قال الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة بورسعيد، ورئيس قسم التاريخ والحضارات بكلية الدراسات الآسيوية العليا في جامعة الزقازيق، إن جماعة الإخوان، استطاعت زرع بذرة الفكر المتطرف، في المجتمع، منذ نشأتها، مشيرا إلى أنها استغلت الجمود الفقهي، الذي أصاب الحياة الدينية، وبسطت سيطرتها على عقول الشباب.
وأضاف: "الجمود الفقهي يعني توقف العلماء عن الاجتهاد، وهذه آفة كبرى، فالمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية، يجد أنها لم تبدأ في التراجع، إلا عندما توقف علماؤها عند أقوال السلف، وأضفوا عليها قدسية ومهابة، أٍسقط الاجتهاد من حساباتهم، على الرغم من أن العلماء الأوائل أنفسهم يؤكد ما ذكره التاريخ لنا عنهم، أنهم يحضون على الاجتهاد، بدليل أن الشافعي بدل فقهه عندما حضر من الشام إلى مصر، وأبا حنيفة كان يقول كل منا يؤخذ منه ويرد عليه، إلا صاحب هذا المقام، ويشير إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وتابع: "أرى أن توقف العلماء عن مواكبة العصر، بالاجتهاد في مسائل الفقه، سواء بتعديل ما تركه لنا العلماء الأوائل من تراث بشري إنساني، أو الإضافة عليه بأفكار جديدة تواكب العصر الحالي، وأتصور أن هذا الجمود كان السبب في انتشار الأفكار المتطرفة، التي بدأت بانتهاج آراء فقهية لعلماء قدامى لم تعد مناسبة للعصر الحالي، لذا فإن توقف علماؤنا المعاصرون عن الاجتهاد، أفسح المجال لأصحاب الفكر المتطرف، ليفرضوا سيطرتهم على الساحة وعلى عقول الشباب، ويستقطبونهم بشكل صنع الصورة القاتمة التي نعيشها الآن".