الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هايتس بريطانيا القطامية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أواخر الشهر الماضى عقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قرانه، على خطيبته كاري سيموندز، في "حفل بسيط أشبه ما يكون سريا"، شهد الحفل تفاصيل غريبة على بلادنا تحدث عنها الإعلام البريطاني.
وذكرت صحيفة "الصن" البريطانية أن جونسون المعروف بحياته العاطفية الحافلة، والبالغ 56 عاما، تزوج من سيموندز البالغة 33 عاما في كاتدرائية ويستمنستر الكاثوليكية.
وأقيم حفل الزفاف بشكل بسيط في الحديقة الخلفية لمكان إقامة رئيس الوزراء في داوننج ستريت، على النجيلة، وبديكور بسيط للاحتفال، في حضور 30 شخصا فقط من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، وفرقة موسيقية بريطانية عادية.
ووفقا لصحيفة "الصن" استمر الحفل حتى الواحدة فجرا، حيث تفاعل الحضور مع غناء الفرقة البريطانية، وجلسوا حول نيران للتدفئة.
وشهد حفل الزفاف الصغير عدة مفارقات، من بينها قرار كاري بتأجير فستان زفاف لاستخدامه خلال الحفل فقط ثم إعادته.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن كاري استأجرت فستان زفاف لمصمم معروف، مقابل 60 دولار فقط، كي لا تنفق مبلغا باهضا على يوم واحد فقط.
وقالت الصحيفة إن الفستان يبلغ سعره الحقيقي 4 آلاف دولار، لكنها استأجرته من موقع "ماي ووردروب أتش كيو" المختص بتأجير فساتين الزفاف، مقابل 60 دولارا فقط ليوم واحد.
ونشر الزوجان الصورة الأولى لهما من الزفاف، حيث ظهر الاثنان في الحفل البسيط، وكاري مرتيدة فستانها المستأجر، بينما ارتدى جونسون بدلة بربطة عنق زرقاء.
وقد أشارت صحيفة "مترو" إلى أن العروس ارتدت بحفل زفافها فستان أبيض مطرز بأكمام طويلة ورقبة عالية.
وصمم فستان العروس، المصمم اليوناني، كريستوس كوستاريلوس، وهو حاليًا متاح بأحد المحلات التجارية بجميع المقاسات.
في نفس التوقيت كان هناك فرح آخر على ضفاف النيل كانت تكلفة فستان العروس فيه مع طاقم الألماظ الخام وفقا لما تردد عدة ملايين من الدولارات، بس !!
أما تكلفة الفرح فقد بلغت عدة مئات من الملايين وصلت بها بعض المصادر إلى نحو ربع مليار جنيه !!
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الفرح اقيم في احد قصور المرشدى بالقطامية هايتس، وقاعة الفرح استمر بناؤها نحو 3 شهور حتى تتسع لعدد 9 آلاف معزوم (في عز الحظر)، وديكورات الفرح أشرفت عليها شركات عالمية متخصصة في هذا المجال ونالت عن عملها المتميز 3 ملايين دولار.
وكان نجوم الغناء بالفرح اربعة، حصل راغب علامة على أجر 65 ألف دولار، بينما حصلت نانسي عجرم على 60 ألف دولار، بينما حصل تامر حسني على أجر 400 ألف جنيه، في حين كان أقلهم أجرًا المطرب الشعبي حمو بيكا والذي بلغ أجره 35 ألف جنيه.
وكانت تجهيزات الفرح من أكل ولبس وهدايا وخلافه مستوردة من أشهر الأماكن والعلامات التجارية العالمية ووصلت يوم الفرح.
وتزول الدهشة والعجب عندما نعرف أن العريس هو أحد ملاك بنك أجنبي في مصر أما العروس فهى ابنة مستثمر عقاري معروف، وعضو في مجلس نيابي.
ولأوجه طبعا للمقارنة مع حفل رئيس وزراء بريطانيا لأنه بالطبع "مش من مستوانا".
فرح القطامية الأسطورى حطم الرقم القياسى لما سمى زفاف القرن والمسجل باسم ابن ملك القمح والمستورد الاول للحكومة والذى تكلف بين 30 إلى 35 مليون جنيه بأسعار عام 2015 وقبل تعويم الجنيه.
وكانت الكاتبة الصحفية شهيرة النجار قد فضحت هذا السفه في بوابة الفجر، حيث تم حجز فندق فلسطين بالكامل و80 حجرة بالفور سيزونز لمدة يومين لاستيعاب المدعوين.
واختم بالزفاف الذى وصفته الغالبية بأنه رابع زفاف أسطورى في آخر 15 عامًا شهدتها مصر، والأول من بعد ثورة يناير، به هذا الكم من الإنفاق.
صاحب الفرح وهو والد العريس صلاح أبودنقل، اسم لا يعرفه المصريون وهو من ذوى المليارات ولكن غير الظاهرين في الصورة إلا آخر ثلاث سنوات عندما قرر أن يظهر للأضواء ويلعب سياسة ويشارك في حملة الانتخابات للرئيس السيسي الأخيرة، صلاح أبودنقل أكبر مستورد للقمح والذرة وفول الصويا من روسيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل، يستورد ويورد للحكومة المصرية رأسا، أقل مركب يستوردها بها على الأقل 80 ألف طن وطول عمره من التقال فوق العادة غير المعروفين.
