من بين من كرمهم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، الناقد الفني الكبير كمال رمزي، وذلك بعد مشوار طويل قضاه في النقد الفني، وقد استضافه المهرجان في ندوة خاصة للحديث حول مشواره ومراحل حياته الفنية.
وقال "رمزي"، لـ«البوابة نيوز»، إنه كان شاهدا على ميلاد مهرجان الإسماعيلية، منذ عام 1991، وأنه من المهرجانات القليلة التي تهتم بالأفلام القصيرة والتسجيلية، وكان له الحظ أن يشهد الدورات السابقة، برئاسة أهم المثقفين السينمائيين المهرجان، مثل: أحمد الحضري، سمير فريد، هاشم النحاس، مختار عبد الجواد، على ابو شادي، وغيرهم، إلى أن أصبح هذا المهرجان راسخًا ليس في مصر بل في العالم أجمع.
وتابع "زموي": "لا يوجد كتاب عن السينما التسجيلية، إلا وتجد فيه فصلا كاملا عن مهرجان الإسماعيليةأ خاصه أنه مع تراكم الخبرة والسنين أصبح المهرجان من معالم السينما في العالم، ويتطور بشكل كامل، سواء في طريقه العروض، أو الكتب التي تصدر عن الافلام التي يعرضها المهرجان، عن الشخصيات المؤثرة في السينما التسجيلية، ولذلك فهو مكسب للثقافة المصرية بشكل عام ومكسب لمدينه الإسماعيلية".
وعدد "رمزي" المشكلات التي تقابل الأفلام التسجيلية، والرسوم المتحركة في مصر، قائلا إن منها عدم الانتشار، وضعف الدعاية، وعدم الإقبال الجماهيري "خاصة وأن ظروف العالم كله في الأيام الحالية بالغة الصعوبة، مع انتشار وباء كورونا، الذي أثر بشكل كبير على صناعة السينما".
وواصل الناقد الفني: "نجد في أمريكا قله في الإنتاج الفني، كما أن بعض شركات السينما الكبرى أغلقت أبوابها، أما في مصر، فرغم ما نعاني منه، بسبب تفشي الوباء، نجد تنظيما رائعا لهذا المهرجان، الذي أقيم بسبب قوة الإرادة والإيمان بأهمية الافلام التسجيلية.. هناك تحدي كبير للقائمين على تنظيم المهرجان لمواجهة أي عراقيل".
وأقر "رمزي"، بأن مصر تعاني من قلة عدد المهرجانات الفنية، "فقوة كل دولة تقاس بتقدمها في المهرجانات التي تحكي تراث وثقافة الشعوب.. فنجد في اسبانيا أكثر من 200 مهرجان، تصنع تنوعا في توجهات واهتمامات الجمهور".
وأشار، إلى أن المهرجانات في الدول، التي تطل على البحر، تقدم عروضا للأفلام التي تدور أحداثها في البحار، وهناك مهرجان للبلاد التي تطل على الأنهار، مثل: مهرجان افلام الأنهار، الذي ينظم في أكثر من دولة على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك نجد أن عددا كثيرا من محافظات مصر تفتقد لإقامة مهرجانات تحمل هويتها وتحكي حضارتها.
وذكر كمال رمزي، أن الحقبة الناصرية شهدت ازدهارا غير مسبوق في مجال السينما، وكانت المهرجانات تذهب إلى الجمهور في مكانها، وكنا نرى عرض افلام الرسوم المتحركة للأطفال، وتجد حافلات المدارس تنقل التلاميذ إلى قصور الثقافة، على مدى اليوم لمشاهدة الافلام، وفي القرى كانت سيارات الثقافة تتنقل بين القرى لعرض الافلام على الحوائط، ويستمتع أهالي القرية بما يعرض في المدينة، ولو استمرت الحقبة الناصرية حتى الآن لرأينا مهرجانا في كل قرية ومدينة من مدن مصر".
وعن مستقبل النقد الفني؛ قال "ركزي"، إن النقد سيبقى لأنه سنة طبيعية للحياة، "وأنصح الأجيال القادمة من النقاد بعدم الالتفات بما يهتم به المشاهد"؛ مشيرا إلى أن دور الناقد أن يفسر ما يعجز عن تحليله المشاهد. واستدرك: "لكن أنا ضد السخرية من اي فنان أو عمل فني، ومع ذلك فالفن يواجه أزمة تتمثل في تقلص عدد دور العرض، فلا نجد في المحافظة الواحدة سوى عدد محدود من دور العرض، واعتقد أن ذلك بسبب تسريب الأعمال الفنية على القنوات غير الشرعية".
ونوه الناقد الفني، إلى أن النقد الفني دوره تفسير وتقيم وتوجيه المشاهد، "وألا خرج عن دوره المنوط به مهما تغير الزمن، لكن السوشيال ميديا الآن أصبحت ساحه مفتوحه للنقد وأدت إلى مشكلات، حيث غيرت في درجه الاتقان، لأن القنوات الشرعية للنقد، مثل الصحف والقنوات التليفزيونية أو الكتب يكون النقد فيها موزونا ومقدرا، فكل كلمه بهذه الوسائط لها مقدار.. أما صفحات السوشيال ميديا يمكن أن تطرح عليها أي قضيه دون أي رقيب أو أي اعتبارات أخرى لظروف خاصة بأي شخص وخلافه".
ورغم ذلك؛ يرى "رمزي"، أن مستوى مصر في النقد الفني، مازال في الصدارة، مقارنة بدول المنطقة، ولم تتفوق عليه أي دولة أخرى، قائلا: "بالتأكيد أي دولة بها اجتهادات لكن يظل لمصر حضور ذو ثقلا وعمقا وشمولا في المحافل الدولية، وذلك بحكم تاريخ مصر الثري، وأتوقع لبلدنا مستقبلًا مضيئًا، ومن الطبيعي أن نجد أعمالا رديئة، وأعمالا جيدة، وفي تقديري أنه بالتأكيد هناك محاولات للتقدم".
وأشار، إلى أن السيناريست هو روائي، لكن أدواته مختلفة عن الرواية، ويظل في النهاية هناك اختلاف بين كتابه السيناريو والرواية، لكن إجمالا قله الإنتاج تجعل كثير من الأعمال حبيسة الادراج؛ موضحًا أن فن السينما مكلف، ويحتاج إلى شركات راسخة، تنتج هذه الأعمال، أو أن تساهم الدولة في دعم الفن، و"أرى إنشاء الشركة القابضة للسينما، وإعطاء دور أكبر لوزارة الثقافة، سيساهم في إنتاج أفلام بشكل أفضل".
وعن كتابه أعمال المسلسلات قبل عرضها بفترة قصيرة؛ أكد "رمزي"، أن العالم كله يعتمد على إعادة كتابه السيناريو كلجنة جودة محتوى؛ مضيفا أن الأعمال التي يقوم بكتابتها المخرج، ثبت فشلها، لأن مهمة المخرج تختلف عن المؤلف أو السيناريست".
أما عن علاقة الناقد بالفنان؛ فيعتبر أن أسوء شيء للناقد أن تربطه علاقة صداقة بالفنان "يجوز أن يكون هناك ود في التعامل لكن الصداقة تمنع من النقد الصريح، لأن من أهم عوامل الناقد أن يكون مستقل، حاليا تقلص دور الصحافة، مما أدى ذلك إلى ضعف تأثير النقد الفني، وتحجيم مساحته في الصحف".