قال عبدالناصر مأمون، باحث في الشأن الإفريقي، إن فوز حزب جبهة التحرير الوطني بالجزائر بـ105 مقاعد من مقاعد البرلمان الجزائري البالغة 407 مقاعد أي حوالي ربع مقاعد البرلمان بعد ما حدثت لهذا الحزب ردة جماهيرية منذ تنازل بوتفليقة عن الحكم وهو ما وضح في انخفاض عدد ما ناله من مقاعد عن ولايته السابقة بحوالي 50 مقعدا.
وأضاف مأمون في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه جاء في المركز الثاني المرشحين المستقلون بعدد مقاعد 78 مقعدا متقدما على حركة المجتمع من أجل السلام والتي تمثل الإخوان المسلمين في الجزائر والتي حصلت على 64 مقعدا رغم استباقها الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات الرسمية بإعلان فوزها بها كنوع من تفعيل الإرهاب النفسي التي اعتادت تلك الجماعة على ممارسته كنا سبق وفعلته في الانتخابات الرئاسية المصرية في محاولة لإقناع المجتمع بقوة تواجدها وتصدير الأمر الواقع.
وأشار إلى أن فرض سياسة الأمر الواقع غير الحقيقي إلا أن المجتمع الجزائري شبه المستقر لم تفلح معه تلك السياسة وكذلك ضعف الظهير الشعبي لتلك الجماعة لم تستطع فرضها فالشارع بالترهيب كما حدث في مصر وأيضا عزوف الشارع الجزائري عن تصرفاتهم وتقبل ما يأتي منهم، لم نرَ في ذلك مفاجأة نظرا لما تعانيه تلك الجماعة من ضعف وهزال في بنيانها سواء على المستوى الإقليمي والدولي بعد نجاح القاهرة في تعريتها وكشف مآربها غير السوية.
وأكد "مأمون" أن ما حدث هو صفعة جديدة لها ضمن الصفعات التي ستؤدي حتما إلى تراجع هذه الجماعة لعقود تلزمها تسترد بعضا من قواها لتقوم لها قائمة مرة أخرى، وأن كان هذا الأمر شبه مستحيل بحكم الرفض الدولي لها وما كشفت به عن مآربها وأيديولوجيتها المتجهة للعنف والقتل وتدمير ممتلكات الدول والشعوب مما يجعل محاولة إقناع الشعوب بها مرة أخرى دربا من الخيال.