يمكننا أن نؤكد بكل يقين ,أنه لو تم مد خط مترو شبرا الخيمة الي مدينة قليوب ,لتم انقاذ أرواح ووقت وجهد أكثر من ثلاثة ملايين مواطن علي الأقل، من سكان مركزي شبين القناطر وقليوب فضلا عن بعض سكان مركز طوخ ومشتول السوق بالشرقية ,الذين سوف يستفيدون من مد محطة مترو شبرا الخيمة الي محطة قليوب المحطة. بل يمكن أن يستفيد منه جميع سكان الوجه البحري القادمين الي القاهرة عبر طريق مصر اسكندرية الزراعي السريع.
نقول أن هذه الملايين من سكان المناطق السابق ذكرها, قد تضاعفت معاناتهم كثيرا بعد أن تم زيادة عدد القطارات العابرة لمزلقان قليوب ,مما يجعله مغلقا معظم أوقات النهار والليل, حيث يمر من خلاله قطار كل عشر دقائق تقريبا ,مما يجعل طابور السيارات بكافة أنواعها تطول علي الجانبين, انتظارا للعبور, ويمكن أن تصل فترة الانتظار الي ساعة أو ساعتين نظرا للضغط الشديد علي الطريق ,الذي يعتبر الشريان الرئيسي لعبور هذه الملايين يوميا ,من القاهرة واليها ,اما للعمل أو للتعليم أو لقضاء المصالح المختلفة, التي لا تتوافر الا في العاصمة .
العجيب في أمر هذا المترو - العصي علي التنفيذ- أن المسافة التي سيتم مدها لا تتجاوز بضع كيلو مترات, ربما لا تتجاوز العشرة كيلوتقريبا ,ما بين محطتي شبرا الخيمة وقليوب المحطة , وهي أيضا مسافة لن تتكلف كثيرا خاصة أنها ستتم علي سطح الارض بدون تكلفة حفرأنفاق, كما أن البنية التحتية تكاد تكون متوافرة تحتاج فقط الي تأهيل وتطوير خط السكة الحديد القائم أو انشاء خط مواز له بمواصفات المترو الكهربائي .
وفكرة مد خط مترو شبرا الخيمة الي مدينة قليوب ,قديمة كان محافظ القليوبية الاسبق المستشارعدلي حسين قد فكر في تنفيذها, وجمع بالفعل جانب كبير من تكاليف انشائه من أموال صندوق المحافظة بالاضافة الي تبرعات البعض , هذا منذ نحو عقدين في عام 2002 تقريبا ,وكانت الفكرة علي وشك التنفيذ, لولا أحداث يناير عام 2011 وخروج المستشار عدلي حسين من الخدمة ,وانشغال الناس في أمور أخري ,أنستهم مشروع المترو الذي حلموا به.
ما شجعني للمطالبة اليوم بمد مترو أنفاق شبرا الخيمة الي قليوب, أنني أري بلادي العظيمة ,تقوم بمشاريع عملاقة ,يتضائل بجانبها هذا المطلب البسيط , رغم أهميته وحيويته ,الذي يمثل في محل المقارنة كشك صغير بجانب برج سكني شاهق ! فالتكلفة الزهيدة التي ستتكلفها ميزانية الدولة ,هي أقل كثيرا من الفائدة التي ستعود علي المواطنين في تلك المناطق .
فالمعاناة التي تعانيها الملايين العابرة لمزلقان قليوب كانت كثيرة ومتنوعة منها أن الكثير من الموظفين والعمال, اضطروا الي التغيب عن أعمالهم رغما عنهم, بعد انتظارهم لفترات طويلة قد تصل أحيانا ساعتين أو أكثر, أثناء فترة الذروة للذهاب لأعمالهم صباحا , كما أن الكثير من الطلاب تعرضوا للغياب قسرا عن محاضراتهم, وامتحاناتهم بسبب طول فترة الانتظار , فضلا عن عشرات المرضي ,الذين تعذر اسعافهم في الوقت المناسب , وبعضهم فقد حياته ,بسبب لعنة المزلقان .
مترو قليوب الذي لم يجد من يهتم به من السادة المسؤولين, أو من نواب الشعب لنحو عقدين , دفع النائبة سولاف درويش عن دائرة قليوب, المعروفة بنشاطها وهمتها ,الي مطالبة وزير النقل بتشييد كوبري علوي يعبر مزلقان قليوب المحطة , الي طريق مصر اسكندرية الزراعي, وهو بالطبع مشروع لو تم سيخفف كثيرا من معاناة الملايين, الذين يستخدمون طريق قليوب شبين القناطر, من سكان محافظتي القليوبية والشرقية , لكننا نتساءل لماذا لا يتم السير في نفس الاتجاه الذي تسير فيه الدولة, الخاص بتعزيز وسائل المواصلات الجماعية, النظيفة الصديقة للبيئة !؟.
أرجو أن يهتم السيد محافظ القليوبية , اللواء عبدالحميد الهجان ,المعروف بنشاطه وهمته ,والسيد وزير النقل الفريق كامل الوزير ,– بناء مصر النشيط- باستكمال تنفيذ مشروع مد خط مترو الانفاق إلى قليوب المحطة , بجانب اقامة الكوبري العلوي, العابر لمزلقان قليوب ,حتي تكتمل الصورة البهية ,لمصر الجميلة التي نسعي اليها جميعا .