الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

السفير محمد بن يوسف: الروابط الحضارية والثقافية تجمع تونس ومصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال السفير محمد بن يوسف: "يطيب لى بداية أن أعرب عن خالص شكرى وامتنانى لوزارة الثقافة الدعوتى للمشاركة في هذه الفعالية المهمة التى تعد مناسبة متميزة لتسليط الضوء على متانة الروابط الحضارية والثقافية الضاربة في التاريخ التى تجمع تونس بمصر وشعبينا الشقيقين؛ فالثقافة والفنون كانت وستظل دوما أهم أشكال التواصل بين الأمم والتخاطب والتلاقح بين الحضارات".
ولفت السفير إلى أن أنجح وسائل التفاهم بين الدول والشعوب خلال الأزمات؛ فالشعوب التى تتحاور وتتواصل ثقافيا لا تلجأ إلى الحروب وافتعال الصراعات المسلحة فلغة الإبداع والفن أشد تأثيرا بالتأكيد من لغة السلاح الكون الثقافة مفهومها شامل وجامع وفعلها سريع عند توفر الإرادة والحرص على احترام الخصوصيات الحضارية والثقافية لبعضنا البعض، الحضور الكريم طالما اتسمت العلاقات التونسية المصرية بالعمق والتميز"
مؤكدًا على أن الشعبين التونسى والمصرى بينهم قواسم مشتركة تاريخية وحضارية بإلإضافة إلى الاشتراك في العديد من العادات والتقاليد، ولقد شهدت تونس ومصر محطات تاريخية عديدة؛ فلقد كان الانتقال عاصمة الفاطميين من المهدية، المدينة الساحلية التونسية إلى القاهرة على يد المعز لدين الله الفاطمى سنة 972 م، والتى لا تزال الهندسة المعمارية فيها شاهدة على تلك الحقبة إلى يومنا هذا، كما أن هجرة قبائل مثل: "بنى هلال" و"بنى سليم" إلى تونس أثمرت إبدعًا أدبيًا من أقدم السير الشعبية، عُرف في تونس بالجازية الهلالية، وفى مصر بالسيرة الهلالية، ومن جانب آخر كان للمبدعين والمثقفين في مختلف الفنون دورًا مهمًا في توطيد وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين في ظل إرادة سياسية من الجانبين تشجع على مد هذا التواصل؛ حيث إنتقل عدد من المبدعين والمثقفين التونسيين إلى مصر، وبعض المصريين إلى تونس، وكان أبرزهم العلامة التونسى عبد الرحمن ابن خلدون الذى استقر في مصر منصب قاضى القضاة المالكية بالقاهرة، كما تشير إلى أن مصر المعروفة باحتضانها للفكر والعلم بشیء مجالاته قد استقبلت العلامة التونسى المولد الشيخ محمد الخضر حسین، الأجنبى الوحيد الذى تولى مشيخة الأزهر الشريف خلال الفترة 1952 - 1954، ومنحته جنسيتها وبوأته أعلى المناصب العلمية والفقهية لما اشتهر به من قدرات على قراءة منفتحة للدين الإسلامى الحنيف ولقيمة السمحة والمعتدلة.".
وواصل مضيفًا: "لا بد من التنويه كذلك أن النشيد الوطنى التونسى الذى أعد قصيدته الشاعر المصرى المبدع مصطفى صادق الرافعى، والذى أضيفت له أبيات شعرية لرائد الشعر التونسى أبو القاسم الشابى، يقيم الدليل على عمق الروابط الثقافية التونسية المصرية وعلى التعاون التونسى المصرى في مجالات الفن والإبداع، وبما أن مصر كانت ولا تزال "هوليود الشرق"، ومحطة مهمة في مسيرة الممثلين والموسيقيين التونسيين والعرب فقد عرفت استقرار عدد منهم سابقا على غرار الفنانة الكبيرة "عُلية"، والشاعر بيرم التونسى المؤسس الحقيقى لشعر العامية المصرية الحديث، فضلًا عن دوره في تطوير الأغنية المصرية والعربية التى تغنت بها "أم كلثوم"، والعديد من المبدعين المصريين، كما تحتضن مصر العديد من الفنانات والممثلات والممثلين والمخرجين التونسيين، منهم على سبيل الذكر الفنانة هند صبرى، والنجمة لطيفة وظافر عابدين ودرة زروق، وعائشة بن أحمد وغيرهم كثيرون.
متابعا:"السيدات والسادة إن العلاقات التونسية المصرية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية كانت متميزة عبر العصور، وقد حرصنا من جانبنا كسارة أن يكون للثقافة جانب مهم في نشاط سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارته إلى مصر من 9 إلى 11 أبريل 2021 والتى خص فيها بحفاوة استثنائية من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفى هذا السياق حرى بنا التذكير أنه إيمانا من قيادتى البلدين بأهمية الثقافة بوصفها رافد هام وأساسى في مزيد توثيق العلاقات بين بلدينا في كل المجالات الإبداعية وكذلك في مواجهة تيارات الردة والرجعية التى تهدد مجتمعاتنا ومستقبل شبابنا في عالم يتهدده العنف والإرهاب والتطرف ورفض الآخر، اتفق الرئيسان سعيد والسيسي على أن تكون سنة 2021 - 2022 سنة الثقافة التونسية المصرية.".
واختتم كلمته: "كلنا حرص على أن تكون التظاهرات والفعاليات الثقافية التى ستتم برمجتها خلال هذه السنة الثقافية تتجاوز النشاطات التقليدية والمشاركات المتبادلة في المهرجانات لتشمل تعبيرات فنية جديدة يكون للشباب فيها دور متقدم، وسنعمل خاصة على تشريك المبدعين والمختصين الذين سيكونون مدعويين لتقديم رؤى جديدة ومبتكرة للتعاون في مجالات الفنون الفنية والفكرية والأدبية كافة، وأن تكون النشاطات التى سوف تُبرمج تليق بحضارة وتاريخ تونس ومصر ووعى ونضج شعبيهما، وفى الختام أود أن أؤكد أن الاستثمار في الثقافة والإبداع هو السبيل الوحيد لحماية مجتمعاتنا وشبابنا من الانزلاقات الفكرية والسلوكية، وكما قال أحدهم أعطنى مسرحًا أعطيك شعبا عظيمًا، عاشت الثقافة التونسية المصرية.".
جاء ذلك خلال الأمسية الخامسة عشرة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية"، والتي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "مصر وتونس: علاقات ثقافية، وذلك احتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية التونسية"، اليوم الخميس الموافق 24 يونيو الجاري، بالمجلس الأعلى للثقافة.
وتأتي الأمسية ضمن إطار الإحتفال بعام 2021 - 2022، باعتباره عام الثقافة المصرية التونسية، وافتتح الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمى، وتضمنت كلمة لسفير جمهورية تونس بالقاهرة محمد بن يوسف، والسفيرة رانية البنا نائب مساعد وزير الخارجية المصرى لشئون دول المغرب العربى.