الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "شيءٌ باهِت" من المجموعة الشعرية "في صِحة الجدوَى" للشاعرة سلمى فايد.
قبلَ الخُصومةِ
في البِدايةِ
عندما كانَ الخِلافُ يخصُّ صاحبَهُ
وأبطالُ الحكايةِ
لم يكونوا
غيرَ أبطالِ الحكايةِ
قالَ شوفوا ما أشوفُ
وصدّقوه
أمسُ
كانَ الشارعُ الممدودُ
يحضِنُ وردةً حمراء
تنبتُ من قميصِ صبيّةٍ
تمشي وتلتزمُ الرّصيف
كأنّ أُمنيةً تُموّتُها استحالتُها
وكانَ الناسُ
رسمًا بالرّصاصِ
يمرُّ كالظلّ البعيدِ
خلالَ جِسم الوردةِ الحمراء
لحظةٌ
لتكونَ تجربةُ الخيالِ
الأرضَ بالألوان
والوقتُ
الحقيقةُ
خلفَها
مثل أشباحِ الهواجسِ
يظهرونَ لوهلةٍ
ويغادرون
لكنّ أمسَ الشارعَ الممدودَ
كانَ البِركةَ الحمراء فجّرها الرّصاصُ بِطَلقةٍ في صدرِ إنسانٍ تعلّمَ أن يسير
النّاسُ كانوا مثلَ شَكلٍ باهِتٍ يبدو وراءَ البركةِ الحمراء
"مشهدٌ
حتى تشوفَ الأرضُ شيئًا من جَمَالٍ في الجريمةِ"
والشّهودُ
الناسُ
كانوا من وراءِ المسرحِ المُمتدّ
مثل مساحةٍ
بيضاءَ أحيانًا
سوداءَ أحيانًا
هنالكَ
قالَ شوفوا
لم يشوفوا
غيرَ شيئٍ باهتٍ
ما بينَ الأحمر والأحمر.