لم تمنع الإعاقة الشاب عادل عبدالله عبدالمجيد ابن قرية «طما الفيوم» التابعة لمركز ومدينة اهناسيا بنى سويف من العمل، فبرغم تعرضه لحادث حريق أدى إلى بتر الساقين، يصر عادل على كسب قوت يومه من كده وتعبه.
يعمل عادل في مهنة نقاش منذ صغره من أجل لقمة العيش وتربية أولاده، ويبلغ من العمر ٤٨ عاما، متزوج ولديه ٥ أولاد، ويرفض أن يتسول أو يأخذ شيئا من أحد.
التحق عادل في عام ١٩٩٥م بالتجنيد، وقاده النصيب للخدمة في أمن القاهرة بباب الخلق، ووقتها حدثت لها الإصابة، ويقول: كنت أعمل في كافيتريا تابعة للمديرية ونشب حريق بها وأصبت في هذا الحريق وعلى إثره تم نقلى إلى المستشفى مصابا في ساقيى وكانت نسبة الحريق ٩٥٪، واستكملت علاجى وخرجت من المستشفى بعد الاعتقاد أنى شفيت تماما. وبعد خروجى بفتره مارست حياتى العادية وتزوجت، «لكنى أصبت بقرح في قدمى بسبب الحريق، والذى نتج عنها بتر إحدى ساقى، وحينها كان لدى طفلان، وبعد خمسة أعوام تم بتر الساق الأخرى، وكان لدى أيضا ثلاثة أولاد آخرين».
لم يتوقف عادل عن الترحيب بالحياة والإقبال عليها، مستغلا في ذلك دعم زوجته التى أصرت على مواصلة الرحلة معه رغم كل الصعوبات.
ويقول: عند بتر الساق الأولى قلت قضاء وقدر وأكملت مسيرة الحياة وعملت في دهانات الأخشاب والأثاث، وعند بتر الساق الثانية لم أشعر بها ولا بفقدانها، وكان لدى ثقة أن الله عز وجل لن ينسانى، وحاليا أعمل في رش بوابات الحديد والأخشاب والسيارات ودهانات الشقق لكسب قوت يومى بالحلال».
ويتمسك عادل بمواصلة العيش بهذه الطريقة، «أفضل أن أموت وأنا أعمل عن أن أمد يدى إلى أحد»، مطالبًا من الدولة إدراجه ضمن نسبة الـ ٥٪ الخاصة بتعيين ذوى الاحتياجات الخاصة والإعاقة، أو إتاحة مشروع له يضمن منه دخلا شهريا، خاصة أن عمل النقاشة غير دائم طوال العام. وينصح عادل الجميع بضرورة السعى من أجل كسب لقمة عيش بالحلال، والاعتماد على الذات.