بعد حادثي حلوان والإسكندرية.. السكة الحديد تسجل 6 حوادث في أقل من 3 أشهر.. وخبراء: الميكنة وتفعيل النظم التكنولوجية في إدارة الحركة والطوارئ السبيل الوحيد لوقف نزيف القضبان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

2021.. عام حوادث السكة الحديد

وشهد العام الجاري العديد من حوادث القطارات، التي تسببت في العديد من الخسائر والمئات من الجرحى والوفيات، والتي بدأت بحادث قطاري سوهاج أعقبه سلسلة من الحوادث.

حادث قطاري سوهاج

ففي 26 مارس الماضي، وقع حادث أليم بمحافظة سوهاج، بعدما اصطدم قطارين، مما تسبب في مصرع 19 شخصا على الأقل وإصابة 185 آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة، وقالت الهيئة القومية لسكك حديد مصر في بيان لها إن "مجهولين فتحوا بلف الخطر لبعض عربات القطار الأول"، ما تسبب في اصطدام القطار الثاني فيه من الخلف.

وفي 14 أبريل، أصيب 15 شخصا في حادث قطار بمنطقة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وذلك قبل أن يقع حادث جديد، يوم الأحد 18 أبريل، راح ضحيته 11 شخصا وأصيب 98 آخرين بعد خروج قطار عن مساره في محافظة القليوبية، وتسبب الحادث في مصرع سائق القطار متأثرا بإصابته، فيما تراوحت الإصابات الأخرى ما بين كسور وجروح وكدمات.

حادث السويس

ولم ينته شهر أبريل حتى وقع حادث آخر، حيث تصادم قطار بسيارة نقل أمام مزلقان بقرية عامر في السويس، أسفر عن مصرع شخص وإصابة 3 آخرين، بحسب بيان صادر عن النيابة العامة

وبحادثي اليوم وأمس تصل عدد الحوادث الأبرز التي شهدتها إلى 6 حوادث خلال 3 أشهر، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن الإجراءات القادرة على وقف نزيف الخسائر والضحايا جراء حوادث القطارات.

خبراء قطاع النقل والطرق أكدوا أن السكة الحديد تحتاج للكثير من الإصلاحات من أجل وقف الحوادث المتواصلة طوال السنوات الماضية.

وفي هذا الشأن، أكد الدكتور حسن مهدى أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، أن الحد من حوادث القطارات هو مسئولية مجتمعية مشتركة فبعض الحوادث لا تحدث نتيجة لخطأ من قائدى القطارات أو العنصر البشري المسئول عن تشغيل السكة الحديد، وشاهدنا خلال الفترة الماضية حوادث نتيجة لتوقف القطار بدون تدخل السائق مثل شد بلف الخطر وفرامل الطوارئ".

وأضاف أستاذ هندسة الطرق، أن الدولة المصرية تقوم بجهود كبيرة في مجال تطوير السكة الحديد وفقا لخطة مرصود لها مئات المليارات الجنيهات، بدأت بتحديث نظم الإشارات للعمل بنظام التحكم الإلكتروني، إلى جانب أنظمة إدارة الحرك، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من أجل الوصول إلى سكك حديد مميكنة ومؤمنة.

وتابع: "في حال تطبيق نظم إدارة الحركة المتطورة مثل atc، ونظام إدارة الطوارئ occ، وهي أنظمة غاية في التقدم والتطور التكنولوجي، حيث تتيح لمشغلي القطارات بداية من السائقين إمكانية التدخل السريع لمنع وقوع الحوادث، من خلال إرسال إشارات لأقرب برج مراقبة، تسهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحركة القطارات، بالإضافة إلى توفير وسائل اتصال حديثة ومباشرة مع سائقي القطارات في حالة الطوارئ، ومثل هذه الأنظمة التكنولوجية تعمل على تقليل تدخل العامل البشري، وتخفيض معدل الحوادث المرتفع.

أما الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، فقال إن الحديث المتكرر عن حوادث السكة الحديد يحتاج إلى حلول جذرية وقاطعة تستند على الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، مع ضرورة إنشاء خطوط شبكة حديد جديدة، بجانب التحديث والتطوير الذي تقوم به الدولة في الخطوط الحالية للسكة الحديد.

وشدد عقيل على أنه الآن أصبح الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة ضرورة ملحة من أجل وقف نزيف الخسائر المتواصل، ومن هنا يجب العمل على اتجاهين أولهما التطوير والتحديث للسكك الحديدية بأحدث تكنولوجيا للتشغيل والإدارة، إلى جانب التأهيل والتدريب للكوادر البشرية العاملة في السكة الحديدية حتى تواكب هذا التطور التكنولوجي في تشغيل خطوط السكة الحديد المترامية في كل أرجاء مصر.

وتابع: "السكة الحديد تمتلك من الخبرات والمهارات الكثير إلا أن هذه الخبرات تحتاج إلى تنمية للمهارات التكنولوجية من أجل العمل على تشغيل هذا المرفق الحيوي بكفاءة عالية تحافظ على المرفق وتمنع الحوادث التي تزهق أرواح المواطنين بشكل مستمر سنويا".

وأوضح "عقيل" أن ميكنة العمل في خطوط السكك الحديدية أيضا تعد من الحلول الجذرية من أجل التقليل من الأخطاء المتعلقة بالعنصر البشري، وبالتالي الوصول إلى سكك حديد تعمل بكفاءة دون أخطاء، وحينها يمكننا الحديث عن تقليل الحوادث ومنع حدوثها في مراحل مستقبلية.