تصدر قريبًا للكاتب الدكتور أحمد الشربيني رواية "بولجانيم"، وهي عمله الثاني، والتي تصدر عن دار نبوغ للنشر، بغلاف من تصميم بسمة مجدي، وتشارك ضمن إصدارات الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي تنطلق دورته الـ52 في نهاية يونيو الجاري.
من الرواية:
تلاشي فجأة المشهد وظهر شكري ٱمامه..كان يقف في مكان مقفر..وكان الوقت ليلًا وبخار الهواء يخرج من فمه..كان يلهث..كان يفعل شيئًا لم يتبينه يوسف.. وكأنه يحفر في التراب.. تأكد من ذلك عندما سمع صوت اصطدام ما يشبه المعول بجدار صلب.. حينئذ أصبحت الرؤيا أوضح.. كان المكان منطقة قبور..كانت مبنية من الطوب تساقط الدهان من أغلب جدرانها..دهان أخضر باهت اللون تعلوها شواهد قبور تقف وكأنها تحرص على عدم رجوع الحياة مرة أخرى لساكني المكان.
كان للمقابر صمت رهيب ينتهكه فقط صوت معول شكري..جثا على ركبتيه ولمجهودك شاق أخرج شيئًا ما.. ظل يجاهد لكي يسحبه من خلال فتحة القبر الضيقة حتى أخرجه تماما.
جلس موليا ظهره لجدار القبر لاهثا يلتقط أنفاسه..نظر إلى الجثه وفك رباط الرأس وكشف وجهها..كانت ليلي..ولكنها هذه المرة لم تكن نائمة أو مغمضة العينين..بل كانت عيناها تتحركان وجسدها يغرق في سكون الموت..عيناها تتحركان بسرعة كانتا خائفين مرتعبتين وكأنها الوسيلة الاخيره التي تملكها لكي تدافع بها عن نفسها..
نظر إليها شكري نظرة بارده ثم غطا الوجه بإهمال على العينين المفتوحتين وحملها وقبل أن يغادر ألقي نظرة لا مبالية على الصمت من حوله ثم انصرف.
