السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مخلفات الفوضى وخفايا ٣٠ يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثل كل الأحداث الكبرى في تاريخ الإنسانية، فإن ثورة 30 يونيو غلفتها وأحاطت بها أسرار كثيرة، القليل منها تم الكشف عنه، والكثير لم يحن الوقت بعد للكشف عنه، غير أن أنصار محمد البرادعي لايزالون في المشهد رغم هروب مرشدهم من المسئولية في الوقت الخطر، ولايزال إنتهازي حقبة مبارك ومرسي يمارسون تنطعهم السياسي في نفس الوقت الذي إنفرط فيه عقد ٣٠ يونيو ولم يتأسس عليه حزب أو كيان ذلك لان جموع الامة التي خرجت كانت تستهدف استعادة مصر وتصحيح المشهد السياسي من عبث جماعات الإخوان وفيرمونت وشلة البرادعي.
وكان يجب ودعم بقاء تحالف 30 يونيو، الذي كان يجمع القوى السياسية المختلفة، متماسكا في مواجهة أي خلاف سياسي
وهكذا لم لم يكن الطريق إلى ٣٠ يونيو ميسرا وسهلا ولم تلعب الصدفة أي دور فقد كان مرسوما بدقة لدرجة أن المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري قال عبارته الشهيره بعد فوز الإخوان بالرئاسة أنه تم تسليمهم للشعب بل أن كثيرين كانوا على مايشبه اليقين أن عمرهم في السلطة لن يدوم أكثر من عام وكان كثير من الإخوان ورفاقهم قد أخذتهم العزة بالاثم تحت أوهام القوة والشرعية وخدعتهم جماعة فيرمونت وبعض سفارات جاردن سيتي وبعض القوي السياسية التي أيدتهم نكاية في الفريق أحمد شفيق وفي المقابل كانت جماعة تمرد تحشد الامة للتوقيع على آعادة الاعتبار للشرعية وكان الإعلام هو القاطرة التي قادت الشارع للتمرد على حكم الجماعة ولعبت الفضائيات الدور الاهم في التمهيد ل ٣٠ يونيو ولو فشلت تلك الثورة لكان معظم فرق التوك شو في زنازين الإخوان وبينما كان بعض أصحاب القنوات بداهنون الإخوان ويلتمسون منهم الرضي كان البعض الاخر يقاتلهم بشراسة لدرجة أن مرسي خرج يتوعدهم على الهواء وكانت غالبية القنوات تعمل ضد الإخوان ولكن ذلك لم يمنع بعض رجال الأعمال من التباهي بعلاقتهم الوطيدة بقيادات الإخوان والاجتماع بهم والاستعانة ببعض رموزهم في القنوات التي يمتلكونها وقد سارعوا بالالتفاف على الثورة بعد انتهاء حقبة الإخوان بل راحوا يزايدون على الثوار أنفسهم
يغدقون عليهم البرامج والسفريات والذي منه
ففى مارس 2013، بدأت حركة حازمون حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، بإغلاق أبواب المدينة بالحواجز الحديدية والحجارة، ومنعوا دخول العاملين ضيوف البرامج الحوارية، ما هدد بإلغاء البث المباشر للقنوات، ومن المناظر السيئة حينها بناء الحمامات في الشوارع.
وفى أبريل عام 2013، تم الاعتداء على المقر البابوى بالكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليعد أول اعتداء في العصر الحديث على المقر البابوى لأقدم كنيسة في الشرق ومن الخطايا الكبرى التى لم يتوقف كثيرون عندها، وهي ــ ام الخطايا بعد الإعلان الدستورى المشئوم في نوفمبر 2012، تلك الدعوة الرعناء التى وجهها الرئيس الإخوانى محمد مرسى لأنصاره للتجمع عصر يوم الجمعة التالى لإعلانه الدستورى، أمام القصر الرئاسى، لدعم ذلك الإعلان، وليلقى فيهم كلمة يتحدى بها وبهم جميع المصريين المعارضين، وفى 15 يونيو عام 2013، عقد مؤتمر نصرة سوريا في الصالة المغطاة باستاد القاهرة، وأعلن محمد مرسى خلاله قطع العلاقات تماما مع سوريا، كما ألمح بدعم الميليشيات المسلحة، دون اعتبار أن هذه القرارات خطر داهم على الأمن القومى المصرى.وقبل 30 يونيو بأيام قليلة، عين مرسى عادل الخياط محافظا للأقصر، والذى كان عضوا في الجماعة الإسلامية المنسوب إليها تنفيذ مذبحة الأقصر، عام 1997 والتى أدت لمقتل 58 سائحا، كما كان من ضمن المتهمين باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وذلك في أكبر تهديد لنمط حياة المواطنين اليومية، من مسلمين وغير مسلمين، وعدوانية وغطرسة في الخطاب السياسى الصادر من أصغرهم قبل أكبرهم.
وبدا واضحا للجميع غياب مفهوم الدولة الحديثة عن جماعة الإخوان المسلمين، وحلفائها، أو عدم الإيمان بهذا المفهوم، كما تظهر قدرا كبيرا من الغفلة، والقراءة بالتمنى أو القراءة الخاطئة للمؤشرات، وربما الغرور البالغ حد تصور القدرة على مواجهة مؤسسات القوة والأمن في مصر.وخلال ذلك ظهرت حركة تمرد الشهيره التي دعت إلى انتخابات رئاسية مبكرة.بدعوة المواطنين "تمرد" في يوم الجمعة 26 أبريل 2013 من ميدان التحرير، على أن تنتهي في 30 يونيو من نفس العام، وجمعت ٢٢ مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي.