رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، عن عمر يناهز الـ87 عاما، بعد معاناة مع المرض، وذلك في العاصمة البريطانية لندن، وفق ما أعلن مقربون منه في وقت سابق. ليتصادف أن يرحل في ذكرى ميلاده!
سعدي يوسف هو أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمسة الماضية، وأحد أبرز الأصوات الشعرية من حيث التجربة وغزارة الإنتاج، خاض حياة حافلة من الشعر والمعارك الأدبية، وينتمي إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بـ"الشعر الحر" أو "شعر التفعيلة"، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي.
ولد الشاعر الراحل في 13 يونيو 1934 واكمل دراسته الثانوية في البصرة، ثم تخرج في دار المعلمين العالية ببغداد عام 1954 وحصل على ليسانس شرف في آداب العربية؛ وفي أعقاب تخرجه عمل في التدريس والصحافة الثقافية، ثم غادر العراق في سبعينيات القرن الماضي، وتنقل بين عدة بلدان حتى استقر في المملكة المتحدة بداية من عام 1999؛ ومنذ بلوغه العشرينات من عمره بدأ إنتاجه الأدبي المتميز، فأصدر دواوين عدة نشرت في العراق ولبنان منها: القرصان (1952)، أغنيات ليست للآخرين (1955)، النجم والرماد (1960)، قصائد مرئية (1965)، بعيدًا عن السماء الأولى (1970)؛ واستمر في إنتاجه الشعري، لتصدر له الأعمال الشعرية الكاملة في أربعة مجلدات عام 2002 عن دار المدى في دمشق، والمجلد الخامس بعنوان "الخطوة الخامسة " 2003؛ وحصد عدة جوائز وتكريمات عربية وعالمية منها جائزة سلطان بن على العويس -والتى سحبت منه لاحقًا- والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافى من الجمعية الهلّينية، في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا. كذلك شغل منصب عضو هيئة تحرير مجلة "الثقافة الجديدة"، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي، وعضو هيئة تحرير مساهم في مجلة "بانيبال" للأدب العربي الحديث.
