وصل الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية تستغرق يومين يبحث خلالها عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ومن المقرر أن يلتقي "سعيد" بنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.
تعديل دستور 2014
وأجرى "سعيد" مساء أمس الثلاثاء مباحثات مع هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية، إلى جانب ثلاثة رؤساء حكومات سابقين وهم: علي العريض، ويوسف الشاهد، وإلياس الفخفاخ، ودعا إلى حوار جدي... يتعلق بنظام سياسي جديد وبدستور حقيقي لأن هذا الدستور "2014" قام على وضع الأقفال في كل مكان ولا يمكن أن تسير المؤسسات بالأقفال والصفقات".
يأتي ذلك على الرغم من استناده إلى بنود الدستور، خلال تصعيده الخلاف مع رئيس الحكومة حيث صرح في أبريل الماضي بأن صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة التونسية، تشمل أيضا قوات الأمن الداخلي وليس فقط الجيش.
مؤامرة اغتيال الرئيس التونسي
وتحدث الرئيس التونسي خلال اللقاء عن مؤامرة اغتياله وإزاحته من الحكم، قائلا "من كان وطنيا مؤمنا بإرادة شعبه لا يذهب إلى الخارج سرا بحثا عن طريقة لإزاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال"، مضيفا ''وهذه الإزاحة حتى بالاغتيال'' وذلك في إشارة للإخوان.
وتأتي تصريحات الرئيس التونسي في إطار حلحلة الأزمة التي تمر بها البلاد بعد انسداد الأفق السياسي بسبب الخلافات حول الصلاحيات والتحالفات والقرارات بين الرئاسة، ورئيس الحكومة هشام المشيشي.
تعديل يتجاهل "الإخوان"
وقبل اجتماع "سعيد – المشيشي" كشفت تقارير صحفية عن عزم الرئيس التونسي إطلاق مبادرة تتلخص في تمرير تعديل وزاري بحكومة "المشيشي" دون المرور على البرلمان التونسي الذي تسيطر عليه حركة النهضة المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية.
وكشفت صحيفة "الشارع المغاربي" في تقرير لها أمس الثلاثاء، أن الرئيس التونسي قيس سعيد، يسعى إلى تضييق الخلاف مع رئيس حكومته، بتمرير تعديل وزاري يتجاهل البرلمان التونسي، ما يجنب "المشيشي" أي مواجهة مع الأغلبية البرلمانية المنتمية لحركة النهضة الإخوانية.
مديرة الديوان الرئاسي كلمة السر
ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح مبادرة الرئيس التونسي مرتبط بشرط واحد فقط وهو استبعاد مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة، التي كانت سببا رئيسا في تعميق الأزمة والخلاف بين قيس سعيد ورئيس وزرائه هشام المشيشي.
هل سيوافق المشيشي على مبادرة سعيد؟
ورجح التقرير أن يوافق رئيس الوزراء التونسي على مبادرة قيس سعيد، والتي اقترحها خلال لقائه برئيس الاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وطرح تساؤلا مهما حول علاقة المشيشي بحركة النهضة، حيث أكد أن رئيس الحكومة التونسية في حالة قبوله لمبادرة قيس سعيد فإنه يقفز من سفينة "النهضة" إلى معسكر الرئيس التونسي في محاولة للبقاء في منصبه.
سعيد يبحث عن الإجابة في تونس
ويبحث الرئيس التونسي عن إجابة لعدد من الأسئلة الصعبة المثارة في أول بلد عربي شهد أول ثورة من سلسلة "الربيع العربي"، حول طريقة الخروج من الأزمة التي تموج بالبلاد، والصخب السياسي ال>ي تعيش فيه إلى جانب الأزمة اقتصادية، بسبب تراكم الديون إلى جانب تدهور الخدمات العامة واتجاه الحكومة إلى رفع أسعار بعض السلع بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا المستجد.