ديكور الفرح كان من وراء العقل، استيج من الزجاج تحته ماء وورد، ورد من خارج مصر، بوفيهات لم تحدث من قبل، بودى جاردات وأطقم حراسة استحضار طاقم كوافير محمد الصغير من الإسكندرية والقاهرة كاملًا لمدة يومين للعروس والأقارب، أما النمر فرقة لبنانية تتقاضى 40 ألف دولار قامت بعمل الزفة وتقدم ما بين كل نمرة وأخرى عروضًا استعراضية من أسبانيا واليونان ودول العالم بملابس تلك الدول، ثم راغب علامة الذى يتقاضى 100 ألف دولار بالغرفة والإقامة له ولفرقته والطيران، ونفس الأمر تم مع نانسى عجرم التى تحصل على 50 ألف دولار، ثم دينا الراقصة والتى تتقاضى في زفاف بالقاهرة 29 ألفًا وبالإسكندرية الضعف وأخيرًا حكيم 50 ألف جنيه مصرى وكانت نمرته الساعة السابعة صباحًا لينتهى الزفاف في ضحى اليوم التالى.
الزفاف كان به على أقل تقدير 3000 مدعو من مصر والعالم!!
والسفه في الانفاق في المناسبات والحفلات والأفراح في مصر يمكن تفسيره من خلال كتاب يحمل اسم "الثروة في مصر" من طوبار إلى أحمد عز، كان موقع أبوظبي - سكاي نيوز عربية قد انفرد بنشره عام 2012.
ويرصد كتاب "قصة الثروة في مصر" الصادر عن دار ميريت للنشر للباحث والكاتب الصحفي د. ياسر ثابت، أسرار الثروة في مصر على مدى فترة زمنية تمتد من نهايات القرن الثامن عشر حتى وقتنا الحاضر، ويقدم مرجعًا موثقًا لا غنى عنه لكل من يهتم بتاريخ مصر المعاصر.
في مقدمة كتابه، يقول ثابت: "عن ستة حروف يتحدث هذا الكتاب: الثروة. هذه الحروف الستة حكمت مصر، وحركت الأحداث مثل مسرح العرائس، وأقامت نهار المحروسة، ولم تقعد ليلها حتى الآن".
بداية، يشير المؤلف إلى أن الأغنياء الحقيقيين في مصر أشباح بلا أسماء، وبعض الأغنياء البارزين واجهات لآخرين، أو أن أرقام ثرواتهم مكذوبة. كما يوضح أن معظم الأغنياء المصريين، أو من أصول مصرية، حققوا أموالهم في أسواق غير منتجة أو بأسلوب اقتناص الريع، وتداول الأصول المعروضة بدلًا من الإنتاج.
ولأن المال بوصلة تدل على الثروة أو تقود إلى الثورة، فقد انصب اهتمام المؤلف على أنماط جمع الثروات، وربط صعود رجال المال والأعمال أو هبوطهم بالظروف الاقتصادية والسياسية العامة. قد نلاحظ أن الثروة بدأت بالحرف والمهن التجارية كما هي الحال مع اول مليونير مصرى الشيخ حسن طوبار، الذي قاوم الحملة الفرنسية بشراسة، ثم نامت في أحضان السلطة والنفوذ كما يتضح مع محمد على باشا، قبل أن تجد طريقها إلى مفهوم ميراث العائلة كما نجد في أمراء العائلة المالكة على اختلاف توجهاتهم. وحين وقعت ثورة 23 يوليو 1952، زحفت الثروة مع النفوذ إلى عدد من قادة الضباط الذين خرجوا من الثكنات العسكرية إلى المكاتب الوثيرة.
ومع بدء عصر الانفتاح الاقتصادي، حدث انقلابٌ جديد أعاد ترتيب الطبقات الاجتماعية والاقتصادية بشكلٍ أربك البعض وأسعد البعض الآخر. وفي العقدين الأخيرين، لم تعد الثروة تعني بالضرورة نشاطا تجاريا أو استثماريا بقدر ما يمكن أن تدل على ارتباطٍ بدوائر النفوذ أو نجاح في صفقة ما لها صلة بالحظوة أو الاحتكار، بدءًا بتسقيع الأراضي، ومرورًا بالمضاربات على العقارات أو المضاربة في البورصة، والتلاعب في مواد الغذاء أو البناء، وانتهاء بالقرى السياحية وتراخيص المحمول.
هذا الربح السهل والسريع للمال، صنع فريقا من الأثرياء الجدد ممن وصلوا إلى الثروة عبر المصاعد الكهربائية، تاركين للمكافحين سلالم الدرج. أثرياء وطنُهم الوحيد هو الربح ولا شيء سواه.
وإذا كان مصطلح "القطط السمان"، الذي كان أول من أطلقه رفعت المحجوب أيام كان السكرتير العام للاتحاد الاشتراكي، يشير إلى الإثراء السريع مع شبهة فساد، فإن اختيار "الأرنب" في المصطلح الشعبي يعود إلى ما هو معروف عن هذا الحيوان من سرعة التكاثر. بل إن رجل الشارع تداول أيضا مصطلح "ورك أرنب" للإشارة إلى مبلغ مائة ألف، واكتفى بأن يكون "الأستك" رمز الألف جنيه.
 أما "الفيل" فإن ضخامة حجمه كانت أبرز مؤهلات اختياره للدلالة على المليار.
كتاب "قصة الثروة في مصر"، الذي يقع في 482 صفحة، مرجع بالغ الأهمية لكل من يحاول فهم وتحليل أسباب سفه اغنياء مصر، واستشراف مستقبل مصر المظلم في القرن الحادي والعشرين.