هناك اصابات قد يصاب بها الشخص نتيجة فرط استخدام التكنولوجيا وقد تتفاقم الإصابات التي يصاب بها الأشخاص والتي تبرزها "البوابة نيوز" ومدى خطورة تلك الإصابات والتعامل معها.
-إصابات فرط استخدام التكنولوجيا:
1-متلازمة الألم الرقبي:
تشير متلازمة الألم الرقبي إلى الحالات المختلفة الناتجة عن تغيرات العمود الرقبي والنسيج الرخو المحيط به المترافقة دائمًا مع ألم الناتج عن كثرة استخدام الأجهزة، وتشمل العوامل المساهمة الجلوس المطول بوضعية غير مريحة (العنق بوضعية انحناء)، ومن أمثلة هذه الوضعيات الكتابة على الحاسب المحمول في أثناء الاستلقاء على السرير، أو النظر إلى الأسفل في أثناء إرسال رسالة نصية باستخدام جهاز الهاتف المحمول، سيؤدي تأثير الثقل بسبب وزن الرأس وإجهاد عضلات العنق في النهاية إلى تنكس الأقراص والفقرات الرقبية وفقدان القعس والإصابة بالحدب بسبب طبيعة هذه الوضعيات التي تتصف بالانحناء المستمر.
ومن أكثر أعراض متلازمة الألم الرقبي شيوعًا هو الألم وتشنجات عضلات العنق التي قد تمتد إلى مؤخرة الرأس وإلى منطقة الوشاح الكتفي وبين الكتفين، وقد يترافق الألم مع صداع وخدر الأطراف العلوية وتنميلها، وغالبًا ما تتوافق نتائج التصوير الشعاعي مع فقدان الانحناء القعسي الطبيعي في العمود الفقري، وقد تكشف دراسات التصوير الأخرى كالتصوير بالرنين المغناطيسي تغيرات تنكسية في العمود الفقري، ويشمل علاج متلازمة الألم الرقبي مجموعة من الطرق تهدف إلى تسكين الأعراض وتصحيح الوضعيات المؤذية، العلاج الدوائي بالمسكنات والعوامل المضادة للالتهاب أو المرخيات العضلية هو تدخل أولي جيد.
2-متلازمة نفق الرسغ:
أحد أشهر أسباب العجز والتغيب عن العمل في الولايات المتحدة، إذ يصاب شخص من أصل 10 أشخاص على الأقل بهذه المتلازمة أو يعاني أعراضها، تنتج الإصابة بها عن انضغاط العصب الناصف في منطقة عبوره النفق الرسغي في معصم اليد، يساهم الاستخدام المطول للوحة المفاتيح وفأرة الحاسوب أو الهاتف المحمول في تدهور الأعراض واتضح أن معصم السيلفي أحد أشكال متلازمة نفق الرسغ في العصر الرقمي ويعني أذية المعصم أو كسره بسبب تكرر عطفه الناتج عن استخدام أجهزة الهاتف المحمول لالتقاط صور السيلفي.
ويعاني مرضى متلازمة نفق الرسغ بشكل شائع ألمًا مع خدر أو بدونه، وتنميل اليد خصوصًا الإبهام والإصبعان المجاوران له، قد يتطور ضعف عضلات قاعدة الإبهام بسبب انضغاط العصب الناصف المزمن ويعتمد تشخيص متلازمة نفق الرسغ عمومًا على التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي وربما تخطيط العضلات الكهربائي ودراسة التوصيل العصبي، تساعد دراسة التوصيل العصبي أو تخطيط العضلات الكهربائي على تحديد موقع انضغاط العصب بدقة لتسهيل تحريره في حال الحاجة إلى جراحة.
ويشمل العلاج تثبيت الحركة وتطبيق الكورتيكوستيرويدات موضعيًا وتجنب الإصابات المتكررة المزمنة، وقد يفيد أيضًا تثبيت اليد في أثناء الكتابة، يُعالج تحرير العصب جراحيًا في الحالات الشديدة.
3-التهاب غمد الوتر دو كرفان:
داء دو كرفان، ويسمى أيضًا التهاب الأوتار المحرض بالهواتف الذكية، هو أذية بسبب فرط استخدام الهاتف المحمول الذي يؤدي إلى التهاب وتر أو وترين في المعصم في جهة الإبهام، قد يتطور الألم والتورم بسبب استخدام الهاتف المحمول المطول لإرسال الرسائل النصية أو بسبب حمل الهاتف نفسه.
وإبهام السيلفي حالة مرتبطة بوضعيات التقاط صور السيلفي المطولة تحدث بسبب تكرر أذية انضغاط نفس الوتر، تشبه أذية التهاب غمد الوتر دو كرفان وتتمثل بألم في مناطق مشابهة ويؤدي حجم الهاتف المحمول بالنسبة إلى يد المستخدم دورًا في تطور الإصابة إذ أصبحت بعض الهواتف الذكية أكبر من سابقاتها مع شاشات عرض أكبر، ما يؤدي إلى زيادة حالات التهاب غمد الوتر.
ويعتمد تشخيص داء دو كرفان على التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي، وتجرى بعض الاختبارات الضرورية المساعدة على التشخيص كاختبار فانكلستاين وإيتشوف واختبار WHAT (فرط ثني المعصم وإبعاد الإبهام) وتسبب رجفة هبوط الإبهام المفاجئة في اختبار Finkelstein ألمًا في منطقة الناتئ الإبري الكعبري، ينتج الألم في اختبار Eickhoff في نفس الموقع من حركة المعصم باتجاه عظم الزند في أثناء تثبيت الإبهام إلى الأصابع.
ويبدأ العلاج المحافظ لداء دو كرفان بالراحة والحد من الحركة المتكررة وإعطاء أدوية مضادات الالتهاب وربما استخدام جبيرة الإبهام، وقد يساعد حقن الكورتيكوستيرويد عند فشل العلاج المحافظ. يعالج تحرير غمد الوتر جراحيًا في الحالات المزمنة.
4-الإصبع الزنادي أو إبهام الزناد:
ينتج التهاب غمد الوتر المضيق أو الزنادي في الأصابع أو الإبهام عن تثخن غمد وتر العضلة القابضة أو تثخن عقدي في وتر العضلة القابضة نفسه، تشيع إصابة الأصابع عند البالغين، أما عند الأطفال يصاب الإبهام بالدرجة الأولى، ويعرف الإصبع الزنادي في المناطق التي يقضي فيها الناس وقتًا طويلًا في لعب ألعاب الفيديو واستخدام أجهزة الهاتف المحمول للمراسلة باسم التهاب الوتر بسبب الرسائل النصية، وقد تساهم زيادة استخدام الهاتف المحمول وأجهزة الألعاب في تفاقم معدل انتشار هذه الحالة.
يعاني المرضى عادة ألما وصعوبة في بسط الإصبع المصاب، قد يترافق الألم بإحساس فرقعة أو أسر في الإصبع المحجوز في وضعية الثني ويعتمد تشخيص الإصبع الزنادي على التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي، تشمل الموجودات السريرية غالبًا مضضًا وألمًا فوق عضلة البكرة واحتباس الوتر عند عطف الإصبع وبسطه، وقد نلاحظ عقدة ملموسة وقد لا نلاحظها.
