السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دروس من تاريخ مصر الحديث والمعاصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تاريخ مصر الحديث والمعاصر (منذ تولي محمد علي باشا حُكم مصر سنة ١٨٠٥) محطات مضيئة شهدت فيها البلاد انجازات كبيرة في جميع المجالات. وهناك شبه اجماع علي ان هناك ثلاث حقب تاريخيه قد شهدت نقلة نوعية كبيرة في معدلات التنمية والاهتمام بالتعليم والصحة والخدمات العامة وبناء جيش قوي، وازداد فيها نفوذ مصر وسيطرتها علي مجريات الاحداث في منطقة الشرق الأوسط، وهي حقب محمد علي باشا، وجمال عبد الناصر والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
اولا: حقبة محمد علي باشا،
تولي محمد على باشا الحكم في ظروف معقدة للغاية سنة ١٨٠٥. كانت مصر ولاية عثمانية تعاني من الفقر والجهل والمرض. حاول محمد علي باشا تحديث مصر فى كل المجالات، وأراد أن يبني دولة عصرية على الطراز الاوروبي. اهتم بالتعليم وقام بارسال البعثات العلمية الي الخارج، واستدعي خبراء من الدول الاوربية خاصة من فرنسا و ايطاليا. استطاع محمد علي ان يؤسس جيش قوي واسطول بحري متطور بمقاييس ذلك العصر. اهتم بالتعليم وأنشأ مدارس عليا مثل مدرسة الطب والمهندس خانة وغيرها. كما قام محمد على باشا بتطوير نظام الرى و الزراعه، وساعد ذلك علي انتاج محاصيل زراعيه للتصدير، مما احدث تحولًا كبيرًا فى الاقتصاد المصرى. فى نفس الوقت تبني فكرة اكتفاء مصر الذاتى و اعتمادها على نفسها لضمان استقلالها.
نجح محمد علي باشا في انشاء جيش قوي بقيادة ابنه ابراهيم باشا، واراد السلطان العثماني استغلال جيش محمد علي في اخماد الثورات التي كانت تندلع في كل ارجاء الدولة العثمانية. استطاع الجيش المصري ان يحقق انتصارات كبيرة في الحجاز والشام والاناضول، مما اثار حفيظة الاوربيين ضده. وفى سنة ١٨٢٧، استعان السطان العثماني باسطول محمد علي لضرب الثورة في اليونان، اتفقت القوي العظمي (روسيا و انجلترا وفرنسا) على ضرب الاسطولين المصرى و التركى في معركة نافارين البحرية والتي انتهت بهزيمة الاسطول المصري. وفى سنة ١٨٣٢، حقق ابراهيم باشا انتصارات عظيمة في الشام، وواصل زحفه في الاناضول حتي استولى على كوتاهيه و قرب من دخول اسطنبول عاصمة الدوله العثمانيه، مما استدعي تدخل الدول الاوربية لوقف تقدم الجيش المصري ولمنع سقوط الدولة العثمانية علي يد ابراهيم ابن محمد علي. انتهى حلم محمد على التوسعى بتحالف دول اوروبا ضده و ارغموه على الانسحاب من الاماكن التي استولى عليها فى اسيا والاناضول فى مقابل ان تكون مصر ولاية مستقلة له واولاده من بعده، وتوفي محمد علي باشا سنة ١٨٤٩ بعد سجل حافل من الانجازات.
ثانيا: حقبة جمال عبد الناصر
قاد جمال عبد الناصر حركة الضباط الاحرار في ثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ والتي انهت حكم الملك فاروق آخر ملوك اسرة محمد علي باشا. في سنة ١٩٥٤، اصبح جمال عبد الناصر هو الحاكم الفعلي وقام بالسعي لتحقيق اهداف الثورة وأهمها القضاء علي الاستعمار واعوانه، القضاء على الاقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، تحقيق العدالة الاجتماعية، انشاء جيش وطني، واقامة حياة ديمقراطية سليمة. قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس سنة ١٩٥٦، مما ادي الي وقوع العدوان الثلاثي (انجلترا وفرنسا واسرائيل) علي مصر. خرج عبد الناصر بنصر سياسي مكنه من تحقيق زعامة داخل وخارج مصر، شملت افريقيا ومعظم دول العالم الثالث، واستمرت لمدة ١٠ سنوات علي الاقل. قام عبد الناصر ببناء السد العالي ومضاعفة الرقعة الزراعية، اهتم بالجيش وحصل علي سلاح من الكتلة الشرقية. اهتم بالتصنيع وانشأ الاف المصانع، اهمها مصانع الحديد والصلب والعزل والنسيج وغيرها. حقق نهضة في التعليم وجعله مجانيًا ومتاحًا للجميع وحقق معدل نمو كبير واصبحت مصر في عهده مركز قوة ومصدر تهديد كبير لمصالح القوي الكبري خاصةً الولايات المتحدة الاميركية وانجلترا وفرنسا. ارتكب عبد الناصر اخطاءً داخلية وخارجية اهمها التدخل بقوات عسكرية في حرب اليمن، وترك أمور الجيش في يد وزير دفاعه، كان ذلك كافيا للتخطيط للتخلص من عبد الناصر وضربه ضربه قاصمة، وهو ماحدث علي يد اسرائيل في ٥ يونيو ١٩٦٧. كانت الهزيمة هي النهاية الحقيقية لعبد الناصر رغم تمسك الشعب به، ورغم حرب الاستنزاف التي ارهقت اسرائيل، ورغم انه توفي يوم ٢٨ سبتمبر سنة ١٩٧٠. مات عبد الناصر ولكن الجيش المصري استرد كرامته وعزته بنصر اكتوبر سنة ١٩٧٣.
ثالثا: الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي،
تولي الرئيس السيسي قيادة البلاد في ٣ يونيو سنة ٢٠١٤، بعد فترة اضطراب سياسي وعجز اقتصادي وخلل اجتماعي أعقب ثورة ٢٥ يناير، وفي ظروف استثنائية أدت إلى قيام ثورة تكميلية في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ودعت الجيش الي التدخل. كان علي الرئيس السيسي مهام جسام تمثلت في تثبيت قواعد الدولة المصرية، واجراء اصلاحات اقتصادية، وبناء جيش قوي، والنهوض بالتعليم والصحة والخدمات العامة والمرافق. بناء عاصمة ادارية جديدة ومدن جديدة وطرق جديدة وجامعات جديدة بطول البلاد وعرضها، والنهوض بالزراعة والصناعة والتجارة وغيرها، وللحديث بقية.