صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب جديد بعنوان "أولياء الشرق البعيد.. أساطير مجهولة في أقاصي المعمورة"رواية تاريخية حول كيفية انتشار الإسلام في أرخبيل الملايو" للدكتور بشار الجعفري.
يقع الكتاب في 672 صفحة من القطع الكبير، ومن أجواء الكتاب يقول المؤلف: "يعرف المرء عمومًا أن الفتوحات الإسلامية كانت، في معظمها، بريّة عسكريّة، غير أن هناك حقائق تاريخية أخرى لم يكشف النقاب عنها بما فيه الكفاية تثبت أن نمطًا آخر من الفتوحات يكاد يقارب حدود الأسطورة، وهي فتوحات بحرية سلمية حملت راية الإسلام ولغة المسلمين إلى جنوب شرق آسيا وأرخبيل الملايو، وقادها تجار ودعاة وعلماء وجغرافيون وفارّون من البطش السياسي وضيق الأفق الديني اللذين سيطرا في فترة ما على صنّاع القرار في أمصار الخلافة".
يحاول المؤلف خلال كتابه أن يقرّب معالم هذه القصة المنسية غير المعروفة - التي كُتبت فوق مياه وأراضي الملايو - من معارف القارئ العربي غير المتخصص الذي قد يعرف الكثير عن العلاقات الإسلامية الأوروبية في العصور الأموية والعباسية والفاطمية، ولكنه، بالتأكيد، لا يعرف الكثير عن توازنات القوى السائدة في المنطقة "الإسلامية - الملايوية"، ولا عن كيفية وصول وانتشار الإسلام في آخر أقطار البر والبحر الآسيويين.
هذا الكتاب الرواية المودع بين أيدي القارئ العربي هو أشبه ما يكون بالسفينة الشراعية التي حملت أوائل الروّاد من سواحل الخليج العربي وعمان إلى الهند والبنغال والصين وجزر الملايو. فلنحاول سوية محاكاة مأثرة أولئك الروّاد المبكرين، ولو أدبيًا، لعلنا ندرك حجم ومدى الإنجاز الذي حققوه وأنجزوه في تلك المناطق النائية من كرتنا الأرضية التي أسماها الرحّالة العربي ابن بطوطة في غير يوم بلاد الواق - الواق.