تزامن إبعاد نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، لزجاجتي إحدى شركات المياه الغازية، خلال مؤتمر صحفي قبل لقاء منتخب بلاده ومنتخب المجر في بطولة أمم أوروبا 2020، مع تسجيل انخفاض قدره 4 مليارات دولار في أسعار أسهم شركة المشروبات الغازية العملاقة.
وما إن جلس كريستيانو رونالدو على الطاولة استعدادا لبدء المؤتمر الصحفي، حتى لا حظ وجود زجاجتي "مياه غازية"، فقام بنقلهما إلى مكان آخر على الطاولة حتى لا تكونا أمامه، رغم أن هذه الشركة أحد الرعاة الرسميين لبطولة "يورو 2020". ثم أمسك نجم الكرة البرتغالية بعبوة مياه كانت موضوعة أمامه أيضا، ورفعها في الهواء، ناصحا متابعيه بشرب الماء.
وعن تداعيات تصرف رونالدو على "شركة المياه الغازية"، أشار تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى أن سهم الشركة تراجع من 56.10 إلى 55.22 دولارا على الفور بعد ما قام به نجم يوفنتوس وهداف الدوري الإيطالي. ووفق الصحيفة البريطانية، انخفضت القيمة السوقية لـ"شركة المياه الغازية" بعد تراجع أسهمها، من 242 إلى 238 مليار دولار.
فيما ردت شركة المياه الغازية في بيان رسمي مقتضب، أمس الثلاثاء، على تصرف رونالدو، الذي يتابع حسابه على إنستجرام ما لا يقل عن 300 مليون شخص، حيث قالت: "يحق لكل شخص تناول ما يفضله من المشروبات". وأضاف البيان المقتضب: "الأذواق والاحتياجات تختلف عندما يتعلق الأمر بالمشروبات".
من ناحيته، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن رونالدو واحد من أكير المُؤثرين على سطح كوكب الأرض، ويُتابعه ويقتدي به ملايين من البشر، وبالتالي فإن تأثيره ظهر بوضوح على أداء الشركة الاقتصادي حيث تراجع سهم الشركة بقيمة 4 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع هذا التراجع خلال الأيام المقبلة.
وأضاف، أن شركات المياه الغازية تدفع ملايين الدولارات حتى تظل عالقة في أذهان البشر وترفع من حجم مبيعاتها، حتى أنها تستخدم المُؤثرين من الفنانين ولاعبي كرة القدم والرياضيين بشكل عام لعمل إعلانات لهم، وبالتالي فهذا التصرف من جانب النجم البرتغالي كان له تأثير بالغ وكبير على الشركة.
وأشار الأدريسي إلى أن تأثير تصرف رونالدو لم يكن تجاه هذه الشركة الغازية بعينها، لكنه تجاه كل شركات المياه الغازية، فمن المعروف أن النجم البرتغالي لايحب شركات المياه الغازية بسبب حب ابنه الشديد للمياه الغازية والذي تسبب في كراهية النجم لكل أنواع وشركات المياه الغازية، حيث يعتقد أنها تُؤثر على الصحة العامة للبشر.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى رونالدو تكلم كثيرًا عن مشكلة ابنه مع المياه الغازية التي يُقبل عليها كثيرًا، موضحًا أن هذه رسالة رونالدو حملت الكثير خاصة عندما أشار إلى المياه فقط وأنها الأفضل، وهذه معلومة طبية لا خلاف عليها.
وأوضح، أن تأثير رونالدو سيؤثر على الكثير من الشركات، معتقدًا أنه خلال الأيام القادمة ستحمل الكثير خاصة لشركات المياه الغازية والشركات المشابهة له، لافتًا إلى أن كثير من لاعبي كرة القدم والرياضيين بشكل عام سيكون لهم رد فعل على المياه الغازية وغيرها خلال الأيام القادمة، اقتداءً بما فعله رونالدو.
وعن تأثير المشروبات الغازية على الصحة العامة، قالت الدكتورة منال عز الدين، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، إنه بمجرد تناول المياه الغازية في أول عشر دقائق يفاجأ الجسم بدخول كمية كبيرة من السكر أضعاف احتياجاته، وبعد مرور العشرين دقيقة يرتفع مستوى السكر في الدم، ما يؤدي إلى إفراز الإنسولين، وبعد 40 دقيقة يتم امتصاص الكافيين كليًا، ما يؤدى لارتفاع ضغط الدم، وبعد 45 دقيقة يقوم الجسم بإفراز الدوبامين، ما يؤدى إلى الشعور بالسعادة.
وأضافت، أنه بعد 60 دقيقة يتحد حامض الفوسفوريك مع الكالسيوم والزنك والماغنسيوم في الأمعاء، ما يؤدى إلى خسارة الكالسيوم والمغنسيوم والزنك التى كان مقررًا أن تتجه للعظام، ما يؤدى بمرور الوقت وكثرة الاستخدام إلى الإصابة بهشاشة العظام، وبعد 65 دقيقة، يزول شعور السعادة ويتبدل بالخمول والكسل وانخفاض السكر في الدم.
وأشارت عز الدين إلى أن أهم أضرار المشروبات الغازية، هشاشة العظام وتسوس الأسنان، وزيادة الوزن والسمنة المفرطة، وعسر الهضم وقلة كفاءة الجهاز المناعة، كما أنها تُسبب انخفاض القدرات العقلية للطفل، لافتةً إلى أن هناك أكذوبة يروج لها بأن المياه الغازية تُسبب الهضم، إلا أن ما يحدث هو زيادة للداخل من ثاني أكسيد الكربون لجسم الإنسان عند شرب المشروب الغازى فبالتالى يقوم الجسم بطرده في صورة التجشؤ بل أثبتت الأبحاث أن المشروبات الغازية تسبب عسر هضم ولا تساعد على رفع كفاءة الهضم.
وأكدت عز الدين، أن المشروبات الدايت لا تعني أنه خالٍ من السكر، ولكن تحتوي على مادة تحلية صناعية بدلًا من السكر، وغالبًا ما يكون الاسبارتام وتبلغ قوة تحليته 200 ضعف السكر العادى وسعراته الحرارية منخفضة بالنسبة للسكر العادي وما زال الاسبارتام حتى الآن محل جدل علمي.
