في إطار التعاون المصري الألماني في مجال الهجرة والعمل على إيجاد حركة هجرة آمنة ومنظمة، إضافة إلى إعادة التأهيل المستدامة للمهاجرين العائدين، قامت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الجمعة، بزيارة للمركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج بمنطقة المعادي في القاهرة، وذلك بحضور السفير محمد خيرت مستشار وزيرة الهجرة لشئون التعاون الدولي، إلى جانب وفد من الوزارة.
كان في استقبالها بمقر المركز، سيريل نون سفير ألمانيا بالقاهرة، َوأوفا جيلين مستشار أول السفارة للتعاون الدولي، و ألكساندر سوليجا مدير الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ بالقاهرة، وكذلك عدد كبير من أعضاء المركز من الجانبين المصري والألماني.
وعقدت مكرم اجتماعًا، خلال الزيارة، مع السفير الألماني وكافة أعضاء المركز، تم خلاله التطرق إلى عدد من الموضوعات، حيث أكدت مكرم على ضرورة تنمية ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وألمانيا وأن مشروع المركز يمثل انعكاسا لمدى قوة وصلابة تلك العلاقات.
وشددت مكرم على حرص وزارة الهجرة على إعطاء كل الدعم الممكن للمركز ليتمكن من أداء المهام المناط بها على أكمل وجه، مضيفة أنه من المهم أن يكون هذا المركز هو مقصد أساسي لكل من يرغب في الحصول على المعلومات عن الهجرة والعمل بألمانيا، مع قيامه بتقديم خدمة النصح والمشورة للمصريين العائدين من الخارج سواء الذين فقدوا وظائفهم أو الذين تركوها بغية العودة إلى مصر للاستقرار فيها.
كما أكدت مكرم أن هناك أهمية قصوى للتوسع في أنشطة المركز والترويج الكبير له بين مختلف أوساط المصريين بمختلف اتجاهاتهم سواء خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات العليا أو أصحاب المهن والحرف المختلفة، وذلك ليكون المركز دليلا إرشاديا لهم للهجرة إلى ألمانيا والتوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى عقد دورات تدريبية لتأهيل وإعداد المصريين الذين يريدون الهجرة حتى يتمكنوا من التأقلم بشكل سريع مع تلك المجتمعات الجديدة.
وخلال الزيارة، قدمت سحر علي مديرة المركز المصري الألماني، عرضًا توضيحيًا للإنجازات التي حققها المركز خلال الستة أشهر الأولى من إنشائه، وعدد من استفادوا منه سواء في مجال الدورات التدريبية أو الدعم المباشر أو الدعم النفسي، وإمدادهم بالإرشادات اللازمة للهجرة إلى ألمانيا مع التركيز على التوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وعقب العرض، أشادت السفيرة نبيلة مكرم بطاقم العمل في المركز وبالجهد المبذول من أجل أن يظهر بهذه الصورة المشرفة، مؤكدة أنه يعتبر الأول من نوعه في مصر ويستهدف بالأساس المساهمة في تعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة لراغبي الهجرة والعمل بالخارج كبديل إيجابي للهجرة غير الشرعية.
من جانبه، أعرب السفير محمد خيرت، مستشار الوزيرة للتعاون الدولي عن التقدير والامتنان للتعاون المشترك مع الجانب الألماني والجهود المبذولة من الجانبين في هذا المشروع الرائد، مؤكداً أن المركز مؤهل بشكل كبير لتقديم المشورة الفردية والنصائح والمعلومات والتدريب لقطاعات متعددة من الشعب المصري خاصة فيما يتعلق بفرص العمل وآفاق التنمية الشخصية في مصر والخارج، إضافة إلى إمكانية المساعدة في التدريب والتأهيل في توفير فرص عمل في ألمانيا أو في الشركات الألمانية العاملة في مصر أو أي شركات أخرى.
من جانبه، أعرب السفير الألماني بالقاهرة، عن سعادته بعمل المركز ونشاطه والذي يجسد علامة فارقة في التعاون بين مصر وألمانيا في مجال الحد من الهجرة غير النظامية والتوعية بسبل الهجرة الآمنة النظامية خاصة بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل العالمية.
وأوضح السفير الألماني، خلال الاجتماع، أن المركز يستهدف توفير معلومات شاملة عن سوق العمل الألماني؛ كما يتعاون في توفير فرص للتدريب والتوظيف في ألمانيا وفقًا لاحتياجات السوق هناك، مما يتطلب التدريب على مهارات ضرورية للمتقدمين يوفرها المركز من خلال عقد الدورات التدريبية المختلفة، فضلا عن تقديم الاستشارات والنصائح اللازمة وذلك في إطار تشجيع كل من يرغب في الهجرة على دراسة الإجراءات اللازمة واتخاذ السبل الآمنة والاستفادة من الفرص المتاحة في دولة المهجر.
وفي ختام الزيارة، قامت وزيرة الهجرة بمنح السفير الألماني درع تكريم وذلك تقديرًا لدوره وجهوده طيلة فترة توليه مهام منصبه بالقاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج قد تم افتتاحه في نوفمبر الماضي، وهو مفتوح للجمهور ويتم العمل فيه على ثلاثة مجالات داخل المركز، المجال الأول: فرص التدريب والتوظيف داخل ألمانيا، المجال الثاني: فرص التدريب والتوظيف داخل مصر، المجال الثالث: مخاطر الهجرة غير النظامية ومتطلبات الهجرة النظامية، بالإضافة إلى تقديمه فرص للتدريب والتوظيف للمصريين العائدين من ألمانيا.