جاء حصول جماعة الإخوان، على المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الجزائرية، ليؤكد كذب ادعاءاتها، فيما يتعلق بمكانتها في الشارع الجزائري.
وادعت الجماعة أنها تملك السيطرة على الناخبين، لدرجة أن التوقعات التي خرجت من أتباعها، كانت تشير إلى اكتساح مقاعد البرلمان!
ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن عدم تمكن الجماعة من حصد ما توقعته من مقاعد، وهبوطها إلى المركز الثالث فقط، في الانتخابات التي جرت مؤخرا، يمثل أفولا لها في دولة جديدة، كانت تعتبرها معقلا لها.
وقال: "جماعة الإخوان تحتضر في المنطقة العربية، وانتخابات الجزائر فضحت أكاذيبها، وأكدت موتها إكلينيكا".
وأضاف: "حتى المركز الثالث كبير على الجماعة، ولم تحققه بشعبيتها، وإنما حققته بسبب نظام الانتخابات الجزائري، الذي شهد خسارة القوائم المستقلة، في ظل عددها الكبير، الذي فتتها، حيث وصلت لنحو ٨٠٠ قائمة، وهو ما صب في صالح مرشحي الجماعة، ورفع من أسهمهم، في حين أن الواقع يشير إلى أنها لا تستحق أكثر من الترتيب الرابع أو الخامس، وربما أقل".
ولفت بدر الدين إلى أن ممثلي الإخوان لم يحصلوا على أكثر من مقعد واحد فقط، بعدد كبير من الأقاليم الجزائرية، وهو ما فضح أكاذيبهم من أنهم تصدروا الانتخابات واكتسحوا مقاعدها.
وأكد بدر الدين، أن التيارات السياسية الجزائرية لم يستطع أي منها حسم الانتخابات لصالحه بشكل يضمن له الهيمنة على مقاعد البرلمان، مشددا على أن الدرس الرئيس من الانتخابات الأخيرة هو أن الجماعة لم تعد ذات شعبية لدى أكثر الشعوب تعاطفا معها، وبالتالي فإنها خسرت الدعم الشعبي الذي أبقاها على قيد الحياة لعقود.
وتابع: "ما يؤكد أن الجماعة ترى نهايتها بشكل حاسم، أنها طوال العقود الماضية، كانت العداوة دائما ما تتشكل بينها، وبين أنظمة الحكم، فيما تبقى علاقتها بالشعوب تعاطفية إلى حد يسمح لها بالعودة، كلما تلقت ضربات أمنية من الأنظمة الحاكمة، لكن ما جرى في الربيع العربي، وبعده كشف الجماعة أمام الشعوب نفسها، وأفقدها التعاطف الذي اعتمدت عليه لتبقى".
وأتمّ بالقول: "من أجل ذلك فإن كل دولة عربية تخسر فيها الجماعة نفوذها، تخصم من فرص بقائها على قيد الحياة، بعد أن أصبحت عدوا لدودا للشعوب والأنظمة الحاكمة على السواء.