خاضت مصر تحركا مكثفا منذ بداية الأزمة في ليبيا، مع المجتمعين الإقليمى والدولى لدعم العملية السياسية ووقف جميع صور الاقتتال الداخلى، حيث تمسكت القاهرة باستكمال دورها المهم تجاه ليبيا، وهو ما يوافق رغبة حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وعكسته اللقاءات الأخيرة بين الجانبين التى بدأها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، في شهر أبريل الماضى ومعه أكثر من ثلث الحكومة المصرية، والتى اتفق خلالها الجانبان على عدد من ملفات التعاون بين البلدين في العديد من المجالات كان أبرزها مشاركة مصر في إعادة أعمار ليبيا وتسهيل إجراءات عودة العمالة المصرية.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في عدة لقاءات وتصريحات دعم مصر الكامل للشعب الليبى والتى كان آخرها خلال لقائه رئيس وزراء اليونان بالقاهرة كيرياكوس ميتسوتاكيس، حيث أشار الرئيس إلى دعم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد مشددين على أهمية خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا إضافة إلى تفكيك الميليشيات.
كما استقبل الرئيس مؤخرًا نجلاء المنقوش، وزير الخارجية الليبية، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت القائم على الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية، وصون مقدرات الشعب الليبى الشقيق، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لليبيا.
وزار اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة مؤخرا العاصمة الليبية طرابلس في زيارة تهدف لتعزيز علاقات التعاون ودعم العملية السياسية والاستقرار بليبيا وذلك بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى خلالها رئيس الحكومة الليبية وعدد من المسئولين الليبيين، وذلك لدعم مسار بناء وتوحيد المؤسسات الوطنية الليبية لاستعادة زمام الأمور وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
ويأتى مؤتمر برلين الذى ينعقد غدا الأربعاء بحضور وزراء الخارجية للدول الرئيسية المعنية بالنزاع الليبى بمشاركة الحكومة الانتقالية الليبية لأول مرة، وذلك لضمان إجراء انتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر المقبل، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة.