كشف الاجتماع المشترك بين الهيئة الوطنية للصحافة ورؤساء الصحف القومية مع وزير الإدارة المحلية اللواء محمود شعراوي والذي عقد الأيام الماضية عن نتيجتين الاولي إيجابية والثانية سلبية بشكل عام .
فيما يخص النتيجة الايجابية عكس الاجتماع اهتمام الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي بمطالب رؤساء الصحف القومية التى تقدمت بها مؤسسات الاهرام – الاخبار والجمهورية من اجل حل المشاكل والتشابكات العالقة بين المؤسسات الصحفية من جهة ومع المحافظات من جهة أخري.
وهي التى تحتوي على ملفات تتعلق بالأراضي التى تم تخصيصها للمؤسسات الصحفية لإقامة مشروعات استثمارية منها مشاريع تعليمية " اكاديميات – كليات " او مخازن او أماكن للمطابع وغيرها من أراضي لإنشاء المصايف للعاملين بتلك المؤسسات .. يضاف الى ذلك ملف الإعلانات الداعم للمؤسسات الصحفية القومية.
وقد استجاب اللواء محمود شعراوي وزير الإدارة المحلية في الاجتماع المشترك مع رؤساء مجالس أدارات الصحف القومية ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة من اجل التدخل لدي المحافظين فى المحافظات والمحليات من اجل حل تلك المشاكل الإدارية والمالية .
وقد كشف البيان الصادر عن الاجتماع المشترك ان وزير الإدارة المحلية قد وعد بالتدخل مع السادة المحافظين من اجل حل تلك المشاكل وذلك فى اطار التقدير لما تقوم به المؤسسات الصحفية وكما جاء فى البيان من رفع الوعي والارتقاء بالمجتمع ومواجهة الازمات والإرهاب والتطرف والفساد .. وهنا الجزء الإيجابي فى الموضوع ويحسب للجميع الحرص على المصلحة العامة .
ولكن على الجانب الاخر هناك ملاحظة سلبية على هذا الاجتماع اذ اهمل الجوانب المهمة للارتقاء بدور الصحافة المحلية والمشاكل التى تواجها رغم وظيفتها المهمة فى رؤية المشاكل التى يعاني منها المواطنين .
ومن هنا لم يطرح الاجتماع المشار اليه سوي مشاكل الصحافة القومية مع المحافظات مع تجاهل تام لعرض مشاكل الصحف المحلية وللاسف يتجلي الاهمال فى مجموعة من المظاهر الواضحة والمهمة لمعاناة الصحف المحلية والقراء من المواطنين فى المحافظات وهم الاغلبية المهتمين بقضايا وهموم مستقبل الوطن وهم الاغلبية على ارض الواقع .
ومن امثلة التجاهل الظاهرة والواضحة تتمثل فى الاتي :
• اختفاء الزوايا والاركان والعناوين الصحفية التي كانت تنشر بالصحف القومية للاهتمام بالاخبار المحلية ومنها الابواب التى كانت ثابته " خارج القاهرة " – " قبلي وبحري " – " اخبار الاقاليم " – "اخبار المحافظات " – " وبعيداً عن القاهرة " وغيرها من المساحات التى كانت مهتمة بالقضايا المحلية وللاسف مع التركيز الشديد فيما ينشر عن الاخبار المركزية بتوسع كبير مع الاختصار الشديد للاخبار المحلية الذي بلغ حد الاهمال فى حجم ومساحة ونسب ما ينشر عن المحافظات واللامركزية فى مصر .
• كما لم تبدي الصحف القومية اي نظرة مستقبلية من اجل حل مشاكل الصحف المحلية رغم توصيات نقابة الصحفيين والدراسات والابحاث والرسائل العلمية حول اهمية الصحافة المحلية ودورها فى التنمية وكذلك نتائج المؤتمرات الذي عقدت من اجل تطوير الصحافة المحلية .
• كما استمر اهمال المؤسسات الصحفية فى اصدار الملاحق او الصحف المحلية رغم تجارب الصحف المستقلة التى بدءت مع جريدتي " المصري اليوم والشروق " وغيرها من الاصدارات للصحف المحلية الحزبية مثل تجارب الصحف المحلية للاحزاب " الوفد – التجمع – الاحرار " وغيرها والتى للاسف توقفت جميعاً ولم يتم دراسة اسباب الاستمرارية لهذه التجارب .
• كما لم تبادر الصحف القومية فى الاجتماع المشار اليه الى تقديم تصور او رؤية للخروج من ازمتها الاقتصادية فى دراسة مدي امكانية اصدار صحف محلية بالمحافظات يكون اهتمامها الاساسي القضايا المحلية تأكيداً للامركزية .
• عدم الاستفادة من القوي البشرية من الصحفيين الشبان من ابناء الاقاليم بالمحافظات والمشهود لهم بالكفاءة والذين يعانون من البطالة وقلت الانتاج وعدم الاستفادة منهم من اجل اصدار الصحف المحلية لتكون اذرع لتلك المؤسسات وأن تكون ادوات صحفية راقية معبره عن المجتمعات المحلية بالمحافظات والمراكز والمدن والقري والاحياء فضلا باعتبار ان الصحف المحلية تكون مشاريع اقتصادية من اجل تطوير تلك المؤسسات .
وبعد أن دعم اللامركزية عمل يتسق مع احترام الدستور ومع متطلبات بناء مصر الحديثة ومع المشاركة المجتمعية لكل شركاء التنمية حكومة – قطاع خاص – رجال الاعمال ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب والجميع المفترض ان يشاركوا من اجل التنمية المستدامة لبلادنا بابعادها " الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية " .
ومن هنا لا يصح ان ننظر بعين واحدة لحل مشاكل الصحف القومية فقط عن طريق البحث فى الدفاتر القديمة بعيدا عن العين الاخري التى يجب ان ننظر اليها نحو تطوير الصحافة المحلية من اجل مستقبل افضل لبلادنا .