الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

روح الموسيون في العاصمة الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتجه أنظار محبى الثقافة والفنون نحو العاصمة الإدارية الجديدة ومنارتها البازغة مدينة الفنون، تلك المدينة التى لطالما راودت خيالنا كلما استعدنا تاريخ مدينة الإسكندرية القديمة ومكتبتها ومدارسها الفلسفية والعلمية أو ما عرف بـ«الموسيون» الذى كان يضم مكتبة وأكاديمية بحث علمى كانا الأعظم على مستوى العالم.
كانت تعقد بها المناظرات العلمية التى ولدت منها أفكار صاغت العالم. كانت الإسكندرية تدعو كبار العلماء فى العالم للإقامة بها، وقد كان بطلميوس الأول محبا للفنون والثقافة وشغوفا بالعلم فاهتم بتشييد مكتبة الإسكندرية، بطلميوس اهتم بتوجيه الدعوة لكل ملوك العالم بأن يرسلوا أهم الكتب والمؤلفات فى جميع مناحى المعرفة. ومع بداية القرن الثالث قبل الميلاد جاء للإسكندرية كبار العلماء وفى الفترة من 300 ق.م إلى 150 ق.م بزغ نجم 60 عالما وفيلسوفا إلى جانب عشرات الشعراء. وقد طبقت مكتبة الإسكندرية الجديدة تعاليم المكتبة القديمة فى استقدام كبار العلماء والفنانين والساسة من كل مشارب الأرض، فحققت الهدف الذى شيدت من أجله أن تكون منارة للعالم الجديد. فأن يكون لدينا فى مصر عدة منارات ثقافية أمر مبشر ليس فقط باستعادة القوة الناعمة لمصر ولكن باستثمار رابح فى الإنسان المصري.
والحصاد الأكبر من ثمار 7 سنوات من إنجازات الرئيس السيسى هى مدينة الثقافة والفنون الجديدة التى تقام على مساحة 127 فدانًا، فهى تضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية لأنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، المدينة التى شيدت فى وقت قياسي، ستضم مركزا للإبداع الفنى وقاعة عرض سينمائى متصلة بالأقمار الصناعية، و3 قاعات للتدريب، واستديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات.
فالثقافة وما تتمخض عنه من إنتاج إبداعى واقتصاد متصل به هى اللبنة الأولى نحو مجتمع يعيش اقتصاد الرفاه، إنها إستراتيجية طموحة لدمج الثقافة فى مخططات التنمية الشاملة التى تنهض بمصر، ونحن نعقد الأمل على أن تركز المدينة الواعدة على الصناعات الإبداعية التى من شأنها أن تحقق خطة التنمية المستدامة 2030. هذه الصناعات الثقافية فى مجالات النشر والموسيقى والسينما والمهن الحرفية والتصميم سوف تعزز من الاقتصاد القومى وتضمن فرص المنافسة والوصول للأسواق العالمية.
ووجود دار أوبرا عالمية كأكبر دار فى الشرق الأوسط إلى جانب مكتبة عظيمة ومدينة للمعرفة تكون محرابا لمستجدات علوم تكنولوجيا المعلومات، يعنى أن مصر بصدد أن يعايش مواطنها حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية مكتملة تسمو به نحو مكانته المستحقة.