قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة ٣ متهمين بالسجن المؤبد في استعراض القوة وقتل شخص، وإصابة آخر وحيازة أسلحة نارية، بدائرة قسم شرطة البساتين.
أسندت النيابة العامة لكل من «رضا. ع. ا» مسجل خطر، و«عكاشة. م. ك»
ميكانيكى، و«إسلام. و. ح» عاطل، استعراض القوة والتلويح بالعنف، وقتل
المجنى عليه «إسماعيل. س. ا» خفير، وترويع «مسعد. ص. ع» خفير، بقصد ترويعه
وإلحاق الأذى البدنى والمعنوى والضرر به، لغرض السيطرة والتأثير في إرادتهم
لترك محل عملهم وهو حماية المخزن، لسرقة المواد والمعدات التى بداخله، حيث
تجمعوا وتوجهوا إليهم حاملين أسلحة نارية، وما إن وصلوا نحوهم حيث أطلقوا
عليهم الأعيرة النارية وكان شأن ذلك التهديد وبث الرعب في نفوس المجنى
عليهم.
وتكدير أمنهم وسكينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، واقترنت
تلك الجناية بجناية أخرى في ذات المكان والزمان، بقتل المجنى عليه الأول
«إسماعيل. س. ا» عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقدوا العزم وبيتوا
النية على قتله لرفضه اتفاقهم في سرقة المخزن، وأعدوا لذلك الغرض أسلحة
نارية، وتوجهوا إليه في ذات المكان الذى أيقنوا سلفا تواجده به، وما إن
ظفروا به حتى أطلقوا أعيرة نارية نحوه أصابته في الحال قاصدين قتله،
فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتى أودت بحياته في
الحال.
كما أسندت النيابة العامة، تهم إحراز أسلحة نارية غير مششخنة
فرد خرطوش بدون تراخيص، وإحراز ذخائر وطلقات نارية، مما استخدمت في الأسلحة
النارية موضوع الاتهام الذى تم ذكرها بدون تراخيص.
وكشفت تحقيقات
النيابة العامة عن اعترافات المتهمين بارتكاب الواقعة، قائلين: «المجنى
عليه كان يجلس معنا على القهوة في أوقات فراغه، وأخبرنا بأن صاحب العمل قام
بشراء أجهزة كهرباء ومعدات أخرى باهظة الثمن، ليتاجر بها مع ارتفاع
الأسعار، وأنه طلب منه إحضار خفير آخر ليساعده في حماية المخزن ملك له،
حينها اختمرت فكرة سرقة المخزن بمساعدته، وعرضنا الفكرة عليه لكن رفض بحجة
أكل عيشه، وأنه لم يساعدنا في ارتكاب الواقعة، وطلبنا منه الابتعاد، وعدم
الوقوف أمامنا يوم الواقعة بدلًا من قتله، لكنه أخذ حديثنا بسخرية
واستهزاء».
وأضاف المتهمون: «راقبنا المكان طيلة أسبوعين، ويوم الواقعة
في ساعة متأخرة من الليل، هجمنا على المخزن لنجد الخفير يتصدى لنا، ويرفض
ترك المكان، وعندها أطلقنا نحوه عدة طلقات وسقط غارقًا في دمائه، وهرب
الخفير الثانى، وأخذنا من المخزن عدة أجهزة وهربنا في الحال».
وكشفت
مناظرة النيابة، لجثة المجنى عليه في الواقعة، أن الجثة لرجل في العقد
الرابع من عمره مرتديا ملابسه كاملة، ومصابا بـ٣ طلقات في أماكن متفرقة من
جسده، وأن سبب الوفاة نزيف وقطع في شرايين القلب، وهبوط حاد في الدورة
الدموية أدت إلى الوفاة في الحال.
وجاءت شهادة المجنى عليه الخفير
الثانى، أنه فوجئ بالمتهمين يوم الواقعة يحملون سلاحا ويطلقون أعيرة نارية
لإثارة الرعب فيهم، وترهيبهم والسيطرة على المخزن، ومن شدة خوفه ترك لهم
المخزن، بعد أن سقط الخفير الأول غارقًا في دمائه، وأنه ذهب إلى قسم
الشرطة، وأخبرهم عن الواقعة، وعن أوصاف المتهمين. وأكد الضابط مجرى
التحريات في الواقعة أن تحرياته السرية توصلت إلى أن المتهم الأول سبق
اتهامه في قضية شروع في قتل، وسرقة بالإكراه وهرب من حكم حبس سابق، وأن
المتهمين استخدموا العنف والأسلحة النارية في ترويع الآخرين، وبث الرعب في
نفوس المجنى عليه وإلحاق الأذى بهم.
كان قسم شرطة البساتين، تلقى بلاغا
بوجود جثة غفير غارقا في دمائه، وبالانتقال لمكان الواقعة تبين صحة البلاغ
وبعمل التحريات اللازمة وجمع المعلومات وتفريغ كاميرات المراقبة والاستماع
إلى الشهود في الواقعة، تم التوصل إلى المتهمين.
وتمكنت الأجهزة الأمنية
من القبض عليهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة والسرقة وأرشدوا عن
السلاح المستخدم في جريمتهم وتحرر المحضر اللازمة بالواقعة.