«هو دا التحدي اللي عايزين ننجزه، وعايزين نهزمه، لا يمكن إننا نسمح أن يكون عندنا عشوائيات تانى» جملة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت شرارة تغيير كثير من المناطق في مصر، فكانت مصر بعد 30 يونيو على موعد مع الحرب على العشوائيات، في ظل عمليات إرهابية تقوم بها جماعة الإخوان، استعدت مصر لتنتفض من الخروج من ثوب المناطق غير الآمنة والخطرة، كانت هذه المناطق تصل مساحتها لـ 160.8 ألف فدان، وتُمثل 38.6% من إجمالي المناطق السكنية حسب إحصائية الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء في 2016، ووصلت نسبة العشوائيات في بعض المحافظات 71.1 بالمائة من إجمالى مساحتها السكنية، يعيشون سكانها في مناطق غير آمنة، وقتها وضعت القيادة السياسية بعد ثورة يونيو التخلص من هذه الأماكن، ونقل السكان بها إلى خارجها لمناطق سكنية آمنة، فتحول الأمر من كابوس مرعب لحياة آدمية، فمن الإسكندرية إلى أسوان ومن القناة والواحات إلى سيناء، امتدت يد المصريين لتنشر العمران في كل ربوعها، لُتصبح مصر بعد سنوات من الثلاثين من يونيو على وشك الانتهاء من تطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة، بعد سنوات سبقت ثورة الشعب في الثلاثين من يونيو، لتتصدى مصر بكل حزم في السنوات السبع الأخيرة لهذه الظاهرة، وتنقذ مايقارب من خمسة عشر مليون مواطن يعيشون حياة العدم بتكلفة تخطت الـ 8 مليارات جنيه، بالإضافة لتخصيص 10 مليارات لهذا العام في 2021 لاستكمال ماتبقى، ترصد البوابة نيوز، انتصار مصر في حربها على العشوائيات بعد الثلاثين من يونيو.
الأسمرات.. الحلم تحول حقيقة
قبل سنوات لن يصدق عقلك أن تكون منطقة الأسمرات، أشبه بـ"كومباوند" ربما لو حكى لك أحد الأشخاص أن هذا المكان بعد سنوات سينافس أحياء سكنية بالتجمع الخامس "القاهرة الجديدة" أو منطقة أكتوبر ستصفه بالجنون، ولكن إرادة مصر حولت هذه المناطق العشوائية إلى أحياء راقية، ومتكاملة الخدمات وتحويلها من إحدى المناطق الخطرة إلى منطقة آمنة ومتطورة، شمل تطوير منطقة الأسمرات ثلاث مراحل على مساحة 185 فدانا، تم الانتهاء منها بالكامل في الفترة الأخيرة، وضمت المرحلة الأولى 65 فدانا، وشملت 6358 وحدة سكنية، ووصلت تكلفت هذه المرحلة 850 مليون جنيه، أما المرحلة الثانية تمت على مساحة 61 فدانا، وضمت 4722 وحدة سكنية، بقيمة تصل لـ 700 مليون جنيه، بتمويل من صندوق تحيا مصر، بينما بتكلفة تصل لـ مليار جنيه، وتقام على مساحة 62 فدانًا كانت المرحلة الثالثة، ووصلت عدد الوحدات فيها لـ 7440 وحدة سكنية، وتتكون من 9 أدوار متكررة بالإضافة للأرضى.
أهالى بطن البقر
وتواصل الدولة جهودها للتخلص من المناطق العشوائية، فمنذ شهور/ وتعمل الدولة جاهدة على إزالة العقارات بمنطقة بطن البقر، والتي تخطت 700 عقار تم هدمها، ونقل السكان لحى الأسمرات، وتهدف الدولة لتغير حياة 2000 أسرة كاملة بمنطقة بطن البقر، ونقلهم إلى المساكن الحضارية متكاملة الخدمات، ووفرت الدولة أتوبيسات خاصة للمواطنين لنقلهم، وسيارات نقل أغراضهم الخاصة.
روضة السيدة
الموت على تل العقارب، فصل شهير للكاتب الراحل صلاح عيسى في كتاب حكايات من دفتر الوطن، ورغم أن هذه المنطقة شهدت الكثير من التحولات التاريخية، إلا أنها أصبحت إحدى المناطق التى من السهل الموت فيها، وصعوبة دخولها، تحولت لقطعة من الجنة "روضة السيدة"، وأصبحت المنطقة أفضل مشروع لتطوير المناطق الغير آمنة في مصر، بطراز إسلامى فريد، لمكانة وعبق التاريخ الذي يضرب بجذوره الراسخة في منطقة السيدة زينب، بعدما كانت المنطقة مجموعة من العشش التي تعلو منطقة ترابية "تبة"، قامت الدولة ببذل مجهود كبير لتطويرها، وفى فترة التطوير وفرت الدولة وحدات سكانية تحملت خزينة الدولة وقتها دفع الإيجارات للأهالى، حتى عودتهم مرة أخرى لمسقط رأسهم في تل العقارب "روضة السيدة" تطوير منطقة تل العقارب شهد بناء 816 وحدة سكنية، في 16 عمارة، كل عمارة تتكون من 5 أدوار بالإضافة للدور الأرضى، وذلك على مساحة 7 أفدنة، تضم أيضًا 198 وحدة تجارية، وشوارع عرضها يتخطى الـ 10 أمتار، بالإضافة لممشى سياحى للسكان، لتكون منطقة كاملة أشبه بالمناطق السكنية الجديدة في القاهرة الجديدة.
