في الحادي والعشرين من شهر مايو الماضي، كان العالم أجمع على موعد مع وقفة مصرية حاسمة، بعدما نجحت الجهود الدبلوماسية المصرية وتوجيهات من القيادة السياسية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار متبادل ومتزامن في قطاع غزة؛ على أن تقوم مصر بإيفاد وفدين أمنيين لتل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
ويضاف وقف إطلاق النار إلى العديد من الخطوات التي اتخذتها مصر لتعود لدورها المحوري الفاعل في كل القضايا الإقليمية، فبعد الإنجاز الذي تحقق على الأراضي الليبية، ونجاح مصر في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين والجمع بين الفصائل المختلفة والتوصل إلى مواقف وسطية تسهم في نسج آفاق جديد للحل السلمي في ليبيا، وهي الجهود التي تكللت بإجراء انتخابات لتشكيل حكومة ومجلس رئاسى حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.
ونجاحات الدبلوماسية المصرية دائما ما تلقى إشادات دولية من كل دول العالم، فبعد نجاح الوساطة المصرية في التوصل على تهدئة شاملة في قطاع غزة، بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على العديد من المدن الفلسطينية وقطاع غزة، توالت ردود الفعل الدولية حول الموقف المصري
بايدن يشكر مصر
ففي البداية، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود المصرية، التي بذلت من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشاد بايدن بدور مصر وعبر عن امتتانه للرئيس السيسي والمسئولين المصريين لقيامهم بدور كبير في هذه الدبلوماسية، مضيفا: "نحن ملتزمون بالعمل مع الأمم المتحدة من أجل توفير المساعدات الإنسانية لإعادة بناء غزة"، موضحا أن مصر ودول أخرى بذلت جهودا مهمة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهناك فرص لإحراز تقدم.
من جهتها، رحبت الرئاسة الفلسطينية، بخطوة إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأشادت بالجهود التي بذلتها الأشقاء في مصر، والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتحقيق ذلك.
وفي ذات السياق، رحبت دولة الكويت، بالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، مشيدة بجهود مصر التى اضطلعت بدور مهم في عملية الاتفاق.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الكويتية، أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه يعد خطوة في طريق حقن دماء الفلسطينيين وإنهاء العنف الذى تتحمل مسؤليته سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وشددت الخارجية الكويتية على أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة يتطلب تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وضمان التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بها وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
اليابان
من جانبها، رحبت حكومة اليابان بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، كما أعربت عن احترامها وتقديرها لجهود الوساطة من قبل الدول المعنية بما في ذلك مصر والولايات المتحدة.
وأكد وزير الخارجية الياباني موتيجي توشيميتسو، أن حكومة اليابان تأمل في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى الاستقرار طويل الأمد في المنطقة بما في ذلك القطاع، ولفت توشيميتسو، إلى أن اليابان بذلت جهودًا دبلوماسية من أجل تهدئة الوضع بالتعاون مع المجتمع الدولي، وستواصل العمل نحو بناء الثقة بين الأطراف المعنية، كما أنها عازمة على لعب دورٍ نشط، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة ومساعدات إعادة الإعمار.
كوريا الجنوبية
وعلى صعيد متصل، أشادت الحكومة الكورية الجنوبية بالاتفاق على وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة المجتمع الدولى، مثمنة دور مصر التى اضطلعت بدور مهم في عملية الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في تصريح أوردته وكالة كوريا الجنوبية يونهاب، إن الحكومة الكورية الجنوبية رحبت بالاتفاق بين إسرائيل وفلسطين على وقف إطلاق النار، وتقدر تقديرا عاليا أدوار الدول المعنية مثل الولايات المتحدة ومصر التى اضطلعت بدور مهم في عملية الاتفاق.
بريطانيا
في حين أكد رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، ترحيبه بوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة برعاية مصرية، وقال جونسون: "بريطانيا ترحب بالتهدئة في غزة"، مشددًا على أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضى قدمًا".
