تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد أن انتخاب إبراهيم رئيسي يوم أمس رئيسا جديدا لإيران، وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية ويُحسب على التيار التشددي المحافظ، ربما يمنح واشنطن فرصة فريدة لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، الذي ابرمته إيران مع القوى الدولية قبل أن ينسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.
وأشارت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته في هذا الشأن) إلى أن كبار مساعدي الرئيس جو بايدن، الذين كانوا يتفاوضون مع المسئولين الإيرانيين من وراء الأبواب المغلقة في فيينا وكانوا يمررون الرسائل عبر غرف الفندق من خلال وسطاء أوروبيين لاعتقادهم بأن الإيرانيين لن يجتمعوا معهم أبدا بشكل مباشر، ورأوا أن اللحظة حانت للجلوس مع الإيرانيين، وقالوا إن الأسابيع الستة المقبلة، أي قبل موعد تنصيب رئيسي، فتحت نافذة فريدة من نوعها لإبرام اتفاق نهائي مع قيادة إيران.
وأضافت الصحيفة أن المسئولين في كل من واشنطن وطهران يرغبون في استعادة الاتفاق مع الغرب من أجل رفع العقوبات الأمريكية التي أبقت النفط الإيراني خارج السوق العالمي إلى حد كبير وعودة طهران للأمتثال بنود الاتفاق وكبح جماح برنامجها النووي.
وفي الواقع، تم وضع الصياغة التفصيلية لاتفاق جديد منذ أسابيع في فيينا، وهي نفس المدينة التي شهدت وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق الأصلي قبل أعوام تقريبا، ومنذ ذلك الحين ظل الاتفاق الجديد في مكانه في انتظار إجراء انتخابات رئاسية أكدت يوم أمس فوز رئيسي، وهو أحد المقربين من المرشد الأعلى على خامنئي والأبرز اعتقاداً بأنه سوف يخلفه في منصبه عندما يتوفى خامنئي، البالغ من العمر 82 عاماً، حسبما ذكر مسئولون بارزون في واشنطن للنيويورك تايمز.
وتابعت الصحيفة تقول إن الرأي السائد في واشنطن وطهران لايزال يدور حول أن خامنئي لا يدير فقط مشهد الانتخابات في بلاده، بل يشرف أيضا على ملف المفاوضات النووية ولن يتخل أبدا عن أمله في تخليص بلاده من العقوبات التي أضرت اقتصادها بشدة وأبقت النفط بعيدا عن السوق العالمي. وبالتالي فإن المؤشرات الخاصة بإمكانية استئناف المفاوضات تؤكد بأن القرار النهائي للمضي قدما في الاتفاق يمكن أن يأتي في الأسابيع القليلة المقبلة، قبل تنصيب رئيسي وفي الوقت الذي تزال فيه الحكومة القديمة ماسكة بزمام الأمور.
مع ذلك، أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في حال ابرام اتفاق نووي جديد بالتزامن مع تولي الحكومة الجديدة مهام منصبها، فإنها بالتأكيد ستنسب فضل رفع العقوبات الاقتصادية إلى نفسها، فيما قال فالي نصر، أستاذ العلوم السياسية في مدرسة جونز هوبكنز بجامعة الدراسات الدولية، وهو قريب من المفاوضات: لو قام أي شخص آخر بخلاف المحافظين بهذا الاتفاق مع بايدن، فسوف يتم استهدافه.
وتجري إيران وست دول كبرى مفاوضات في فيينا منذ أبريل لتحديد الخطوات التي ستتخذها واشنطن وطهران. وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت في عام 2018 من الاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على وضع قيود على برنامجها النووي مقابل رفع الكثير من العقوبات الدولية المفروضة عليها. فيما قال الاتحاد الأوروبي يوم أمس إن الأطراف التي تتفاوض على إحياء الاتفاق النووي الإيراني ستعقد اجتماعا رسميا في فيينا لاحقا.