«احذر عدوك مرة.. وصديقك ألف مرة».. مثل شعبي دارج، لم ينتبه له محمود الشاب العشريني، والذي عثر على جثته ملقاة بجوار كوبري بنطاق مركز طهطا في سوهاج، لتكشف التحريات أن شابا من قرية مجاورة تربطه به علاقة صداقة، وراء ارتكاب الواقعة بقصد سرقة مركبة التوك توك التي يعمل عليها سائقا.
تعود وقائع الحادث كما سردها أحد سكان القرية التي شهدت الجريمة، بأن شيطانا بشريا ارتدي عباءة الصداقة المزيفة من أجل الحصول على مبلغ زهيد من المال، مشيرا إلى أن المجني عليه من قرية مجاورة كائنة بدائرة المركز وتعرف على المتهم الرئيسي في الواقعة ويدعي «محمود» منذ فترة ونشبت بينهما علاقة صداقة، لكنه لم يدر أن تلك الصداقة ستكتب الفصل الأخير من حياته.
وأضاف: «المتهم اتفق مع شاب آخر من نفس القرية التي عثر فيها على الجثة، على استدراج الضحية في وقت متأخر من الليل بقصد سرقة التوك توك منه، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، إلا أن المجني عليه لم يستسلم لهما وقام بمقاومتهما ليسدد له أحدهما طعنة بسلاح أبيض، ورغم إصابته ظل متمسكا بالتوك توك حتى قرر المتهم إطلاق النار عليه من سلاح ناري كان بحوزته أعده لتنفيذ الجريمة، ليسقط على الأرض غارقا في دمائه، استوليا على التوك توك ولاذا بالفرار.
بلاغ للشرطة
كان المقدم محمد عبد الصبور، رئيس مباحث مركز شرطة طهطا، تلقى معلومات تفيد العثور على جثة شاب ملقاة بجوار كوبري عطا يا محمد بيه»، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، اللواء عبد الحميد أبو موسي مدير المباحث الجنائية بسوهاج، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.
في غضون دقائق استقل رئيس المباحث والنقيب محمد دياب معاون مباحث المركز عربة الشرطة "بوكس" نحو محل البلاغ، وفور وصوله، عاين الضابط الشاب جثة الضحية، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لشاب عشريني، مقيم بقرية مجاورة لمكان العثور عليه، ومصابة بجرح غائر وطلقة نارية، ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة، فيما نقلت الجثة لمشرحة مستشفى طهطا العام.
بالعودة إلى ديوان المركز تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، اجتمع خلالها العقيد نور عمر، رئيس الفرع الجنائي، بالمقدم محمد عبد الصبور، ومعاونيه لوضع خطة محكمة لكشف غموض الواقعة، وتحديد هوية مرتكبها.
وبفحص علاقات الضحية والوقوف على وجود خلافات بينه وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة 15 ساعة قضاها رجال البحث الجنائي في جمع المعلومات والتحريات للوصول للجاني عن طريق تفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة والمصادر السرية، لم يتسلل يأس أو ملل إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة، حتى جاءت على لسان النقيب محمد دياب محدثا رئيس المباحث: «حددنا هوية المتهمين يا فندم»، حيث دلت التحريات التي أجراها الرائد أحمد الكاشف معاون أول مباحث المركز، أن شاب صديق المجني عليه يقيم بالقرية محل الواقعة وراء ارتكاب الحادث بقصد سرقة التوك توك بالاشتراك مع آخر وهو ما رصدته كاميرات المراقبة.
على الفور انطلقت مأمورية قادها كل من النقيب محمد دياب والنقيب محمد صفوت، معاوني مباحث المركز، أسفرت عن ضبط المتهم الرئيسى في الواقعة والمتهم الثاني، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة والعرض على النيابة العامة لمباشرة.