شهد الأسبوع الجاري أحداثًا ساخنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدأ بمنح الثقة لحكومة نفتالي بينت، ونهاية عصر بنيامين نتيناهو الذي تسلم سدة الحكم في كيان الاحتلال لمدة ١٢ عاما، ليبدأ عهد جديد برئاسة "بينت" الذي كون تحالفا مع يائير لابيد، حيث يقود الأول الحكومة حتى ٢٠٢٣ ثم يتولى منصب وزير الأمن الداخلي، ثم يترأس "لابيد" رئاسة الحكومة حتى ٢٠٢٥.
وكان الاختبار الأول للحكومة الإسرائيلية الجديدة، هو مسيرة الأعلام التي كان موعدها في اليوم التالي لنيل "بينيت" للثقة من الكنيست، وفي هذا السياق، نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرا لنير حسون قال فيه "القدس معتادة على أحداث بشعة تعرض استقرارها للخطر. مسيرة الأعلام التي جرت أمس كانت من بين هذه الأحداث الصعبة والمدانة فيها".
واندلعت اشتباكات الثلاثاء الماضي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين جنوب قطاع غزة، بسبب مسيرة الأعلام إلى جانب الاشتباكات في القدس المحتلة، وأسفرت عن إصابة فتى فلسطيني بالرصاص في قدمه، وفي نفس السياق حظرت السفارة الأمريكية في القدس دخول عائلات موظفيها إلى البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واستنفرت سلطات الاحتلال استعدادا للمسيرة التي تتزامن مع ذكرى الاستيلاء على القدس الشرقية خلال عدوان يونيو ١٩٦٧، حيث نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء البلاد، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد، عومير بارليف استعداد الشرطة بشكل جيد لهذه المسيرة.
وأضافت "هاآرتس": "هذه المسيرة جاءت نتيجة الإهانة التي أوجدتها المسيرة السابقة التي جرت في "يوم القدس" في حينه تم تغيير المسار في اللحظة الأخيرة، وتم إطلاق الصاروخ الأول أيضًا في جولة القتال وعملية "حارس الأسوار"، إلى جانب الهزيمة السياسية التي تعرض لها اليمين المتطرف في هذا الأسبوع، وهي هزيمة نزوله عن المنصة، في إشارة إلى الإطاحة برئيس الوزراء خلال تصويت الكنيست الذي منح الثقة لتحالف "بينيت – لابيد" بموافقة ٦٠ صوتا مقابل رفض ٥٩ آخرين.
وشرع الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر رمضان الماضي في محاولة تهجير ٢٨ عائلة من منازلهم بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة والمقيمين فيها منذ العام ١٩٥٦ إلا أنهم تشبثوا بأرضهم ورفضوا تركها للمستوطنين إلى أن تصاعد الأمر بعدوان إسرائيلي أطلق عليه "حارس الأسوار" على قطاع غزة استمر ١٠ أيام وانتهى بتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال بعد جهود كبيرة بذلتها مصر لحقن دماء الفلسطينيين.