اشتعلت المواجهة بين روسيا وبريطانيا من جديد، وذلك بسبب قتال جديد في البحر الأسود، وفق ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن طائرة حربية وسفينة دوريات روسيتين، أطلقتا طلقات تحذيرية باتجاه سفينة حربية بريطانية دخلت المياه الإقليمية الروسية في البحر الأسود.
فيما ردت وزارة الدفاع البريطانية قائلة على "تويتر": "لم يتم توجيه أي طلقات تحذيرية إلى (إتش إم إس ديفندر)"، مؤكدة أن "سفينة البحرية الملكية تعبر المياه الإقليمية الأوكرانية طبقا للقانون الدولي".
وأكدت أنه "لم يتم توجيه أي طلقات إلى (إتش إم إس ديفندر)، ولا نعترف بالإعلان بشأن إطلاق قنابل في خط إبحارها".
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو أثناء الليل عن ما دار بين القوتين قبالة شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وكتب حساب الدفاع الروسية على "فيسبوك" إن هذه اللقطات صورت بواسطة أسطول البحر الأسود الروسي وخدمة حماية الحدود التابعة لجهاز الأمن الروسي.
وذكرت أن ما حدث في البحر الأسود هو منع الأجهزة الروسية للمدمرة البريطانية "ديفيندر" من اختراق حدود روسيا الاتحادية البحرية.
فيما قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن المدمرة إتش إم إس ديفندر كانت تقوم بعملية "عبور روتيني" ودخلت ممرًا ملاحيا معترفا به دوليا، مضيفا ان: "وكدأبها، اقتفت سفن روسية أثر السفينة البريطانية وأُخطرت بأن هناك مناورات تدريبية تجري غير بعيد من مكانها".
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن الوزارة قررت استدعاء سفير بريطانيا، بعد واقعة ذكرت روسيا خلالها أنها أطلقت طلقات تحذيرية لمدمرة بريطانية في البحر الأسود.
واتهمت المتحدثة ماريا زاخاروفا بريطانيا بالكذب في روايتها للواقعة في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي. واتهمت بريطانيا بدورها روسيا بإعلان تفاصيل غير دقيقة بشأن الواقع.
وشددت المتحدثة على أن روسيا دولة سلمية تاريخيا، لكنها تفهم مصالحها القومية وتعلم شركاءها الغربيين إدراك الخطوط الحمراء الخاصة بها.
كما حذرت الخارجية الروسية من تحول البحر الأسود إلى ساحة للمواجهة العسكرية، وقال نائب وزير الخارجية الروسية ألكسندر غروشكو إن حادثة Defender كانت متعمدا وقد يجلب عواقب في غاية الخطورة وغير قابلة للتنبؤ إلى المنطقة.
وأضاف ان: "هذا الوضع قابل للانفجار، وحتى إذا توخت جميع الأطراف العقلانية، فإنه من غير المستبعد وقوع حوادث عرضية من شأنها أن تؤدي إلى نزاع حقيقي".
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية، أن الحادث انتهاك فاضح لاتفاقية الأمم المتحدة، داعية لندن إلى إجراء تحقيق معمق حول التصرف الخطير لطاقم المدمرة.
وأعربت الرئاسة الروسية "الكرملين" عن قناعتها بأن حادثة خرق المدمرة البريطانية الحدود البحرية الروسية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم أمس الأربعاء كان استفزازا متعمدا.
فيما أبدى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين أسف روسيا إزاء ما وصفه بـ"الاستفزاز المتعمد والمخطط له"، مؤكدا أن هذا السلوك يستدعي قلق موسكو.
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو تعتبر تصرفات قادة المدمرة البريطانية غير مقبولة ومتناقضة مع القانون الدولي، مشددا على أن قوات الجيش وحرس الحدود الروسية ستستمر في اتخاذ موقف صارم إزاء أي حوادث محتملة، مع التصرف الصارم وفق القانون.
وتابع: "في حال تكرار مثل هذه الاستفزازات غير المقبولة، وإذا وصلت هذه التصرفات إلى أبعد مما ينبغي، لا يمكن استبعاد اللجوء إلى أي خيارات فيما يتعلق بدفاع روسيا المشروع عن حدودها".
كما رحب الكرملين، بمقترح عقد قمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العمل لم ينطلق بعد على تطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع.
وقال الكرملين: "تحدث الرئيس بوتين عن ذلك مرارا، وتحتاج بروكسل وموسكو على حد سواء في الواقع إلى هذا الحوار، وبطبيعة الحال نتابع عن كثب القمة (الأوروبية) التي تنطلق أعمالها في بروكسل اليوم وما سيأتي خلالها من التقييمات لهذا الحوار المحتمل".
وأكد الكرملين أن مبادرة عقد القمة تعود إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتحظى بدعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن المناقشات الرئيسية بشأنها ستدور بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وذكر أنه ليست هناك أي تحضيرات لعقد القمة حاليا، موضحا أنه من المهم جدا إدراك ما إذا كان هناك توافق بين أعضاء التكتل الأوروبي بشأن المبادرة.
وتنتمي المدمرة إتش إم إس ديفندر للطراز 45 وهي جزء من مجموعة حاملات الطائرات البريطانية المعروفة باسم سترايك كارير، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وتقوم بمهام في البحر الأسود.
وياتي الحادث قبل بضعة أيام من المناورات العسكرية "سي بريز 2021" التي تجري بين 28 يونيو و10 يوليو بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من الحلف الأطلسي "الناتو" وأوكرانيا في البحر الأسود، وتثير استياء موسكو، حيث إن المدمرة البريطانية موجودة في المنطقة للمشاركة فيها.
ووقع الحادث قبالة سواحل شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في مارس 2014، وتقيم فيها قاعدة بحرية.