لا يكف النظام الإيرانى عن إصدار اعتقالات بحق الأحواز، وهى أقلية عربية في إيران؛ حيث تشن السلطات الأمنية، حملة في عدة مدن. هذا الأمر يجعل تلك الأقلية تهرب خارج بلادها خوفًا من النظام القمعى الإيرانى، والذى لا يكل ولا يمل من اعتقالهم.
التقت «البوابة نيوز» مع عدد من الأحواز الذين هربوا خوفًا من الاعتقال والسجن في بلادهم لأنهم فقط يطالبون بحقوقهم، وقد تحدثوا عن معاناة الشعب الأحوازى وأيضًا عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة.
قال نورى حمزة، الناشط الأحوازى، المقيم في السويد إن نظام الحكم في إيران يعتبر نظاما شموليا ثيوقراطيا (حكم رجال الدين وهو الحكم السلطوى الاستعماري) ولا يتحمل النقد وإلى هذا بشكل مستمر يقمع الأصوات الحرة وخاصة أصوات أبناء الشعوب غير الفارسية وعلى وجه الخصوص أبناء الأحواز أكثر عرضة للتهديد والتتبع والقمع.
وأضاف حمزة في تصريحاته، أن هذا النظام القمعى الذى تحكمه شرذمة من الكهنة وحراسها تسبب بتهجير الملايين من كافة انحاء إيران وقتل وسجن مئات الآلاف ومنع حرية التعبير ويعاقب كل من ينادى بالحريات العامة.
وأوضح أن الانتخابات في ايران منذ الاول كانت مسرحية يعمل على إخراجها إدارة شئون المرشد والحرس الثورى وكلما تتزايد الضغوط الدولية على إيران نتيجة سلوكها غير الطبيعى وطموحاتها للحصول على القنبلة النووية، ويتدخل المرشد بشكل مباشر وينصب الرئيس عبر مسرحية الانتخابات، وهكذا تخدع ايران العالم الحر بكثرة انتخاباتها وتوظيفها الشعبوية في الإعلام السياسى.
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة، قال حمزة إن العديد من الخبراء يتوقعون أن إبراهيم رئيسى أوفر حظا للتنصيب حيث الرجل أكثر قربًا للمرشد، إلا أن يتغير رأى المرشد نتيجة عدة عوامل.
وأكد الناشط الأحوازى قائلًأ: «النظام في إيران منذ سنوات وهو يفقد شرعيته يومًا بعد يوم نتيجة سلوكه الداخلى والاقليمى واستمراره لقمع الحريات في البلاد وكذلك تدخله غير المبرر في البلدان العربية الامر الذى أثار حفيظة الفئات الاجتماعية العديدة وخاصة من بين الشعوب غير الفارسية، وهناك أصوات تعتلى هذه الأيام منادية بمقاطعة الانتخابات القادمة الامر الذى يزيد الطين بلة ويصعب الأمور على النظام."
وقال مهدى الهاشمى، الناشط الأحوازى المقيم في السويد أيضًا، إن النظام الإيرانى يمارس سياسات تعسفية تجاه الشعب الاحوازى والشعوب غير الفارسية الأخرى كالأكراد والبلوش والتركمان والغيلك.
وأضاف هاشمى في حواره مع «البوابة» أن النظام الايرانى الحالى استمرار للنظام البهلوى، والذى كان يتخذ نفس المنهج في معاداة الشعوب غير الفارسية، فقد استمر بإنكار الهويات القومية للشعوب وإنكار الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية لهذه الشعوب.
وأكد هاشمى أنه في الاحواز، تسبب النظام الايرانى بأكبر كارثة بيئية في الشرق الاوسط في التاريخ الحديث، يموت سنويا أكثر من خمسة آلاف أحوازى نتيجة هذه الكارثة البيئية، كما تسبب بالتهجير القسرى لسكان عشرات القرى الأحوازية، عبر تجفيف الأنهر وتمكن من تهجير نحو نصف مليون احوازى من قراهم.
وأوضح أن النظام قمع أى نوع مطالبة أحوازية بالحقوق المدنية والسياسية وقلت المئات منهم وملئت السجون من المنتفضين الاحوازيين.
وأكد أن إيران وبسياستها القمع الحديدى، قد هجرت آلاف الاحوازيين إلى خارج ايران وتمنعهم من العودة إلى أوطانهم وتتبعهم في المهجر وتغتالهم.
