- بـ"السلالم السماوية".. توفوليتي يواصل إبداعات دانتي ويخلد ذكراه
- الفنان الإيطالي يستلهم من "الكوميديا الإلهية" إبداعات جديدة تثري التراث العالمي
- حاول استكمال إبداع دانتي بعمل تماثيل ترمز لطريق الصعود إلى أعلى والخلاص من المشكلات
بأصابع فنية سعى الفنان الإيطالي موريزيو توفوليتي، لتقديم لمسة وفاء فينة لنظيره، ألييجري دانتي، وذلك بعمل عرض مختصر يكشف تفاصيل منحوتاته العالمية وتماثيله المبدعة التي ساهمت في ظهور خط فني جديد في الكثير من الفنون والإبداعات.
توفوليتي،الذي ينتمي لمدرسة النحت الأصيلة ذات الجذور اليونانية الهيلينية، ويتصدر قائمتها الفنان الشهير مايكل أنجيلو، حكى مسيرة دانتي،الذي نحت المجموعة العالمية الشهيرة "الكوميديا الإلهية"، وحرص على الاستلهام منها، مجموعة تماثيل جديدة تسمى "السلالم السماوية" لاستكمال ما بدأه دانتي.
منحوتات توفوليني تشبه في أشكالها الأشجار والنباتات، فهي لاصقة بالأرض منحنية في نموها ساعية إلى الصعود نحو أبعد نقطة ممكنة دون تعيينها.
ويقول توفوليتي في عرضه: "الكوميديا الالهية تراث عالمي ومرجع ثقافي لكل البشرية، وهذا التراث يتعلق بالإنسان عبر الزمن والثقافات مما يجعله عملًا عالميًا وفريدا من نوعه، تلك الكوميديا كانت مصدر إلهام في كل شيء في جميع الأوقات وسوف تستمر بلا شك كمنارة للبشرية والمبدعين، في مجال عباقرة فن النحت ولوحة مثل مايكل أنجلو ورودين على وجه الخصوص مستوحاة منه.
ووصف توفوليتي شعوره قائلا:" أن دانتي يستطيع بأعماله مرافقتنا طوال رحلة حياتنا في كل المواقف وجميع الحالات الذهنية التي نعبر فيها ونمر بها، ومن أجل توضيح عمله، بدأت بعمل الدراسات والنماذج على تماثيل دانتي الثلاثة والتي تسمى "ترانيم لاوس الثلاثة - الكوميديا الالهية" هذه التماثيل تحمل أسماء: الجحيم ومكان التطهير والجنة.
وتابع "مع هذه المنحوتات حاولت تنفيذ ونقل تفسير التفكير الشخصي والمعاصر على عمل دانتي، لكن ما لدي سعى بشكل خاص، هو اكمل استمرارية الإبداع والخيال التي حققها دانتي، لذلك تخيلت وقمت بعمل مجموعة تماثيل رابعة تكمل ما بدأه دانتي، هذه المجموعة تسمى الترنيمة الرابعة، الأمل".
التمثال الأول الجحيم، وهو العمل الأول لثلاثية دانتي عن الكوميديا الإلهية، والتي تحكي المراحل الثلاثة للرحلة التي رافقته فيها فيرجيل، التي قابلها استمرت معه حتى نهاية مرحلة التطهير.
ووفقًا لوصف دانتي، فإن تمثال الجحيم يجسد فوهة بركان على شكل مخروطي، وذلك بعد طرد لوسفير (كبير الشياطين) من الجنة، وهبوطه إلى الأرض، النحت يمثل الدوائر التسعة للجحيم ذات الشكل الحزوني ويجسد فم كبير الشياطين بوابة الجحيم.
أما تمثال التطهير أو المطهر، يعد الجزء الثاني من الكوميديا الإلهية لدانتي، ووفقًا لوصفه، فإن المطهر يشبه الجبل الذي تم صنعه من فوهة البركان بسبب سقوط كبير الشياطين (الذي يدعى لوسفير) على الأرض.
وبتسليط الضوء على هذه التماثيل، واصل الفنان الإيطالي توفوليتي مسيرة دانتي، وذلك بنحت تماثيل جديدة تمثل السلالم السماوية، والتي تعد الطريق للصعود إلى أعلى والخلاص من المشكلات والأزمات والتحديات وأيضا تماثيل الطريق إلى الجنة والحب الذي لا ينتهي، بهذه المجموعة الفنية يحاول الفنان الإيطالي مواصلة ما بدأه دانتي المبدع.
