تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم 17 يونيو بذكري رحيل رائد الالحان القبطية العلامة د. راغب مفتاح.
"البوابة نيوز" تستعرض مسيرة حياته التي استمرت 103 أعوام.
نشأته:
ولد د. راغب مفتاح في 12 ديسمبر سنة 1898، وسافر إلى المانيا في سنة 1919 وحصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة بون وتفرغ بعد ذلك لدراسة تاريخ الموسيقى عاد إلى مصر في عام 1926. وتم إختياره رئيسا لقسم الموسيقى والألحان بالمعهد العالي للدراسات القبطية الذي ساهم في تأسيسه عام 1955.
إسهاماته المتميزة:
نشرت الكنيسة القداس الباسيلى في عام 1998 مباشرة بعد العيد المئوى لميلاد د. راغب مفتاح ولأول مرة في التاريخ اصبح يوجد تسجيلات صوتية وكتابية باللغات القبطية والعربية والأنجليزية مصحوبة بالنوتات الموسيقية. وهذا كان مجرد جزء من مشروع حياة د. راغب مفتاح للحفاظ على التراث القبطى. ففى عام 1927 بدأ مشروع المحافظة على تراث الألحان والموسيقى القبطية خوفًا عليها من الأندثار وتاثير أجهزة الأعلام الحديثة عليها. بدأ د. راغب مفتاح الحفاظ على الموسيقى القبطية بتسجيل الألحان المؤداة بصوت (المعلم) ميخائيل جرجس البتانونى (وهو رئيس مرتلى الكتدرائية المرقسية) وفى نفس الوقت كان الأستاذ أرنست نيولاند سمث Ernest Newlandsmith (الأستاذ بالأكادمية الموسيقية بلندن) يدون هذه الألحان في شكل نوت موسيقية، حتى تمكنوا من تسجيل أول عمل وهو مردات «القداس الباسيلى».
ويعتبر نشر القداس الباسيلى اكتمال لعمل أستغرق حياة د. راغب مفتاح ونتيجة لتعاون ناجح بين البابا شنودة ومارك لينز مدير النشر بالجامعة الأمريكية في القاهرة ود. مارثا روى ود. مارجيت توث. وهم موسيقين جامعين، د. روى تتقن اللغات العربية، القبطية والألمانية، ود. توث Margaret Toth رئيسة قسم الموسيقى بجامعة بودابست وساهماَ بمجهود كبير في أعمال أنتاج وتسجيل القداس الباسيلى. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). فدكتور راغب يختار قطع الألحان ود. مارثا تترجمهم ود. مرجيت تدون هذا إلى نوت موسيقية غربية. وكانت هناك بعض المشكلات تعوق مفاوضات النشر مع الجامعة الأمريكية إلى ان تدخل البابا شنودة بحسم هذه المشكلات بإعلان البابا «بأن هذه الموسيقى هى ملك للكنيسة وليست ملك أي إنسان» وكان هذا حافزًا لإنهاء إجراءات حقوق الطبع والنشر.
وفي مقابلات مختلفة ذكر د. راغب ان هناك ثلاث مصادر للألحان الكنسية وهي المصرية القديمة، والعبرية واليونانية. فإن جماعة المسيحيين الأولين أخذوا الحانًا من مصر القديمة ووضعوا لها النصوص المسيحية ومن بين هذه الألحان لحن (غولغوثا) الذي كان يستعملة قدماء المصريين أثناء عملية التحنيط وفي مناسبة الجنازات، ولحن (بين أثرونسي) الذي يشتمل نصفه الأول على نغمات حزينة تردد لوفاة الفرعون ونصفه الأخر على نغمات مبهجة تردد لزفاف الفرعون المنتقل إلى مراكب الشمس لتصحبة إلى (رع) في دنيا الخلود.
كما أنه انسكبت موهبة التلحين الموسيقي الروحي في عصر من أزهي العصور الروحية للكنيسة على كثير من الموهوبين من أمثال:
1- كليمنضس السكندري: واضع لحن ( تسبحة المسيح المخلص )
2- القديس اثناسيوس الرسولي: واضع لحن (الوحيد الجنس – مونوجينيس)
3- مارأفرام السرياني: والمسمي بقيثارة الروح القدس
4- ايلاري من بواتية: (386 م.) أول مؤلف للألحان اللاتينية
5- امبروسيوس: أمير اللحن اللاتيني.
وهناك بعض تأثيرات الموسيقي العبرية (موسيقي المعبد اليهودي) التي دخلت عن طريق اليهود بالإسكندرية. وبعض الألحان التي أضافها البابا كيرلس الرابع من الكنيسة اليونانية مثل ألحان القيامة (طوفينا، ثوليثوس)، لحن العذراء (آطاي بارثينوس)، وغيرها.
وفاته:
عاش د. راغب مكرسا حتى بلغ ال ٦٥ من عمره وتفرغ لخدمة الكنيسة القبطية ولكنه تزوج لكى يجد من يرعاه وعاش مع زوجته الفاضلة في بتولية وكانت خير معين له في الأربعين عاما الأخيرة من عمره بعد مرض قصير رحل راغب مفتاح في ١٧ يونيو ٢٠٠١ عن عمر ١٠٣ عاما