فرنسا
وأشادت فرنسا بدور مصر "الأساسي" في تحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، داعية إلى إطلاق عملية سياسية حقيقية بين الطرفين، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "أرحب بوقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ الليلة الماضية" مشيدا بـ"الدور الأساسي لمصر" في تحقيق ذلك. وشدد على أن "التصعيد في الأيام القليلة الماضية يؤكد الحاجة إلى إعادة إطلاق عملية سياسية حقيقية بين الطرفين".
وأضاف " لودريان " أنه يجب استمرار التهدئة الآن "من خلال ترتيبات مستدامة لوقف إطلاق النار" و"السماح بإعادة تدخل إنساني" خصوصا في غزة، وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بـ"الدور الأساسي الذي لعبته مصر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، ولفت إلى أن وقف الأعمال العدائية هذا هو "ثمرة جهود دبلوماسية جماعية لأوروبيين وأميركيين والعديد من الدول العربية" من بينها مصر.
اليونان
في السياق ذاته، أعلنت الخارجية اليونانية ترحيبها بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين بقيادة مصر، وقالت الخارجية اليونانية نأمل أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
المفوضية الأوروبية
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فرحبت باتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية بين إسرائيل وحركة حماس، وحثت الجانبين على تعزيزه.
اتفاقات الهدنة والقانون الدولي
وفي هذا الشأن قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، إن مصر اهتمت بجهود الوساطات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العقد الاخير، من أجل إنهاء الاقتتال بين الطرفين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو مدينة القدس، وتُعد الجهود المصرية الحثيثة الجارية من أجل إقناع الطرفين بوقف إطلاق النار، وتهيئة أفضل الظروف الميدانية والسياسية للتوصل لتهدئة طويل الأمد، مثالا حيًا في ذلك السياق.
وأكد "سلامة" في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن من أبرز الجهود المصرية في سياق جهود وقف الاقتتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 2012، فبمساعدة دولية، حينئذ، نجحت الجهود المصرية الحثيثة، في التوصل إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، وذلك يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2012، وكان الاتفاق نص على أن توقف إسرائيل كافة الأعمال العدائية على قطاع غزة برا وبحرا وجوا بما في ذلك الاجتياحات واستهداف الأشخاص، وفي المقابل تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل العمليات العدائية من غزة تجاه إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات.
وتابع: "ومؤخرا لعبت الوساطة المصرية الدور الرئيسي في المفاوضات التي تكللت بوقف النار بعد 11 يومًا من تصعيد عسكري هو الأعنف بين الطرفين منذ عام 2014، وبعد جولات مكوكية قام بها مسئولون أمنيون مصريون، عقدوا لقاءات مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ناقشوا خلالها احتواء التصعيد والاتفاق على هدنة ووقف النار، وبعدها يمكن مناقشة الخلافات والملفات العالقة التي تسبب التوتر والتصعيد".
وأوضح "سلامة" أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أرسل وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل من أجل دعم وقف إطلاق النار ومتابعة إجراءات تنفيذه والضمانات المتبادلة بين الطرفين والإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
وشدد سلامة على أن الوساطة المصرية هدفت لتحقيق أهداف إنسانية فقط ولم تهدف لتحقيق مآرب مصرية محضة حيث ركزت الوساطة المصرية على حماية الأرواح أولًا، ومنع العنف والتصعيد ووقف النار واستدامته ووقف أي استفزازات في القدس.
ولفت سلامة في ختام تصريحاته لـ "البوابة" إلى أن المجتمع الدولي شهد شهادة عدل سواء دول أو منظمات دولية على حكمة وفاعلية القرار المصري الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التدخل المصري لأجل لإنهاء الاقتتال في فلسطين وضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية".
خبراء ومحللون: التحركات الأخيرة أظهرت الدور المحوري لمصر إقليميًا ودوليًا
المحلل السياسي، وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قال إن الجهود المصرية التي توجت بوقف العدوان على غزة والتوصل إلى التهدئة هو جهد مشكور من مصر، وبدون أدنى شك منذ اللحظة الاولى وكما في كل عدوان إسرائيلي على شعبنا تتحرك مصر من اجل وقف العدوان وتستخدم كل ما لديها من امكانيات لكبح الجنون والوحشية الإسرائيلية.
