حقا مصر ولادة رغم عثرات المخاض ورغم قسوة الظروف، نبت أرضها الطيبة يخرج زهورا فواحة بالعلم والمعرفة.
حكايات التفوق بين لبنات ديارها تخبر القاصى والدانى أن شعبا عظيما ولد هنا قبل سنوات تحمل أجياله المتتابعة جينات عظمته.
في قرية كفر المنازلة بكفر سعد بمحافظة دمياط حكاية جديدة ممن يستحقون أن يكتب عنهم بحروف من نور «نمبر وان». بطلة قصتنا هى ياسمين يحيى عبده مصطفى ياسين، التى تدرس حاليا هندسة البترول في إحدى جامعات قبرص، والتى بدأ نبوغها في الظهور حينما كانت تخطو بأقدامها للصف الثانى الثانوي.
فرحة مشطورة وتفوق لم يشاهده الأب، وأم ريفية لا تملك سوى الدعاء لابنتها، تسبله عليها ليمهد لها طريقها، وشقيقة رفيقة الحكايات وشقيق تتكئ عليه في مشوارها الطويل الذى بدأته علها تعود بفرحة تعوض بها ألم فقدان الأب. درجات من سلم العلم صعدتها الصغيرة بتوأدة وثبات وشهادات تفوق تملأ جدران المنزل.. الأولى في الصف السادس الابتدائى ثم المرتبة الثانية في الشهادة الإعدادية، لتودع بعدها قريتها وتلتحق بمدرسة المتفوقات في العلوم والتكنولوجيا بزهراء المعادى.
ولأنها ابنة بيئتها بلبناتها وأحاسيسها وحكايات طفولتها وأدوات لعبها أحيانا، ولأن الداء دائما سبب الدواء والمشكلة أصل الحل.. شهدت ياسمين حرق قش الأرز وتلك السحابة السوداء التى تحجب نور السماء عن القرى وتصيب الأهل بالأمراض.
فكان أول اختراع لها جهازا يقوم بتبخير المياه بحرارة حرق قش الأرز والتى تصل إلى ١٢٠٠ درجة مئوية، وتمرير غازات قش الأرز على طحالب تنتج بطريقة معينة، يمكن من خلالها التخلص من السحابة السوداء والتى تؤدى للعديد من الأمراض في الجهاز التنفسى.
لم يقف اختراعها عند حد التخلص من السحابة السوداء، بل يمكنها استخدام رماد قش الأرز في صناعة الأسمنت والسماد العضوى من خلال توربين لتوليد الطاقة الكهرومائية وتوربين لتوليد الطاقة بضغط الغازات.
في عام ٢٠١٥ كانت «ياسمينة» كفر سعد على موعد مع نجاح كبير استحقت معه لقب خليفة زويل واحتفاء كبير من قريتها بعدما حققت مركز أول عالم في معرض أنتل الدولى للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن فئة علوم الأرض والبيئة، بجائزة مادية رمزية بلغت ٣ آلاف دولار، ومنحة دراسية في إحدى جامعات قبرص.
لم يكن هذا فقط النجاح الذى حققته «ياسمين» هناك في بلاد ما وراء المحيط، لكنها ورغم صغر سنها حظيت بأن أطلقت وكالة ناسا لعلوم الفضاء على كوكب جديد اسم «مصطفى» تكريمًا للباحثة ياسمين يحيى مصطفى الأولى على العالم في مجال البحث العلمى للعلوم البيئية، لتهدى لوالدها أعظم هدية في قبره ليتباهى بما نزل عليه من رحمات.
قالت «ياسمين» في تصريحات لها إن وكالة ناسا أطلقت اسم عائلتها على حزمة من الكويكبات، والتقيت الرئيس عبدالفتاح السيسي ليحدث فارقا في حياتي، فلقد شعرت حينها فقط أننى تخطيت حدود الطلاب لأنضم لمصاف العلماء.
قصتها غلاف لمجلة أمريكية
اختارت شركة «هاينمان» قصة «ياسمين» كى تكون كتابا يدرس في المدارس والمكتبات وتم طبع مليون نسخة منه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت قد غردت على صفحتها قائلة إنها عندما تسعى لهدف أو تحقيق حلم لا ترغب في الظهور أو الشو وأنها واجهت من بعض الشخصيات اتهاما أنها قامت بفبركة موضوع غلاف المجلة وهو ما كان صادما لها حيث قالت: «أنا لست غشاشة ولا أسعى لأى أمجاد لم أبذل فيها مجهودا وكل إنجاز أحققه هو إضافة لى وأسعى أن أحقق المزيد من النجاحات».