قلق كبير ينتاب العشرات من دول العالم بعدما انتشر التحور الجديد لفيروس كورونا المستجد المعروف باسم "كورونا دلتا" أو "كورونا التحور الهندي"، والذي انتشر حتى الآن في 80 دولة، حيث بدأ من الهند وانتشر في العديد من الدول وبخاصة الدول الأوروبية، فأصبحت بعض المدن الأوروبية بؤر لنشر الفيروس الذي أصبح سريع الانتشار بدرجة مخيفة.
المخاوف التي سيطرت على الدول تجسدت على لسان رؤساء الدول الأوروبية حيث كما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توخي الحذر خلال مباريات أوروبا لكرة القدم في مواجهة متحور دلتا الشديد العدوى، وحذرا من تفشي الوباء مجددًا في القارة الأوروبية، وقالت ميركل في مؤتمر صحافي قبل عشاء عمل في برلين مع الرئيس الفرنسي "لا يمكننا التظاهر بأن وباء كورونا انتهى".
في حين قال المسئول الألماني "رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس" الذي حذر بشدة من أن السلالة الهندية من كورونا والتي غزت العديد من المدن الأوروبية وبخاصة البريطانية ستغزو أوروبا كلها خلال أسابيع قليلة، مضيفا "السلالة السائدة حاليا في بريطانيا ستسود في ألمانيا في غضون مدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع".
وحذرت تقارير عالمية من أن التحور الجديد "كورونا دلتا" أشد بثماني مرات مقارنة بقوة عدوى فيروس كورونا الأصلي، ويظهر ذلك في أرقام الإصابات، حيث سجلت العاصمة الروسية موسكو تسجيل 9120 إصابة بفيروس كورونا خلال الساعات الأخيرة، في عدد قياسي جديد للإصابات لليوم الثاني، بحسب بيانات حكومية، وذلك بعد يوم من تسجيلها 9056 إصاب، وكانت المدينة تسجّل نحو 3000 إصابة يوميا قبل أسبوعين فقط، فيما أشار رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إلى أن المتحوّر دلتا مسئول عن نحو 90 في المائة من الإصابات الجديدة.
كورونا والبطولة الأوروبية
وتأتي موجة الإصابات الجديدة في وقت يفترض أن تستضيف ثاني مدن روسيا سان بطرسبورغ، التي تعد أسوأ بؤرة للفيروس بعد موسكو، ثلاث مباريات في إطار بطولة أمم أوروبا 2020، بما في ذلك مباراة الدور ربع النهائي في الثاني من يوليو، والتي يتوقع أن تستقطب الآلاف من جماهير كرة القدم الأوروبية.
مخاطر كورونا دلتا
من جانبه قال الدكتور مصطفى جاويش، استشاري الأمراض المعدية، إن فيروس كورونا له الاف التحورات، والتحور الأخير هو التحور الهندي "دلتا" وخطورة هذا التحور هو أن له 3 أنواع، وتكمن خطورة هذا النوع من القدرة السريعة على الانشار والقدرة على المراوغة، حيث إن لديه القدرة على خداع الجهاز المناعي لجسم الإنسان، وبالتالي أصبح أكثر خطورة الأمر الذي أدى لانتشاره بقوة في العشرات من الدول حول العالم.
وأضاف "جاويش" إن النقطة الأهم لمكافحة هذا الفيروس والقضاء على مخاطره على العالم تتمثل في عدالة توزيع اللقاحات، وتوفير اللقاحات لكل دول العالم أصبح السبيل الوحيد لتحقيق الأمان العالمي، ومن هنا عملت منظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات على توفير اللقاحات للدول الفقيرة.
وأوضح أن من أهم خطوات توفير اللقاحات كانت تدشين مبادرة أو تحالف "كوفاكس" لتجميع اللقاحات من كل منتجي اللقاحات في كل دول العالم، وتوفيره لنحو 92 دولة من الدول الأكثر احتياجا للقاحات، إلا أن هذه الجهود واجهتها عوائق بسبب حظر تصدير اللقاحات من بعض الدول الأوروبية وكذلك من الهند حيث تصنع النسبة الأكبر من لقاحات العالم.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور وليد شوقي، اخصائي الأمراض الباطنة والمعدية، إن خطورة السلالة أو التحور الجديد لفيروس كورونا هو أنه يتشابه مع الأنفلونزا الموسمية، ولهذا لا يظهر على الشخص المصاب أية أعراض من المعروفة لفيروس كورونا مثل ارتفاع درجات الحرارة أو فقدان الشم والتذوق، وتقتصر الأعراض على احتقان الحلق والصداع المستمر والرشح
وأضاف شوقي أن خطورة الفيروس الجديد هو أنه أصبح أسرع انتشارا حيث إن انتشاره يكون أسرع بنسبة تتجاوز الـ 60% من السلالات السابقة لفيروس كورونا، إلا أن الأمر المبشر هو أن اللقاحات الحالية قادرة على التعامل مع التحور الجديد وقادرة على التقليل من مخاطر الفيروس.
وتابع: "سرعة انتشار الفيروس جعلته السبب في نحو 70: 80 % من حالات الإصابة الجديدة المسجلة في الدول الأوروبية ودول العالم أجمع، إلا أن ذلك يتطلب من أي شخص يعاني من أعراض نزلات البرد الشديدة أن يقوم بفحص وتحليل كورونا".