هدى شعراوي واحدة من أبرز وأهم الناشطات في مصر على مر التاريخ في مجالي الاستقلال الوطني المصري والنشاط النسوي في نهايات القرن الـ19 وحتى منتصف القرن الـ20، اسمها نور الهدى محمد سلطان ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في مثل هذا اليوم 23 يونيو 1879.
هي ابنة محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق، تلقت التعليم في منزل أهلها وتزوجت مبكرا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "على الشعراوي" الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما ليتغير اسم عائلتها "شعراوي".
كان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدى بنتا أسمتها بثينة وإبنا أسمته محمد، أسست هدى جمعية لرعاية الأطفال العام 1907 وفي العام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية وكان لنشاط زوجها على الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919 وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.
في العام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه وهو ما اعتبره البعض وقتها علامة "انحلال" لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر.
وفي عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف. في 29 نوفمبر 1947 صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة أرسلت شعراوي خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة.
وتوفيت بعد ذلك بنحو الأسبوعين في 13 ديسمبر 1947، وأطلق اسم هدى شعراوي على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر تكريما لها كما حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية.