وعن الانتخابات الرئاسية، فإن جميع المرشحين لهذه الانتخابات يمثلون النظام القمعى الايرانى ولايمثلون الشعوب في إيران، لهذا فوز أى مشرح لايمثل أى مصلحة للشعوب في إيران.
كما أكد أن الامتناع من التصويت في حال أن يكون موقف الغالبية، سوف يعطى رسالة واضحة للعالم بأن الشعب لايريد النظام.
كما أشار إلى الوضع الاقتصادى المأساوى وانتشار القمع والتمييز العنصرى تجاه الشعوب غير الفارسية يزيد من احتمالات عدم المشاركة للشعوب في هذه الانتخابات وفى الاحواز نتيجة لتفاقم الوضع العام فهناك توقعات كبيرة بعدم المشاركة في هذه الانتخابات.
وقال عارف الكعبى، الناشط الأحوازى ورئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، إن معاناة الشعب الاحوازى بدأت منذ عام ١٩٢٥ حينما احتلت إيران دولة الأحواز العربية وأسرت أميرها الأمير خزعل الكعبى.
وأضاف الكعبى أنه منذ ذلك الوقت وإيران تتحرك على أكثر من محور من أجل تدمير الهوية والأرض والإنسان العربى بشكل عام، بعد بضعة أيام من احتلال دولة الأحواز بدأت إيران وبالعمل على الصعيد الدولى من أجل مسح الحالة القانونية لدولة الاحواز، وبعدها عملت على تغير كل ما يرمز للعرب والعروبة في الاحواز ومن ثم العمل على التغير الديمغرافى للاحواز من مدينة ايلام سمال الاحواز حتى مضيق هرمز وجلبت ما يقل من أكثر من مليونى مستوطن لتزرعهم في ارضنا، لكن معه كله شعب قاوم هذه التصرفات التى تسبب اختراقا واضحا للقانون الدولى.
وأوضح أن الأحواز انتصروا إلى حد بعيد وفى كبح جماح التغير الديمغرافى الذى تمارسه سلطات الاحتلال الإيرانى منذ عام ١٩٢٥حتى اليوم، وأيضا استطاعوا ترجمة أرادة الشعب وطموحه وذلك عن طريق العمل على إعادة شرعية دولة الاحواز العربية التى تحاول إيران طمس هويتها.
أما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال الكعبى: «نحن في اللجنة التنفيذية لدولة الاحواز سبق وأصدرنا بيانا في هذا الشان وأعلنا عدم شريعتها، لأن النظام الحاكم في طهران فقد شريعته منذ فترة طويلة في الاوساط الايرانية، وايضا فقط موقعه في المنظومة الدولية بعد ما دولة ايران اصبحت دولة مارقة في المنطقة ولم تراع لا حسن الجوار ولا المواثيق الدولية بسبب تدخلاتها السافرة في وطننا العربى وبالتالى من حيث المبدأ، وهذا النظام فاقد للشرعية وأى انتخاباتى تجرى في ظل هذا النظام غير شرعي"
وأوضح قائلًأ: » لذلك أعتقد أن المعارضة بذلت جهودا حثيثة من أجل إقناع الشارع الإيرانى بعدم المشاركة وستكون هذه الانتخابات ضعيفة ومتدنية من حيث المشاركة».
أما ما فيما يتعلق بالأحواز، قال الكعبى إن الشعب الأحوازى يرفض أى انتخابات تجرى على أراضيه لانه يعتبرها انتخابات باطلة لانها تنظم من قبل محتل ولا يجوز المشاركة في انتخابات تؤكد شرعية الاحتلال على أراضيه، ولكن الآن توجد على الأراضى الأحوازية جالية من المستوطنين الفرس تتجاوز المليونى شخص وهذه الجالية من المؤكد أن تشارك في هذه الانتخابات بكمية كبيرة، لأنهم جاءوا إليها بعد مجى الخمينى، وبالتالى بقائهم على ارضنا مرهون ببقاء النظام الحالى الحاكم في طهران، لهذا أتوقع مشاركة كبيرة لهؤلاء المستوطين، بعكس ما سيجرى في المدن الفارسية مثل طهران وأصفهان وغيرها من مدن.