيم ليس قليل الشأن في وسط آسيا لكنه يعتبرها محطة ثانوية يمكن أن يظهر بها في وقت لاحق، وهو يهيئها لأن تكون مستقر بديل لاحق قياسا على الظروف المحيطة وتطورات الأوضاع.
وأشار، إلى أنه قياسا بالوضع السوري وتواجد داعش هناك فأعتقد أن وجود التنظيم الإرهابي هناك يمر بمرحلة ليست بالسيئة حتى الآن. ما يزال يعيد بناء صفوفه ولديه شبكة أمنية ورصيد مالي كبير استطاع تأمينه من خلال سبائك الذهب التي حاز عليها في كل من العراق وسوريا، فضلا عن إمكانية استمرار تمويله سواء في سوريا أو غرب أفريقيا من خلال شبكات تمويل خاصة بعناصره المنتشرة حول العالم، إلى جانب متاجرته بالعملات الإلكترونية.
وأكد"مالك"، أن بناء قوة لهذا التنظيم الإرهابي في غرب أفريقيا لا يعني اندثاره في سوريا، فوجوده ما زال حاصلا والبيئة مواتية لذلك سواء في البادية السورية أو في شمال شرق سوريا، فهناك قوى إرهابية ما زالت موجودة في سوريا تحمل نفس الفكر والمنهج ولها ارتباطات معه. وإذا لم تكن هناك حملة منظمة على الأرض وعلى الجو، محلية ودولية ضد هذا التنظيم وضمن نطاق مكافحة جادة للإرهاب في سوريا لن تضرب قواعده بشكل تام.