سيكتب التاريخ عن أُمة عانت من مُتشددين ومتطرفين استغلوا الدين لحسابهم وتحالفوا مع الأعداء حتى يصعدوا للحكم على جثة وطن تم ذبحه بسكين مدفوع الثمن، سيكتب التاريخ عن أُمة اجتمع عليها المُغرضون وخططوا لهدمها مقابل حفنة دولارات، سيكتب التاريخ أن جماعة إرهابية دربت ميليشيات مُسلحة وجهزتهم لشن عمليات إرهابية وتكفير كل من يخالفهم في الرأي، سيكتب التاريخ أن "مصر" التى ذُكرت في القرآن حكمها أحفاد حسن البنا لمدة عام وخانوا العهد والوعد ولم يصونوا الأرض والعرض فكانوا بئس الحُكام وبئس الأحفاد وبئس الجماعة، سيكتب التاريخ أن مُرشدهم ومكتب إرشادهم كانوا يحكمون وطنًا عريقًا وتاريخه عريق يُقدر بـ ٧٠٠٠ سنة لكنهم فضلوا جماعتهم على هذا الوطن العريق وأرادوا ضم الوطن ليكون جزءا من جماعتهم لكن الشعب لفظهم دون رجعة.
.. سيكتب التاريخ أن الشعب المصرى رفض كذبهم وتخلفهم ولم يطق حكمهم ولا مُرشدهم ولا جماعتهم وخرج في ثورة شعبية ليهتف "يسقط يسقط حكم المرشد"، سيكتب التاريخ أن هذا الشعب واعٍ ولم يسمح بضياع الوطن، ولم يسمح لفئة ضالة أن تسرق الوطن وتبيع وتشترى فيه، سيكتب التاريخ أن مصر لديها شباب رائع وقفوا وقفة رجل واحد وتقدموا الصفوف وصمموا على استعادة الوطن المسلوب، سيكتب التاريخ أن الصحفى الراحل الحسينى أبوضيف والضابط البطل الشهيد محمد أبوشقرة كانا أيقونة لثورة شعب غاضب من إرهاب جماعة خائنة، سيكتب التاريخ أن استشهاد الجنود في حادث رفح كان ليلة حزينة علينا ولم ننم فيها من شدة بكائنا على الشهداء، لكننا يومها لم نفقد الأمل ولم نيأس وزادت ثقتنا في أنفسنا بأن هؤلاء القابعين في الحكم سيرحلون وسيُحاسبون على ما اقترفوه في حق الوطن، سيكتب التاريخ أن الإعلان الدستورى الديكتاتوري كان خنجرًا في عقولنا وقلوبنا لأننا لم نتوقع حالة الجنون التى أصابت الجماعة الإرهابية وجعلتهم يُقدمون على هذه الخطوة السيئة التى اعتدت فيه على القضاء وأحكامه لكننا كُنا نُدرك أنها ستقِسِم ضهرهم .
.. سيكتب التاريخ أن لهدا الوطن جيشًا رصينًا نفذ الإرادة الشعبية وانضم للشعب، وكانت كلمات قائد الجيش وقتها الفريق السيسي بمثابة طمأنينة للمصريين بأن الجيش جيش الشعب وخاضع لإرادة الشعب وينبُض بنبض الشعب، ولن يترك الشعب وحده في الميدان، سيكتب التاريخ أن الشرطة انضمت للشعب ورفضت محاولات اختراقها ولملمت جراحها وعبرت أزمتها وطويت صفحة الماضى، سيكتب التاريخ أن مشايخ مكتب الإرشاد كفرونا وهددونا وطالبوا بهدم الأهرامات ومدحوا أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة فيا لها من فضيحة، سيكتب التاريخ أن مشايخ مكتب الإرشاد رفعوا سلاحهم في الشوارع علنًا لإرهابنا وتخوفينا وترويعنا ورفعوا أعلام تنظيم القاعدة حتى لا نخرج للثورة عليهم والهتاف ضدهم والمطالبة بمحاكمتهم.
.. سيكتب التاريخ أن هذا الوطن له أبناؤه المخلصون الذين يظهر معدنهم الأصيل وقت الشدة، وأن الرجال الأوفياء من أبناء القوات المسلحة لا ينضبون، وأن الرجال الأمناء الذين يحملون أمانة الوطن قادرون على القيادة في أحلك الظروف طالما يقف خلفهم أبناء شعبهم، وأن الوطن في حاجة لمن يتحمل المسئولية ويقود سفينة الوطن ويصل بها لبر الأمان.. سيذكر التاريخ أن مؤسسات الدولة المصرية رغم ما مرت به طوال عامى ٢٠١١ و٢٠١٢ حتى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كانت صامدة وتم إنقاذها قبل اختلال توازنها واحتلال الجماعة الإرهابية لها، فقد صمدت المحكمة الدستورية وعافر نادى القضاة وتصدت نقابتا الصحفيين والمحامين وانتفضت دار الأوبرا والشرطة لم تستسلم.. وتماسك الجيش وطلبنا الحماية منه، وكان نعم السند والحامي بعد الله عز وجل.