يصدر قريبا عن دار العربي للنشر والتوزيع كتاب "أزمة جائحة كورونا والنظام العالمي"، من تأليف د. أحمد على محمد، ود. زمن ماجد عودة، ود. سيف نصرت توفيق، ود. مثنى فائق مرعي، ود. سعد فضالة حمزة، ورؤى خليل سعيد.
ويشارك الكتاب ضمن إصدارات الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر انعقاده في الفترة من 30 يونيو الجاري وحتى 15 يوليو المُقبل.
يقول الناشر: عام ونصف على بدء جائحة كورونا، وما زال العالم يعاني آثارها حتى الآن، وبقدر تزايد الإصابات بالفيروس في دول العالم بقدر ما كانت الخسائر في الأنفس والاقتصاديات حتى تعرض الأمن الإنساني للخطر وقُدرت الخسائر بالأرواح بمئات الألاف وخسائر الاقتصاديات بمليارات الدولارات ودخلت الدول في معترك التنافس والصراعات في الساحة الدولية ووظفت الأزمة لكسب الحلفاء من جهة ولضرب الخصوم أو منافستهم من جهة أخرى. وصارت الساحة الدولية في ظل حراك متزايد لفواعل النظام العالمي سواء من الدول أو المنظمات الدولية أو الفواعل الأخرى على مختلف مستوياتها ومدى تأثيرها وفاعليته. فكانت الطروحات وما رافقها من جدل وتوجهات حول مدى تأثير تداعيات جائحة كورونا على طبيعة وهيكلية النظام العالمي القائم منذ انتهاء الحرب الباردة وتصدر الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة العالم.
ومن هنا يتبادر إلى الأذهان تساؤلات عديدة عن العالم واحتمالية التغيير فيه في ظل تداعيات أزمة جائحة كورونا التي أصابت مختلف دول العالم وإن تباينت التأثيرات من دولة لأخرى، يسبقها سؤال أساس يتمثل بـ: كيف أثرت أزمة جائحة كورونا على الدول والنظام العالمي؟ ومن هذا السؤال تتفرع أسئلة أخرى تتجلى بـ: ما هي التأثيرات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والإنسانية لأزمة جائحة كورونا؟ وما هي الاحتمالات المستقبلية لتأثير هذه الجائحة على هرم النظام العالمي وهيكليته؟ ومن يتولى صدارته وزعامته؟
ومن أجل الإحاطة بالموضوع ومضامينه وبغية الإجابة على ما يتبادر إلى الاذهان من استفسارات أو ما يُطرح من تساؤلات ستتم دراسة تأثيرات جائحة كورونا على النظام العالمي ومكوناته وفواعله من مختلف الجوانب والمجالات وسيتم تقسيمها بالشكل التالي:
- التأثيرات الفكرية وتحول المفاهيم في ظل أزمة جائحة كورونا.
- التأثيرات السياسية لازمة جائحة كورونا على النظام العالمي.
- التأثيرات الاقتصادية لازمة جائحة كورونا على النظام العالمي.
- التأثيرات الأمنية لجائحة كورونا على النظام العالمي.
- التأثيرات الاجتماعية والإنسانية لجائحة كورونا على النظام العالمي.
- الاحتمالات والتوقعات المستقبلية للنظام العالمي في ظل أزمة كورونا.
وانطلاقًا من تلك التساؤلات ستتوزع الإجابات على ثلاثة محاور أساسية تدور في فلك فرضية أساسية وهي: أن أزمة جائحة كورونا قد تعيد تشكيل المفاهيم السياسية التي سادت في العقود الستة أو السبعة المنصرمة، وبخاصة مضامين تلك المفاهيم التي رسختها العولمة في العقود الثلاثة الأخيرة، كما أنها ستعيد تشكيل مفهومي الأمن القومي وحقوق الإنسان وترتيب العلاقة بينهما على أسس جديدة، وربما إعادة هيكلة المؤسسات والأجهزة المعنية بهما بناءً على تلك الأسس.
وسيتناول المبحث الأول أثر الجائحة في إعادة تشكيل المفاهيم السياسية بصورة عامة، ويتناول الثاني أثرها في بعث وصياغة مفهوم الأمن القومي، بينما يتناول الثالث تأثيراتها على مفهوم حقوق الإنسان والجدل حول الأولويات.