شهد اليوم الرئاسي نشاطا حافلا؛ حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم هشام الدين تون حسين، وزير خارجية ماليزيا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس طلب نقل تحياته إلى محيي الدين ياسين، رئيس وزراء ماليزيــا، مشيدًا بنتائج الاتصال الهاتفي الذي تم مؤخرًا بين الجانبين، ومشيرًا إلى ترحيب مصر بتكثيف التعاون مع ماليزيا في مختلف المحافل الدولية، فضلًا عن تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً على المستوى الاقتصادي والتجاري والاستثمارات المشتركة، وذلك في إطار سياسة مصر الثابتة بالانفتاح على التعاون المشترك والبناء والتنمية مع الجميع، في إطار من مبادئ وقيم الاحترام المتبادل، ومن أجل مصالح الشعوب والأجيال الحالية والقادمة.
من جانبه؛ نقل وزير خارجية ماليزيا إلى الرئيس تحيات رئيس الوزراء الماليزي، مؤكدًا الاهتمام الذي توليه ماليزيا لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر في جميع المجالات، وكذا في مختلف المحافل الدولية، خاصةً في ظل الطفرة التنموية اللافتة والمشروعات القومية العملاقة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، فضلًا عن الدور الرائد الذي تقوم به مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، ودورها الفاعل في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً قضية مكافحة الإرهاب، باعتباره من أهم التحديات التي تواجه العالم، حيث تم الإشادة بالجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب على المستويين الداخلي والإقليمي، ومواجهة الفكر والأيدولوجيات المتطرفة، إلى جانب دور الأزهر الشريف الرائد في هذا الصدد، باعتباره منارة العالم الإسلامي وممثل التعاليم الإسلامية الصحيحة.
سلطان البهرة
كما استقبل الرئيس السيسي السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه أنجاله الأمير جعفر الصادق، والأمير طه مفضل، والأمير حسين مفضل، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير بسام راضي، إن الرئيس رحب بسلطان طائفة البهرة في مصر، مؤكدًا العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر والطائفة، ومعربًا عن خالص التقدير لدور سلطان البهرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، وآخرها ترميم أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، لتتكامل مع جهود الدولة الحالية في تطوير المناطق المحيطة بتلك الاضرحة والمواقع الاثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية، وذلك فضلًا عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة في مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق "تحيا مصر".
وقد أكد الرئيس إيمان مصر العميق بأهمية الحوار بين كافة شعوب العالم بمختلف مذاهبها وأعراقها، وانفتاحها الدائم على كافة الأديان والطوائف، وذلك استنادًا إلى تاريخ شعب مصر العريق وحضارته وفهمه الصحيح للدين، مستعرضًا في هذا الإطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز مبادئ المواطنة على أساس المساواة والتعايش السلمي وحرية الاختيار والاعتقاد.
من جانبه؛ أعرب سلطان البهرة عن تشرفه بلقاء الرئيس، مثمنًا المسار الحالي الذي تتمتع به مصر بقيادة الرئيس من حرية ممارسة الشعائر الدينية، والتعايش السلمي بين كافة الأطياف والمذاهب، والتي تكفل للجميع مناخًا مستقرًا للسلام الاجتماعي،
كما أشاد سلطان البهرة بالإنجازات التنموية التي تحققت مؤخرًا في مصر على الصعيد الداخلي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الدور المصري الفاعل على الساحة الإقليمية، والذي تجسد مؤخرًا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذا المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، إلى جانب جهودها المتواصلة في دعم جهود التوصل لتسوية سياسية للأزمة الليبية.
ليبيا
كما استقبل الرئيس السيسي نجلاء المنقوش، وزير الخارجية الليبية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير بسام راضي بأن الرئيس رحب بالوزيرة الليبية في مصر، مؤكدًا دعم مصر الكامل للمجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية، في مهامهما خلال المرحلة الانتقالية بهدف استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها، وصولًا إلى عقد الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ديسمبر القادم، وذلك كخطوة أساسية على طريق التسوية السياسية للأزمة الليبية من خلال تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، وفي إطار دعم مصر الكامل لليبيا في مسارها السياسي على اعتبار أن أمنها القومي يمثل امتدادًا للأمن القومي المصري.
كما أكد الرئيس على موقف مصر الثابت القائم على الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وصون مقدرات الشعب الليبي الشقيق، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لليبيا.
كما أشاد الرئيس بنجاحات السيدة نجلاء المنقوش لاستعادة وضعية ومكانة العمل الدبلوماسي الليبي، والتحرك مع كافة الأطراف الدولية المعنية بالقضية الليبية، والتشديد على أن استعادة سيادة ليبيا تبدأ بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة، مؤكدًا دعم مصر الكامل لهذه الجهود خلال كافة تحركاتها على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي.
من جانبها؛ أعربت وزيرة الخارجية الليبية عن تشرفها بلقاء الرئيس، حيث نقلت للرئيس تحيات رئيسي الحكومة والمجلس الرئاسي الليبيين، ومؤكدةً تقدير وفخر الحكومة الليبية بالدور المصري الرائد في المنطقة في إطار القيادة الحكيمة والرشيدة للرئيس، والجهود الحثيثة والصادقة لمصر في دعم أشقائها في ليبيا، والتي تنبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية واستعادة الأمن والاستقرار بها، وصون المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، بما فيها توحيد المؤسسة العسكرية، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وكذا إرساء مبادئ الحوار بين الفرقاء الليبيين، ودعم المصالحة الوطنية استعدادًا لعقد انتخابات نزيهة وشفافة، وحقن دماء الليبيين من خلال وقف إطلاق النار عبر "إعلان القاهرة".
كما أثنت على المساندة المصرية في تفعيل ودعم جهود تسوية الأزمة الليبية في مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك في ضوء الاعتبارات والروابط التاريخية بين البلدين الشقيقين، ومن ثم الدراية التامة بالواقع الليبي، معربةً عن تقديرها لمصر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين في إدارة المرحلة الانتقالية، والتطلع لاستمرار تلك المساندة خلال الفترة القادمة لدعم تحملهم للمسئولية التاريخية الملقاة على عاتق الحكومة المؤقتة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، لا سيما على المستوى الأمني، إلى جانب رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، فضلًا عن متابعة نتائج التنسيق الذي يتم بين الجهات الوطنية المصرية والليبية لبحث أوجه التعاون المختلفة بين البلدين الشقيقين، وكذا الإعداد للجنة العليا المشتركة المصرية الليبية.