حظر شامل في تونس بسبب كورونا
وتسبب تفجر الوضع في مدينة القيروان في
إصدار الحكومة التونسية برئاسة هشام المشيشي، قرارا بفرض حظر شامل في كامل التراب التونسي،
في قرار بدأ تطبيقه أمس الأحد، وأصدر الرئيس قيس سعيد قرارا بإنشاء مستشفى عسكري في
القيروان، ضمن جهود الحكومة لاحتواء الوضع الصحي المتأزم في الولاية، إلى جانب إيفاد
مسئولين صحيين وتخصيص مراكز عزل للحالات الإيجابية ومستشفيات ميدانية، لعلاج الحالات
المكتشفة بصفة مبكرة، إضافة إلى نشر حملات للتقصي المكثف للمشتبه في إصابتهم.
اكتظاظ مستشفيات القيروان
وتصاعدت أزمة تفشي فيروس كورونا في ولاية
القيروان التونسية، بعد ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية إلى 60% يوميا، ما تسبب في اكتظاظ
مستشفيات الولاية، وقرر مدير صحة القيروان محمد رويس، الجمعة الماضية تحويل مصابي فيروس
كورونا إلى الولايات الأخرى، "نظرا لبلوغ طاقة الإيواء بمستشفياتها نسبة
100%"، حسب وكالة الأنباء التونسية.
نقل المرضي بـ"القريطة"
ونشر موقع "الشروق" التونسي صورا
تداولها نشطاء وسائل التواصل الإجتماعي "سوشيال ميديا"، لعربات "الكارو"
التي يدعوها الشعب التونسي بـ"القريطة" تحمل إحدى مرضى كورونا أمام مستشفى
ابن الجزار في ولاية القيروان، وهو ما يدلل على نقص عربات الإسعاف، في ظل تأزم الوضع
الصحي في القيروان.
وعبر مسئولي مستشفى ابن الجزار في ولاية
القيروان عن استيائهم الشديد بسبب نقص الإمدادت، وقال الطبيب لطفي الذهبي لفضائية
"الوطنية التونسية" أمس الاحد أنه لا يوجد مصعد لنقل المرضى مما يتسبب في
صعوبات في عملهم، مؤكدا تسجيل 15 و20 حالة وفاة بكوفيد 19.
انقطاع الكهرباء في القيروان
وما زاد الطين بلة انقطاع التيار الكهربي،
وهو ما تسبب في وفاة رجل مسن كان يخضع للتنفس الصناعي في منزله، إلى جانب تدهور الحالة
الصحية لفردين آخرين من نفس العائلة، وأوضح إسكندر بن تيشة معتمد منطقة القيروان الشمالية
أن العطل المفاجىء في الكهرباء جاء بسبب تعطل مولدين كهربائيين تم استبدالهما من طرف
فرق الصيانة التابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز، مؤكدا أن ارتفاع درجات الحرارة
تسبب في زيادة الإقبال المفرط على استعمال التيار الكهربائي ما ساهم في العطل.
فيما أوضح محمد بورقيبة والي القيروان أن
انقطاع التيار الكهربائي على المدينة مساء أمس الأحد لم تتجاوز مدته 20 دقيقة.
سلالة كورونا البريطانية في تونس
وكشفت وزارة الصحة التونسية أن السبب في
تفشي وباء كورونا في ولاية القيروان بهذه الصورة يعود إلى السلالة المتحورة البريطانية،
وأوضح نصاف بن علية المتحدث بإسم وزارة الصحة التونسية، في تصريحات نشرتها إذاعة
"نسمة" أمس الأحد أنه يمكن أن يكون هناك سلالة خطيرة من نوع آخر، مشيرا إلى
أنه جار تتبع السلالات المتحورة الموجودة في القيروان.
وأضاف "بن علية" أن ولاية القيروان
تشهد ارتفاعا مفزعا في معدلات الوفيات والإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، حيث
أكد تجاوز الإصابات 400 حالة لكل 100 ألف شخص خلال 14 يوما الأخير.
أسباب الأزمة بين
إجراءت الدولة وعدم التزام المواطن
وفي هذا السياق قال المواطن التونسي شوقي بن سالم إن "ما تعيشه القيروان من وضع صحي خطير وصف بأنه تسونامي "كوفيد "19 هو نتاج فشل سياسة الدولة في التصدي لهذه الموجة سواء على مستوى بطء التلاقيح أو اتّخاذ القرارات الاستبقائية وحسن تطبيقها عبر فرض سلطة القانون دون محاباة".
وأضاف "بن سالم" الذي يعمل مدرسا بالمرحلة الثانوية لـ"البوابة نيوز": "للأسف الحكومة تعاملت مع هذه الجائحة بأسلوب غريب فهي من جهة تدعو المواطنين إلى اتّباع اجراءات الوقاية والحماية ومن جهة أخرى تسمح للاحزاب بالتظاهر وتسمح لكثير من المحلات بالنشاط رغم أن هذه المحلات لا تحترم التباعد الجسدي وارتداء الكمامات" واستطرد "طبعا لا ننفى مسؤولية المواطن فهو غير ملتزم بالاجراءات الوقائية".
وأكد المواطن التونسي كداشي عزيز واقعة نقل المصابين بـ"القريطة" مشيرا إلى أنها حدثت في منطقة الأغالبة عاصمة القيروان، موضحا أنها حالة واحدة فقط، وأضاف خلال حديثه لـ"البوابة نيوز" أن القطاع الصحي شبه منهار ولم يعد له طاقة لاستيعاب المرضى خاصة من يحتاجون للانعاش و حالتهم حرجة .
وأشار "عزيز" الذي يعمل بمهنة المحاماة إلى أنه على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة خلال الأيام القليلة الماضية إلا أن الوضع لازال في المرحلة الخطرة، نظرا لصعود منحنى الإصابات.