وأضاف "العوض" في تصريحات خاصة لـ "البوابة" أنه في العدوان الاخير حيث تجلت الملحمة البطولية لشعبنا الفلسطيني في القدس والضفة والدخل الفلسطيني وقطاع غزة فقدم ملحمة رائعة لشعب موحد له هدف واحد يتمثل في ازالة الاحتلال، وهذه الملحمة اكدت من جديد على مكانة القضية الفلسطينية كما اكدت على مركزية الدور المصري اقليميا ودوليا هذه المكانة التي اجازت مصر التعامل على أساسها وما رست كل الضغوط عبر شبكة علاقاتها الدولية والاقليمية الست إلى وقف العدوان وبذلت وما زالت جهودا لعدم استئنافه خاصة وان مسببات الموجه الاخيرة ما زالت قائمة من اعتداءات على شعبنا في القدس لذلك مصر تعمل على تثبيت وقف إطلاق النار عبر وقف الاعتداءات على شعبنا الفلسطيني هذا الدور الذي لا يمكن اعتبار مصر فيه وسيطًا بل أكثر من ذلك مصر تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وحاضنة للقضية الفلسطينية منذ نشأتها وقد اثبتت ذلك، بدماء وتضحيات ابناءها وعطاء الشعب المصري الشقيق الذي لم ينضب.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن الجهود المصرية تواصلت بالمبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، وهذه مبادرة تعكس احتضان مصر الشعب الفلسطيني تقف إلى جانبه بالسراء والضراء ففي الوقت الذي كانت حمم الصواريخ تتساقط على رؤوس الأمنين وتهدم بيوتهم وتشردهم أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ان مصر لن تتخلي عن الشعب الفلسطيني وسترعى عملية اعادة اعمار ما دمره العدوان على غزة.
وتابع: "ما قامت به مصر خلال العدوان ومن ثم ارسال اسطول من الاليات لإزالة الركام واسطول من الاغاثة العاجلة ونقل الجرحى هذا كله ليس جديدا على مصر انه استمرا لدورها الذي نقدره ونحترمه ونشكر مصر عليه، ورغم ما قدمته مصر في هذا المضمار ما زالت عجلة الاعمار ام تبدء بعد وكثير من الدول التي ابدت استعدادها للمساهمة في ذلك بدأت تتراخى لذلك لا بد من مواصلة الضغط على هذه الدول حتى لا تترك هذا العبىء على مصر وحدها المطلوب من كل العالم ان يساهم في اعادة الاعمار خاصة وانه في كل مرة يفشل في لجم إسرائيل بعدم تكرار جرائمها واعادة تدمير ما يتم اعماره.
وبسؤاله عن تطور الوساطة المصرية وإمكانية التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، أكد "العوض" أنه كما اشرنا سابقا اكدت ملحمة الشعب الفلسطيني ان جوهر القضية الفلسطيني لا يتمثل في اعادة الاعمار أو مساعدات إنسانية وتحسين ظروف معيشية والبحث عن حلول اقتصادية رغم الحاجة لها، انما جوهر القضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال والزام دولة الاحتلال بالانصياع للشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار ١٩٤، لذلك اعتقد ان مصر ستتحرك وهي تفعل للبناء على هذا الزخم الذي تجلى بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة اهدافه والتضامن العربي والدولي الواسع مع القضية الفلسطينية من اجل إطلاق عملية سياسية تقود لإنهاء الاحتلال وتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه.
وشدد المحلل السياسي على أهمية الدور المصري في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، مشيرا إلى أنه منذ اللحظة الاولى للانقسام قبل ١٤ عام كلفت الجامعة العربية مصر برعاية حوار فلسطيني يفضي لإنهاء الانقسام، مصر بدورها استضافت عشرات للفصائل الفلسطيني خاصة حركتي فتح وحماس ورعت أكثر من اتفاق لإنجاز المصالحة، بمعنى ان مصر رعت الحوار وافضى لاتفاقات سواء عام ٢٠١١ أو ٢٠١٧ أو حتى مطلع ٢٠
٢١ لكن للأسف المعيقات في التنفيذ اما يتم التوصل له هي فلسطينية تتحلى فيها الاجندات الفئة الحزبية والدخلات الخارجية التى تغذي حالة الانقسام.
