هذا ما توحي به دعوات "إخوان" كلوب هاوس للمصالحة في غرف الدردشة الخاصة على هذا التطبيق الصوتي وتروج قيادات غير معروفة بعضهم يتحدث بأسماء حقيقية وآخرون بأسماء مزيفة عن مزاعم المصالحة مع النظام في مصر معلنين تنصلهم من ممارسات شيوخهم في الجماعة و رفضهم للمواقف التي صدرت عنهم إبان إسقاط الإخوان عن الحكم في 2013. ويتعمدون إبراز وبروزة النقد الموجه لقادة التنظيم تحت عنوان براق خادع وهو المراجعات الواجبة كمسوغات للمصالحة. يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد مصر للاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو وزوال الغُمّة و انطلاق نهضة حديثة على جميع المستويات خلال السنوات الأخيرة.
فأي مصالحة يزعم هؤلاء أنهم يبادرون بها ويسعون لتحقيقها بعد أن تخلت عنهم تركيا بإعلانها بدء إجراءات التفاهم مع مصر؛ وهل يمكن أن ينسى المصريون ما اقترفه الإخوان من اغتيالات وتفجير شرقا وغربا بعدما أعلنوا أنهم إما يحكمون مصر أو يحرقونها، و دفع المصريون ثمنا غاليا لجرائم هذا التنظيم من أرواح أبنائهم دون أي ذنب سوى خروجهم للتظاهر ضد حكم الجماعة في 30 يونيو؟!
إن الجماعة التي تدور في حلقات متصلة من الفشل تسعى للانسلاخ من جلدها القديم كما الثعابين، و الايحاء بظهور سلالة جديدة من هذا التنظيم بريئة براءة الذئب من دم يعقوب، بينما تحاول أن تتسلل الآن وتنخر كالسوس في العظام من خلال تطبيق كلوب هاوس. ولكن جرائم هذه الجماعة ليست جوربا قذرا يقومون بنزعه عندما تفوح نتانته وتكثر ثقوبه وعفا الله عما سلف!
وحتى لا ننسى تاريخ جرائم الإخوان بين اغتيالات وتفجيرات واختطاف وقتل المئات من المصلين بدم بارد في الكنائس والمساجد، أعادت المشاهد التوثيقية في مسلسل الاختيار 2 للعمليات الإ رهابية التي التقطت بعدسات الإخوان أنفسهم الغضب المتأجج في صدور المصريين ضد الجماعة.
وحتى لا ننسى أيضا تاريخ جرائم الإخوان فإن الجماعة الإرهابية منذ نشأتها عام 1928 على يد حسن البنا لم تختلف أساليبها في الاغتيالات، حيث بدأت باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في قاعة البرلمان عام 1945، ثم القاضي أحمد الخازندار في 1948، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء محمود فهمي النُّقراشي مصرعه عند ديوان وزارة الداخلية. وتجددت جرائم الجماعة بعد ثورة يوليو 52 عند محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في 26 فبراير 1954؛ ثم امتدت إلى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في 6 أكتوبر 1981. إنها جميعا سلالات إخوانية اختلفت مسمياتها لكن التنظيم العصب واحد تربوا داخله وترعرعوا فيه ثم تفرقوا لتنفيذ مخططاتهم والبحث عن إقامة الخلافة.
وعاد مسلسل عنف الإخوان كأبشع ما يكون بعد 30 يونيو ولم تسلم دور العبادة وأقسام الشرطة والمنشآت العامة من التفجيرات بعد فض رابعة. وحاولت الجماعة نشر الفوضى وترهيب الناس ولقي المئات مصرعهم في عمليات التفجير والاغتيال في مقدمتهم النائب العام المستشار هشام بركات. وقد ثبت من تحقيقات قضية فض رابعة أن الإخوان لم يقتلوا فقط رجال الشرطة بل وقتلوا بعض أنصارهم أيضا الذين فضلوا الانسحاب وذلك حتى يضاعفوا عدد موتاهم أمام الرأي العام والعالم ويوجهون الاتهامات للشرطة في التسبب بوفاتهم. وهذا ليس غريبا عليهم فقد فعلها من قبل أحد قادة الإخوان عبد الرحمن السندي عندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسؤولاً عن الجهاز الخاص بدلاً عنه, فقرر السندي اغتيال أخيه في التنظيم الخاص الذي جاء ليزيحه عن مكانه، وأرسل إليه بعلبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف. وانفجرت في وجه سيد فايز عندما حاول فتحها وأردته قتيلا ومعه شقيقه!
و تلوّح الجماعة الآن بعلبة جديدة من حلوى المولد في ذكرى جميلة على قلوب المصريين هي ثورة 30 يونيو ليطمع الطامعون. وتستغل تطبيق كلوب هاوس لتزيين العلبة وحبك تغليفها حتى تؤثر على الرأي العام المصري والعربي فتكسر العزلة التي يشعر بها أنصارها. لكن كل ذلك استعدادا لتفجيرها في الوقت المناسب في وجوه المصريين!
لقد أصبح خداع المصريين مستحيلًا بعلبة الحلوى "المقدسة" إياها وما تحويه من شعارات المصحف والسيف لأن ما بداخلها ليس إلا متفجرات وكلاشنكوف هي عناوين جرائم الإخوان التي سطرها التاريخ بالدم. فلا يمكن أن ينسى المصريون شهداء الجرائم الإرهابية و لن يغيب عن أعينهم شهداء الـ 70 كنيسة ولا شهداء المساجد... كيف ينسون شهداء مسجد الروضة في سيناء، كانوا 300 مصلي دخلوا لأداة الجمعة في بيت من بيوت الله بينهم أطفال و غالبية الضحايا أقارب ينتمون لنفس العائلات. ومهما كذب الإخوان وحاولوا خداع الناس وداروا حول الأرض ربما يصدق الغافلون أو الطامعون كذبتهم فلن تلبس الحقيقة حذاءها!
olfa@aucegypt.edu