المحروسة.. حياة جديدة
بتكلفة تخطت الـ 800 مليون جنيه، وقاربت من 900 مليون جنيه، كان مشروع المحروسة 1 و2، من أهم المشروعات التى قضت على ظاهرة العشوائيات في مدينة السلام، وتحديد في منطقة النهضة، شرق محافظ القاهرة، نشر موقع رئاسة الجمهورية أن تكلفة المشروع تصل لـ 940 مليون جنيه، ويهدف لتوفير حياة كريمة لـ٢٤٥٦٥ نسمة، بعدد وحدات سكنية تبلغ 4913 وحدة سكنية، بالإضافة لـ مجمع خدمى متكامل، يشمل مستشفى ومدارس، وحدائق للتنزه، ومراكز دراسية وثقافية، وتجارية، وضم المجمع المتكامل للمحروسة دور للعبادة، وبناء دور لرعاية الأيتام وكبار السن، وذوى الاحتياجات الخاصة، ولم ينسى المشروع الأيد العاملة فتم بناء منطقة للورش لخدمة الأهالي، وتحول المنطقة لشكل حضارى متكامل.
مشروع بشاير الخير
احتلت محافظة الإسكندرية المركز الأول في أكثر المحافظات المصرية انتشارا للعشوائيات، بلغت المناطق العشوائية بها أكثر من 20 ألف فدان، لتصل نسبة العشوائيات فيها لـ 12.5 من المساحة السكنية بالمحافظة.
كانت البداية منذ 5 سنوات لتغير شكل الإسكندرية، وتحديدا في سبتمبر 2016، ب‘د أن قام الرئيس السيسي، بافتتاح مشروع بشاير الخير1، في إطار الخطة التى تم وضعها لتطوير منطقة "غيط العنب" في فترة تصل لعام ونصف فقط، وضم المشروع تطوير مساحة 12 فدانًا، بسعة 1632 وحدة سكنية، متمثلة في 17 عمارة، بقدرة استعابية تصل لـ 8000 مواطن من أهالى المنطقة.
وضم مشروع بشاير الخير 1، مستشفى ومسجد ومركز تدريب داخله 17 ورشة تعليمية، بالإضافة لـ 6 قاعات للدراسة، وأكثر من 50 محلا تجاريا، وسوق تجارى، وحدائق ومراكز للتدريب.
بشاير الخير 2
قبل عامين بعد الانتهاء من بشاير الخير1، واصلت الدولة حربها على العشوائيات، افتتح الرئيس السيسي في 2018 مشروع بشاير الخير 2، والذي ضم 37 عمارة، بقدرة استعابية تصل لـ 10 آلاف مواطن، يتم تسكينهم داخل 1869 وحدة سكنية، وداخل كل مجمع سكنى 4 مصاعد كهربائية للسكان.
وبلغت مساحة بشاير الخير2 17 ألف متر مربع، كما ضمت أكثر من 300 محل تجاري، وبها 13 مولا، تصل مساحة المول الواحد لـ 915 مترًا، بالإضافة لبنية تحتية عالمية، تصل فيها الطرق الأسفلتية لطول 250 مترًا، ومسطحات خضراء مساحتها 15 ألف متر، لتكون منطقة متكاملة الخدمات، يستطيع الأهالى داخلها الاكتفاء الذاتى.
بشاير الخير 3
بعد عامين من بشاير الخير 2 انتهت الدولة من تطوير المنطقة على مساحة 105 أفدنة كقسم أول لبشاير الخير 3، وتوفير سكن مناسب لسكان "مأوى الصيادين" وضمت 200 عمارة، تشمل 10624 وحدة سكنية، تخدم 50 ألف مواطن من أهالي عروس البحر المتوسط، أما القسم الثانى فكان يميل للترفيه أكثر، فضم 30 فدانًا بداخله مجمع سينمات وبنوك وكافيهات، وقاعات مناسبات.
«الزرايب» تتحول لـ«زهور 15 مايو»
حوادث مأسوية كانت لا تتوقف، غرق المنازل، وانهيارها، منطقة أشبه بالعشش، هكذا كانت منطقة الزرايب بـ 15 مايو بحلوان، بعد حدوث عاصفة التنين، قبل تدخل الدولة لتحويلها لـ زهور 15 مايو، ونقل الأهالى فيها، بعيدا عن منطقة الزرايب بـ 1000 مترا، وقبل تسكين المواطنين وفرت الدولة لكل ساكن 2000 جنيه، متمثلة في 1000 جنيه بدل معيشة، و1000 بدل سكن لحين الانتهاء من المشروع السكني، ويُمثل المشروعة مساحة 68 فدانا، ويهدف لتسكين 5040 مواطنا، بعدد وحدات 1008 وحدة، بتكلفة تتخطى الـ 500 مليون جنيه.
حلايب وشلاتين
بعد الثلاثين من يونيو، عملت الدولة على رفع البنية التحتية لمثلث حلايب وشلاتين، وتمثل ذلك في مشروعات تنموية متنوعة شملت مشروعات سكنية وزراعية ومشروعات مياه الشرب، وتولى الأمر صندوق تطوير العشوائيات الذي قام بمشروع سكنى ضخم تصل لـ 3000 ألف وحدة سكنية، على النحو التالي: 1500 وحدة سكنية في منطقة حلايب، و1500 في منطقة شلاتين، وللتغلب على أزمة المياه في حلايب وشلاتين والتي كانت تعتم على مياه الأمطار والمياه الجوفية، قامت الدولة بإنشاء محطات لتحلية المياه، وصلت تكلفتها لأكثر من 300 مليون جنيه، كما قامت الدولة بعمل بحيرات صناعية لحماية المدينة من السيول، وقامت بعمل نهضة زراعية فيها متمثلة في مشروعات " وادى حوضين" والتى تهدف لتحويل حلايب وشلاتين لمدينة متنوعة المصادر، وشملت تطوير العشوائيات في حلايب وشلاتين لـ 1.3 مليار جنيه.
تطوير منطقة العمال بالمنيا
بعد إضافة منطقة العمال بالمنيا للمناطق العشوائية، بعد تقرير جامعة المنيا، بدأت الدولة في رفع كفاءة المنطقة بتكلفة 80 مليون جنيه، وبناء 10 عمارات، وتطوير منطقة عشش محفوظ، وتضم المنطقة 400 أسرة.
وخلال 6 سنوات شهدت محافظة المنيا تطوير 3 مناطق عشوائية، تم خلالها إنشاء 48 عمارة، تضم 1032 وحدة سكنية، بتكلفة تخطت 190 مليون جنيه، وشملت الخطة تطوير منطقة محفوظ بتكلفة تصل لـ 102 مليون جنيه، بالإضافة لرفع البنية التحتية لشبكات المرافق بتكلفة 15.5 مليون ونصف.
بورسعيد خالية من العشوائيات
نجحت محافظة بورسعيد في الانتصار في الحرب على العشوائيات، بتجربة رائدة في الانتهاء من تطوير العشوائيات بالمحافظة، نجحت المحافظة على القضاء على 6 مناطق عشوائية، وهي المناطق الأكثر خطورة بالمحافظة، ونقل أهلها لمناطق آمنة وعودتهم بعد تطويرها، لُتصبح بورسعيد أول محافظة خالية من العشوائيات في مصر، كما نجحت القيادة المصرية في تحويل منطقة "هاجوج والإصلاح والجناين" إلى منطقة آمنة، ورفع كفاءة المنطقة.
التنمية البشرية
لم تتوقف القيادة المصرية في تطوير المناطق السكنية فقط، بل وضعت خطة مستدامة روؤية مصر 2030، والتى اعتمدت على البعد الاقتصادى والبعد الاجتماعي والبعد البيئي، وأولت مصر بالاهتمام بالعامل البشرى، متمثل ذلك في رفع الدخل الشهري للفرد بزيادات متواصلة كل عام، بالإضافة للاهتمام بالجانب الصحي، والعمل على تعزيز الاستثمار في البشر، ودعم الموهوبين، وزيادة المعرفة والابتكار، والاهتمام بالبحث العلمي، وظهر ذلك في مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة "نتشارك هنعدى الأزمة" لدعم العمالة غير المنتظمة خلال أزمة كورونا، كاهتمام بالجانب البشري، كما نفذت مصر برنامجا للتكافل والكرامة للأسر الأكثر فقرًا، وضمان الحقوق الصحية والتعليمية لهم، بالإضافة لصرف علاوات للمعاشات، كما كانت لمبادرة حياة كريمة دور في توفير فرص للمواطنين في الأماكن والمناطق الأكثر احتياجًا، كل ذلك يؤكد أن الدولة المصرية لم يتوقف اهتمامها ببناء الوحدات السكنية فقط، وتطوير العشوائيات بل صحب ذلك تطوير البشر أنفسهم.