دعا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك السريع والجماعي لدعم السلطة الليبية في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة وتفادي حصول انتكاسة في مسار التسوية تكون تداعياتها وخيمة على استقرار المنطقة والعالم بأسره، محذرا من إمكانية استغلال المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء لهذا الوضع لزعزعة الاستقرار بدول الجوار الليبي مما سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف وسيفاقم من ظاهرة الإتجار بالبشر والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية في كافة أرجاء حوض المتوسط.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الجرندي اليوم في الاجتماع الوزاري "برلين 2" حول ليبيا، الذي انعقد بالعاصمة الألمانية بدعوة مشتركة من الحكومة الألمانية ومنظمة الأمم المتحدة، وبحضور عدد كبير من وزراء خارجية الدول المنخرطة في مسار برلين ومشاركة وفد ليبي رفيع المستوى برئاسة رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة.
وذكر بيان للخارجية التونسية صدر اليوم الأربعاء أن الجرندي رحب بالخطوات الإيجابية الملموسة التي تم تحقيقها في مسار التسوية السياسية للأزمة الليبية منذ انعقاد مؤتمر برلين 1 والمتمثلة بالخصوص في انتخاب سلطة تنفيذية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
وشدد الجرندي على ضرورة مساعدة الحكومة الليبية على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب ومحترفي الحروب تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والعمل على نزع سلاح التنظيمات المسلحة الليبية وإدماجها ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية الموحدة بليبيا.
وأوضح أن كل تقدم على صعيد تثبيت حالة الاستقرار الداخلي في ليبيا سيمكن السلطة التنفيذية الجديدة من تركيز جهودها على توحيد المؤسسات وإرسائها بصفة دائمة ثم الشروع في إعادة البناء والتشييد والإعمار بدعم ومرافقة من المجموعة الدولية.
وجدد بهذه المناسبة دعم تونس لجهود السلطة الليبية الجديدة مثمنا التزامها المبدئي بتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها وداعيا جميع الأطراف الليبية المعنية إلى مواصلة انتهاج الحوار سبيلا للوصول إلى توافقات بخصوص اعتماد القاعدة الدستورية والقانون الانتخابي في أقرب الآجال.
وذكر في هذا السياق بالجهود الكبيرة التي قامت بها تونس لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين والتي كللت باعتماد خارطة طريق تونس خلال اجتماع ملتقى الحوار السياسي، الذي احتضنته تونس خلال شهر نوفمبر 2020 بمبادرة من الرئيس التونسي قيس سعيد.
كما أعرب مجددا عن استعداد تونس لوضع خبرتها في المجال التشريعي والقانوني والدستوري لخدمة الأشقاء في ليبيا وتقاسم تجربتها معهم للمساعدة في إنجاز الاستحقاقات الانتخابية الليبية المنتظرة.
وأجرى عثمان الجرندي، على هامش الاجتماع، محادثات مع عدد من نظرائه تناولت النقاط المدرجة على جدول الأعمال إضافة إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية.