مُنذ أن اتخذت الدولة أولى خطوات توزيع لقاح كورونا على المواطنين، بتطعيم الطواقم الطبية في يناير الماضى، ضمن خطة الدولة للحد من انتشار الفيروس، وارتبط اللقاح بمجموعة من الخرافات والإشاعات عبر السوشيال ميديا، دفعت بعض المواطنين إلى التردد والخوف من التسجيل للحصول عليه.
لم تقتصر الخرافات المنتشرة بخصوص لقاح كورونا على المصريين، لكنها تجتاح معظم دول العالم، حيث يعتقد بعض الناس أن اللقاح غير آمن بسبب سرعة تطويره وتوزيعه وتوقف التجارب على بعضه، فيما يعتقد البعض أن اللقاح يؤثر على مناعة من يتناوله وأنه مخصص فقط للفئات الأكثر ضعفًا، وآخرين متخوفون من الآثار السلبية التى لحقت بعدد قليل ممن تلقوا اللقاح حول العالم، فيما يظل يردد بعض الناس إشاعات أخرى بأن اللقاح يؤثر على القدرة على الإنجاب.
في البداية، شهدت أعدد المسجلين في الموقع المخصص لتلقى اللقاح بوزارة الصحة، تراجعًا، لتسجل بين ٢٠ و٣٠ ألف مواطن يوميًا، غير أن الأعداد شهدت طفرة كبيرة بعد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اللقاح، فوصل عدد من سجلوا على موقع التطعيم نحو ٧٠ إلى ٨٠ ألفا في مايو الماضى، ثم وصل العدد إلى ١٧٠ و١٧٥ ألف مواطن يوميًا خلال الأيام الأخيرة، ليرتفع العدد الإجمالى إلى ٦ ملايين و٤٥٠ ألفًا، فيما قارب عدد من حصلوا على اللقاح بالفعل نحو ٣ ملايين مواطن.
من الشك إلى اليقين
«البوابة نيوز» استطلعت آراء بعض الأشخاص المتخوفين من تلقى اللقاح الخاص كورونا، لمعرفة أسباب امتناعهم عن التسجيل بالموقع الذى وفرته وزارة الصحة لكافة المصريين للتسجيل من خلال وحجز ميعاد تلقى اللقاح، وآراء آخرين كانوا متخوفين من اللقاح لكن التجربة أثبتت لهم العكس.
البداية كانت من حسام محمد، ٤٠ عاما، الذى يقول إنه تخوف من تلقى اللقاح بسبب انتشار الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي حول الأعراض والآثار الجانبية للقاح، وأخبار أخرى تفيد بوفاة أشخاص بعد تلقى اللقاح، وإصابة آخرين بالفيروس بعده مباشرة، وحالة الجدل بين الناس حوله. فيما قال أشرف محمد، ٣٠ عاما: «كنت متخوفا من تلقى اللقاح نظرا لما انتشر من أخبار حول تضاعف الآثار الجانبية لدى البعض، لكن قمت بالتسجيل على موقع وزارة الصحة لحجز موعد تلقى اللقاح لأنه لا بديل له الآن للوقاية من كورونا، أخذت الجرعة الأولى وحدث أعراض قليلة كالحرارة والإرهاق العام، لكنها لم تستمر أكثر من ٣ أيام وفى انتظار الجرعة الثانية».
وتقول شيماء محمود، ٤٠ عاما: «عندى أمل كبير في اللقاح اللى هتصنعه مصر، لأنى خايفة من اللقاحات المتوفرة بالرغم أن ملايين الناس خدتها، وبالرغم من خوفى منها لكن تلقيت جرعتين اللقاح ومحصلش أعراض بعدها، لكن بنصح الناس تجاوب بصراحة على ورقة الأسئلة اللى بتقدمها وزارة الصحة قبل كل متلق، لمعرفة الحالة الصحية وأن المصل ميأثرش بالسلب على الشخص». وقالت منى فتحى، ٥٥ عاما: «أعانى من مرض السكر والضغط، ولا أتحمل أعراض اللقاح وارتفاع الحرارة، ولم أسجل في الموقع المخصص لتلقى اللقاح لأننى مترددة وأخاف من ظهور أعراض». بينما قالت هدى ربيع، ٣٠ عاما، إنها متخوفة من وجود أكثر من نوع للقاحات كورونا ومدى فاعلية كل نوع وتأثيره على الشخص، وأضافت: «فكرة وجود أكثر من لقاح مقلقة».
فيما يشير على السيد، ٣٠ عاما، إلى خرافة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومرتبطة باللقاح، حيث يقول: «خايف من تلقى اللقاح لأن فيه أقاويل كثيرة بأنه يؤثر على الإنجاب خاصة للرجال، ولذلك متردد كثيرًا». وقال أحمد مصطفى، ٤٠ عاما: «قلقان من اللقاح بعد ما سمعت خبر أن واحدا أصيب بشلل، وآخرين مضاعفات، لكن عدد ا كبيرا من الناس أعرفهم محصلهمش حاجة».
اللقاح آمن.. وشرط للسفر والعمل مستقبلًا
على الجانب الآخر، بلغ عدد من تلقوا اللقاح حتى مطلع شهر يونيو الجارى نحو ٢ مليون و٥٠٠ ألف مواطن، فيما بلغ إجمالى عدد من سجلوا للحصول على اللقاح من خلال الموقع المخصص للحجز نحو ٦ ملايين مواطن حتى مطلع يونيو ٢٠٢١، وذلك بحسب بيانات وزارة الصحة والسكان. وتستهدف الدولة تطعيم ٤٠٪ من المصريين من الفئات الأكثر خطورة، وتناشد وزارة الصحة المواطنين بضرورة الإسراع في التسجيل للحصول على لقاح كورونا من خلال موقع التسجيل التابع لها، كما تناشد المواطنين ممن وصلت رسائل لهم بالتوجه لمراكز التطعيمات للحصول على الجرعة.
يقول الدكتور محمود صلاح، استشارى أمراض الحساسية والمناعة، إن اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا متوفرة ومتاحة في جميع انحاء العالم وليست في مصر فقط وتم إعطاؤه لملايين من الأشخاص، والمتخوفون من تلقى اللقاح سوف يتلقونه إجباريًا فيما بعد لأنه سيكون شرطا أساسيا للسفر والتنقل والحج والعمرة، ومستقبلًا ستفرض الدول تلقى اللقاح وأصحاب الشركات والأعمال أيضا سوف يكون الاختيار والأولوية لمتلقى اللقاح. ويؤكد "صلاح" أنه لا مجال للتخوف منه لأنه آمن تماما طالما اتبع الشخص الإرشادات ولم يتناوله أثناء تلقى علاج آخر معارض له، مع ضرورة الالتزام بالإجابة على الاسئلة الطبية التى تعرضها الصحة على الشخص قبل تلقى اللقاح لفحص حالته الصحية والأدوية التى يتناولها قبل تلقى اللقاح.
وينوه استشارى أمراض الحساسية والمناعة، أنه بالرغم من أهمية تلقى اللقاح للشباب وكبار السن إلا أن بعض الفئات غير مسموح لها بتلقى المصل، وهم الأطفال والسيدات الحوامل والمرضعات ومن يعانى الأمراض التنفسية ومرضى الحساسية وأصحاب الأمراض المناعية حتى استشارة طبيب مختص، كما أن المصابين بالكورونا يمكنهم تلقى اللقاح بعد شهر من التعافى تماما. ويشير صلاح إلى بعض الأدوية التى تتعارض مع تلقى اللقاح وبعضها يسبب طفح جلدى وتورمات، وأن أصحاب الأمراض المزمنة تجعل استجابة الجسم للقاح بطيئة، محذرًا الذين يعانون من الحساسية المفرطة ورد الفعل التحسسى لأى من مكونات اللقاح، وعلى متناولى أى علاج لدعم المناعة يجب استشار الطبيب قبل تلقى اللقاح، ناصحًا بتجنب أدوية المسكنات شديدة الجرعة قبل تلقى اللقاح، والانتظار بعد التطعيم لتناول مسكن للألم.
وأكد ضرورة إبلاغ الطبيب القائم بالتطعيم إذا كان الشخص يعانى من الحساسية، وتجلط بالدم، ومرض نقص المناعة أو تناول دواء يؤثر عليها، وإذا كانت السيدة حاملا أو تخطط لحمل.
وفى دراسة حديثة كشفت مدى فاعلية لقاحات كورونا، نقلتها صحيفة "الجارديان" عن الباحثين ببريطانيا، حيث أكدت أن أعدادا قليلة من الأشخاص الحاصلين على لقاح فيروس كورونا وخضعوا للعلاج من الإصابة بكوفيد ١٩، ثم توفوا فيما بعد، كان بسبب أن أكثرهم من كبار السن وضعيفى المناعة وقد أصيبوا بالفيروس التاجى قبل أن يأخذ المصل مفعوله داخل الجسم، ولكنه بشكل عام فإن النتائج التى توصل إليها العلماء مطمئنة وتدعم نتائج تجارب اللقاحات المستخدمة وأن التطعيمات فعالة ولكنها لا تحمى الجميع. شملت الدراسة ٥٢ ألف شخص دخلوا المستشفيات في انجلترا وويلز واسكتلندا بسبب إصابتهم بكوفيد ١٩ خلال الفترة ما بين ديسمبر ومارس الماضى، وتم تطعيم ٥٢٦ مريضا لمدة أكثر من ثلاثة أسابيع قبل ظهور أعراض كورونا ونقلوا إلى المستشفى، حيث توفى منهم ١١٣ من كبار السن وضعفاء المناعة، حيث أكدت المستشارة الفخرية في قسم الرعاية المركزة بجامعة أدنبرة، خلال الدراسة، أن اللقاحات تعمل بشكل كامل بعد ٣ اسابيع من حقنها، وأن الكثير من تلقوا اللقاح قد اصيبوا بالفيروس خلال أسبوعين بعد الحقن، وأن متوسط الوقت من التطعيم إلى ظهور الأعراض وفقًا للدراسة هو ١٥ يوما، وأن ٧١٪ من متلقى اللقاح داخل المستشفى قد ظهرت عليهم الأعراض قبل أن يبدأ مفعول اللقاح.
استشارة الطبيب عند استمرار أعراض اللقاح لأكثر من ٣ أيام
حول مدى فاعلية اللقاحات في مواجهة التحورات الجيدة لفيروس كورونا خاصة التى ظهرت في الهند مؤخرا، يقول الدكتور محمد صديق، استشارى أمراض المناعة، إنه وفقا للأبحاث والدراسات والنتائج الحديثة التى أن التحورات الأخير لم تغير حتى الآن في تكوين وتركيبة الفيروس، ولم تؤثر في فاعلية اللقاحات المضادة له. وأشار صديق، إلى أن الأعراض الجانبية المتوقعة للقاحات والتى ظهرت على بنسبة ١٠٪ من المتلقين كانت التورم والألم مكان الحقن، صداع وإرهاق عام مصاحب بصداع وقشعريرة وألم بالمفاصل والغثيان، موضحًا أن الأعراض تظهر مع تلقى الجرعة الأولى وتقل الأعراض خلال يومين من تلقى الجرعة، مؤكدًا أنه في حالة استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام مع صداع شديد لا يستجيب للمسكنات وزغللة بالعين وتشنجات وغثيان وصعوبة بالتنفس وألم بالصدر وظهور بقع على الجلد بعيدا عن مكان الحقن، فيجب التوجه إلى الطبيب مباشرة لأنها بذلك تعدت الأعراض الطبيعية لتلقى اللقاح.
ويضيف استشارى أمراض المناعة، أن اللقاحات بشكل عام يتم تقييمها بشكل مستمر للتأكد من مدى صحتها، وفيما يخص السلالة الجديدة التى انتشرت بالهند تتصف بالخطورة لوجود طفرات مشابهة للطفرات التى تساعد الفيروس على سرعة الانتشار، وبعض الطفرات تؤدى للحد من قدرة إبطال الفيروس وبالتالى يؤثر على طرق المكافحة واللقاحات.
وقال الدكتور خالد سمير، إخصائى جراحة العظام، وزميل كلية الجراحين بإيرلندا، إن كثيرا من الأشخاص متخوفون من تلقى اللقاح نظرًا لكم الجائحة التى تفاجئ بها العالم بشكل لم يحدث من قبل، وارتفاع معدل الوفيات، ثم سرعة الدول في تصنيع اللقاح خلال عام من الجائحة، مؤكدا أنه من المعروف أن يتم استغراق ٤ سنوات للتصنيع الصحيح وإجراء الاختبارات المعملية وعلى الحيوانات، وكذلك الاختبارات السريرية على الإنسان، موضحًا أن هذه هى العوامل للمتخوفين، بجانب تركيز الإعلام على نشر الصور والفيديوهات على الشاشات التليفزيونية والسوشيال ميديا، وهذه العوامل التى أدت لتخوف الناس من تلقى اللقاح.
ويضيف سمير، أنه فيما يخص مدى فاعلية اللقاحات فإن الدول التى بدأت باللقاح بشكل جاد فقد تم انخفاض شديد في عدد الوفيات وكذلك نسبة الإصابات انخفضت، والمرضى المصابين لا يحتاجون أجهزة التنفس الاصطناعى أو دخول غرف العناية المركزة بعد تناول اللقاح وتكون الأعراض بسيطة. وأكد إخصائى جراحة العظام، على ضرورة أخذ المواطنين للقاح، للحد من انتشار فيروس كورونا، وأنه لا حل أو خيار أفضل للشخص إلا تلقى اللقاح للحماية من الإصابة بالفيروس، لافتا إلى أنه يجب أن نتبع الدول المتقدمة في إجراء التطعيمات.
اللقاح يكسب الجسم مناعة تتراوح ما بين ٤ لـ٦ شهور
يقول الدكتور حاتم غازى، استشارى الحالات الحرجة وأمراض القلب، إنه لا بد من تلقر اللقاح لكل الناس خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والسكر والفشل الكلوى وغسيل الكلى وأى مرض مناعى، فهم ليس لهم بديل أو حل سوى تلقى اللقاح، موضحا أن الأشخاص الذين يصابون بالكورونا بعد تلقى اللقاح تكون إصابة ضعيفة، وحالات الوفاة أو المضاعفات هى واردة في كل حالات التطعيمات وبنسب ضئيلة للغاية بالنسبة لعدد المتلقين، كما هو الحال في تطعيمات شلل الأطفال، فهناك حالات قليلة فقط التى تصاب بمضاعفات ويتوفون، مؤكدا أن هذا لا يمنع تلقى تطعيمات شلل الأطفال، كما هو الحال في لقاحات الكورونا.
لفت غازى، إلى أن متلقين اللقاح يستطيعون مقاومة الفيروس في حالة الإصابة به، ويساعد الجسم على محاربته وعدم تطوره، وفى حالة المضاعفات الشديدة لبعض الاشخاص هى لا تكاد تذكر، وأن اللقاح يكسب الجسم مناعة تتراوح ما بين ٤ إلى ٦ أشهر وغالبا ستصبح الجرعات سنوية وفقا للأبحاث والتوقعات سيتم تلقيه مع لقاح الأنفلونزا السنوى.
وأشار استشارى الحالات الحرجة وأمراض القلب، إلى أن اختلاف أنواع اللقاحات المتوفرة حتى الآن ليست أزمة ولا يعنى شيئا، وجميعها مهمة وتختلف النسب فقط في كل نوع، مؤكدا أن متلقى اللقاح في حالة إصابتهم بالفيروس سوف يتم مهاجمته على الفور، وأن الفيروس في بداية الإصابة يتم علاجه ببعض أنواع الفيتامينات والبروتوكول المعروف، وفى حالة مرور أول أيام وتحسن الحالة الصحية فهو بالتالى لم يصبح فيروسا بل تحول إلى التهاب رئوى أو نزلة شعبية وجلطات في الرئة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الصحة، أن تخوف البعض من تلقى اللقاح هى ظاهرة عالمية ومع الوقت سوف تختفى بعد زيادة عدد متلقيين اللقاح، موضحا أن كل اللقاحات لأى فيروس لديها أعراض جانبيه وتكون خلال ٢٤ ساعة كاحمرار مكان الحقن وحرارة وتكسير بالجسم، وأن تلقى اللقاحات للتصدى والحماية من فيروس كورونا هو الخيار الآمن كما أكدت التجارب حول العالم.
الأمراض العقلية والنفسية وبعض أدوية العلاج النفسى تُعطل عمل لقاح «كورونا»
يقول الدكتور وليد هندي، استشارى الصحة النفسية، إن لقاح كورونا سيؤرخ في الطب البشرى لأنه يمنع الجائحة من أن تنال من أرواح الملايين من البشر، ويتم إعطاؤه للفئات الأكثر احتياجا المعروفة ومن ضمنها الأشخاص اللذين يعانون من الاضطرابات النفسية، مؤكدا أنه من المعروف أن كثير من الأمراض العقلية وحالات العصبية والنفسية وبما فيها اضطرابات النوم تعمل على خفض الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، ووجدنا استجابة بطيئة للغاية بعد تلقى اللقاح لمرضى الاكتئاب الشديد، وأى مرض عقلى واكتئابى تكون الاستجابة ضعيفة للقاح لكنها لا تتعارض معه.
وأضاف هندى، أن الأمراض النفسية الناتجة عن اختلال نشاط الغدة الدرقية مثل العصبية المفرطة، وبعد فحص الجهاز المناعى للإنسان، وُجد أن الجزء الخاص بالجهاز المناعى المسئول عن نشاط الغدة الدرقية وفرطها والاختلال الهرومونى منفصل تماما عن الجهاز المناعى المسئول عن مكافحة العدوى لكوفيد ١٩، ولذلك فإن معظم أدوية علاج اختلال نشاط الغدة الدرقية لا يؤدى إلى ظهور أعراض جانبيه بعد تلقى اللقاح.
ولفت استشارى الصحة النفسية، إلى أن بعض الأدوية الخاصة بالعلاج النفسى المتعلقة بالأمراض الذهنية كالانفصام أو ازدواج الشخصية والأمراض العقلية، تؤدى إلى تفاعلات مضادة للالتهابات وتكون غير مرغوبة مع بعض اللقاحات مثل لقاح الكورونا، ويجب اللجوء إلى الطبيب النفسى المعالج لفحص ومشورة لكل حالة، موضحا أن بعض الأدوية النفسية المسكنة للألم مثل الايبوبورفين الذى يوصى به معظم الأطباء، فيجب التوقف عن تناوله قبل تلقى لقاح كورونا، وينصح من تعانى من اكتئاب الحمل بأن تؤجل تلقى اللقاح.
لم يثبت ضرر اللقاح على الحوامل والمرضعات
في دراسة حديثة نشرتها الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد، توضح نصيحة اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين «JCVI»، فإن التطعيم بلقاح كورونا فعال في الوقاية من عدوى الفيروس، وأن الكثير من النساء الحوامل اللائى ثبت إصابتهن بالفيروس أثناء الحمل لا تظهر عليهن أى أعراض، ولكن بعض الحوامل يمكن إصابتهن بأمراض مهددة للحياة من كوفيد ١٩ خاصة إذا كانت تعانى من أمراض مزمنة وخطيرة. ووفقا للدراسة فإن الشهور الأخيرة من الحمل تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بتوعك خطير من الفيروس، وإذا حدث هذا فمن المرجح أن يولد الطفل قبل الأوان بثلاث مرات ويؤثر على صحته على المدى البعيد.
ويقول الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد بطب القصر العيني، والمقرر السابق للمجلس القومى للسكان، إن فوائد اللقاح تتضمن الحد من المرض الشديد للحامل، وتقليل مخاطر الخداج على الطفل، واحتمالية تقليل انتقال العدوى إلى أفراد الأسرة ضعفاء المناعة.
ويشير حسن، إلى ضرورة مناقشة فوائد ومخاطر اللقاح أثناء الحمل على أساس فردي، وأن تتضمن المناقشة إقرارا بأنه على الرغم من عدم وجود مخاطر معروفة ومرتبطة بإعطاء لقاحات أخرى غير حية للنساء الحوامل، فلا توجد بيانات محددة حتى الآن حول سلامة التطعيم ضد كورونا أثناء الحمل، ويجب استشارة الطبيب المختص.