"رجولة طفل".. هو أقل ما يمكن أن يوصف به، "محمود ح"، صاحب ال 14 عاما، والطالب بالصف الثاني الإعدادي الأزهري، فقد اختلف عن جميع أقرانه في نفس عمره، ولم يرضي بأن يعامل معاملة الصغار بعدما شعر بضيق الحال، وكد وتعب أسرته في الحصول على لقمة العيش، ليقرر خلع ثوب الطفولة وألقي به بعيدًا لأنه لم يعد يتناسب معه، ولبس بدلًا منه ثوب الرجولة،وظل يبحث عن عمل يجلب له رزق يوم بيومه يساعد في دفع حال الأسرة إلى الأمام ويجعلهم ينامون فرحين بعشاء وطلبات متوفرة يحتاجها المنزل، لكنه لم يجد سوي الـ3 عجلات "التوك توك" والذي كان الخيار الأقرب والذي يوفر له ما يريده جانب دراسته، لكنه لم يدر أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، وهو ما حدث معه بالفعل، إذ استدرجه شخص من ذوي النشاط الآجرامي بحجة توصيله لأحد الأماكن، وقبل أن يصل به إلى المكان الوهمى الذى أرشده إليه،
قام بكتم أنفاسه وخنقه حتى فارق الحياة، ثم قام بخلع ملابس الضحية وألقاها في مصرف مائي، ثم استولى على التوكتوك»، ولاذا بالفرار.
كان اللواء رأفت عبدالباعث مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطارا من اللواء مصطفى كمال، مدير المباحث الجنائية، يفيد بالعثور على طفل، بترعة الحوشه دائرة مركز نبروه وبالفحص تبين أن الجثة للطفل "محمود ح"، 14 عاما، طالب بالصف الثاني الإعدادي الأزهري ومقيم قرية كفر الجنينه دائرة مركز نبروه، ووجود بلاغ من أسرته باختفائه والعثور على التوك توك خاصته بقرية درين.
وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة للتحقيق والتي قررت ندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وأكد التقرير المبدئي أن سبب الوفاة الخنق ووجود آثار مقاومة.
ولأهمية الواقعة شكل مدير المباحث فريق بحث برئاسته وضم ضباط البحث الجنائي والمعلومات وتم فحص خط سير التوك توك وكاميرات المراقبة بمنطقة العثور على التوك توك والجثة.
وأكدت تحريات المباحث أن مرتكب الواقعة مسجل خطر "أحمد.ح"، 27 عاما، عاطل ومقيم بندر نبروه، وسابق اتهامه في 6 قضايا "سرقة وضرب وشروع في قتل ومخدرات".
وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهم وعثر بحوزته على ملابس تخص المجنى عليه، وكانت المباحث عثرت على فيديو يرصد قيام المتهم بخلع ملابس المجنى عليه قبل القائه في الترعة.
وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة بغرض سرقة التوك توك من المجنى عليه والتصرف فيه بالبيع للحصول على أمواله وشراء مخدرات.
واعترف المتهم أنه استدرج المجنى عليه بالتوك توك خاصته لتوصيله من بندر نبروه إلى قرية بهوت وأثناء استقلاله بالكرسى الخلفى للسائق طلب من المجنى عليه التوقف لقضاء حاجته على طريق جانبي وعندما توقف قام بكتم أنفاسه وخنقه حتى فارق الحياة، ثم قام بخلع ملابس المجنى عليه وألقاه في ترعة الحوشة ثم توجه بالتوك توك الخاص بالمجنى عليه لإخفائه بقرية درين لحين التصرف فيه بالبيع، لكنه علم في اليوم الثانى أن أهلية المجنى عليه عثروا على التوك توك فلم يعود لمكانه مرة ثانية، حتى تم القبض عليه.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأحيل للنيابة العامة للتحقيق.