وأكمل: "بعد العدوان على غزة وهبة القدس استأنفت مصر جهودها واصطدمت هذه الجهود بذات العقبات والمصالح الحزبية برايي ان استمرار ذلك سيفقد القضية الفلسطينية الزخم الذي تحقق كما يمكن ان يمس مكانة ودور مصر في حل هذا الملف، لذلك من الضروري ان يكون الدور المصري أكثر حسما وضغطا على الاطراف الفلسطيني التي تستمرأ المماطلة والتسويف ومحاولة افقاد هذا الزخم من محتواه ومحاولة توظيفه لمصالح حزبية، الجهود المصرية متواصلة ومستمره بصر وطول نفس وحرص شديد على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام باعتباره مصلحة وطنية فلسطينية وقومية أيضا.
من جانبه، اللواء نصر سالم، الخبير الاستراتيجي، إن سياسة الخط المستقيم التي اتبعتها مصر منمذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بكل القضايا، فلم يكن لسياسة مصر أجندات بعينها سوى الصالح القومي والصالح الوطني، ومن هنا رأينا دول العالم أجمع أشادت بسياسات مصر في التعامل مع القضايا الإقليمية.
وأضاف "سالم" في تصريحات خاصة لـ "البوابة" أن مصر انتهجت سياسة تقوم على مجموعة من الثوابت أهمها أن لا تعتدي على أحد ولا تهدد أحد، ولا تنتظر شيء من أحد،وبالنظر إلى سياسات الدول والمنظمات الدولية بعد 30 يونيو نرى أن الكثير من الدول والمنظمات قاطعت مصر، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والأفريقي وغيرها من الدول، إلا أن هذه الدول والمنظمات سرعان ما راجعت موقفها وتراجعت عن هذه القرارات غير الصائبة، وعادوا لإجراء اتصالات مع مصر وأعادوا العلاقات الدبلوماسية مع مصر وكل ذلك يدل على صلابة الموقف المصري.
وتابع: " أنظر إلى تركيا وقطر كيف وقفوا ضد مصر، وكانوا ضد مصر على خط مستقيم، ومن هنا نقول أن هذه الدول هي من عادت الآن وراجعت موقفها، لان مصر لها خط مستقيم لم تغيره ولم تعدله، وتعامل مصر مع القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ينبع من أهداف قومية ووطنية وليس لها مطلب ومصالح خاصة، وقضيتنا مع الفلسطينيين تهدف على إعادة الحقوق الفلسطينية، وموقف مصر من القضية الليبية تهدف إلى الحفاظ على دولة ليبية موحدة ويحكمها الشعب الليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية، وقضيتنا سوريا هي أن السوريين هم أحق من يحكم هذه البلاد، وألا يحكم سوريا غير السوريين بعيدا عن النفوذ الأمريكي أو الروسي أو التركي".
وشدد الخبير الاستراتيجي على أن المتابع للواقع العربي يرى أن كل الظروف تغيرت ومصر هي الثابت الوحيد، والدولة الوحيدة التي حافظت على مواقف متوازنة مع كل الدول المحيطة، وإذا نظرنا إلى القضية اليمنية على وجه التحديد نجد ان مصر حافظت على مسافة متوازنة مع دول التحالف العربي وكذلك مع جماعة الحوثي، والحكومة اليمنية، وكذلك في السودان نجد ان مصر في ظل التناحر بين شمال وجنوب السودان حافظت مصر على مسافة آمنة من جميع الأطراف، ونظرة مصر إلى القضايا نظرة عادلة لا تريد أن تجير على حق أحد، ولا تقبل أن يعتدي أحد على حقها، وهو ما اجبر الدول الكبرى وكذلك ادول الإقليمية، ولعل أكبر دليل على ذلك تغير الموقف الأمريكي مع مصر بعد التدخل بقوة لدعم القضية الفلسطينية، انظر إلى بايدن كيف غيرت من نظرته للموقف المصري بعد العدوان الأخير على غزة ووقوف مصر بجانب الشعب الفلسطيني".