أعلن الجيش العراقي، اليوم الاثنين، انطلاق عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم داعش في مناطق الصحراء الممتدة بين محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، جاء ذلك في بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع العراقية)
ووفق البيان فإن تم إطلاق اسم (أسود الجزيرة 2) على العملية العسكرية التي تعتبر المرحلة الثانية من عملية أسود الجزيرة التي انطلقت مع بداية الشهر الماضي، وأعلنت وقتها قوات الأمن العراقية مقتل واعتقال عدد من عناصر التنظيم وتدمير مواقع ومصادرة أسلحة تعود للمسلحين.
كما أشار البيان إلى أن العملية العسكرية تنفذها قيادات العمليات المشتركة في محافظات الأنبار(غرب) وصلاح الدين ونينوى(شمال) والمتالفة من الفرق العسكرية الماسكة للارض إضافة إلى قطعات من الحشد الشعبي والعشائري والشرطة الاتحادية وبإسناد من طيران الجيش.
من جانبه قال هشام العلي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن العمليات الحالية للقوات المشتركة جائت كرد فعل على الهجمات الانتحارية التي طالت بغداد خلال الشهور الأخيرة وخلفت العشرات من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين، إضافة إلى زيادت وتيرة هجمات المسلحين في مناطقة كركوك وديالى وصلاح الدين وطرقها الرئيسية المعروفة باسم مثلث الموت.
وأضاف العلي في تصريحات لـ"البوابةنيوز"، أن أعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على مسلحي داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.
يجب التنويه إلى ان مسلحي تنظيم داعش يستثمرون دائما المشكلات والأزمات السياسية في البلد لطرح عملياتهم كبديل امام الراي العام خصوصا وأن الراي العام السني يشعر بالاضطهاد بسبب الأزمات والاحداث المتراكمة التي واجهها البلد منذ احتلال العراق واسقاط حكومة ما قبل 2003م.
وأشار، إلى أن الفقه العسكري للعصابات يعتمد على شن عمليات متفرقة ضد القوات النظامية ولفترات طويلة تستمر لأشهر أو ربما لسنوات من اجل التاثير على التوافق النفسي للقوات النظامية حيث تقوم العصابات بتعرض واسع لاحتلال مدن باكملها أو مناطق حيويه أو مؤسسات مهمة حال شعرت بان الوضع النفسي للقوات النظامية قد انهار بفعل الضربات التي يشنها المسلحون.
وتابع: أن الصراع لانتزاع المبادءة يعتمد على شن القوات النظامية عمليات مكثقة هدفها الاستباق والردع من اجل ارباك المسلحين وامتصاص زخم هجماتهم وإفشال خططهم المستقبلية ما يصب أخيرًا في الحفاظ على المبادئ إضافة إلى الحفاظ على التوافق النفسي للقوات النظامية وهو ما تفعله القوات المشتركة العراقية وتحاول تنفيذ متطلباته من خلال العمليات الاخيرة ومنها عملية اسود الجزيرة موضوع البحث.
وأكد "العلي"، أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات العراقية يجب أن تستمر على المدى الطويل من أجل عدم السماح للمسلحين باستعادة تنظيم صفوفهم خصوصًا مع الأحداث المنفلتة في سوريا والتي تشترك مع العراق بحدود تزيد على 600 كم يستغلها المسلحون للتنقل بين البلدين.
