لست ناصريًا لكنى أحترم وأُبجِل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لست ساداتيًا لكنى أُحب وأعشق الرئيس الراحل أنور السادات، لست مباركيًا ولم أنضم للحزب الوطني لكنى أُقدِر دور الرئيس الراحل حسنى مبارك في حرب أكتوبر وأُقدِر تسليمه السلطة للمجلس العسكري في ١١ فبراير ٢٠١١.. ومنذ ذلك التاريخ شعرنا أن "مصر" اختُطفت، ليست "مصر" التي نعرِفها، وامتلأت وسائل الإعلام بمراهقين شباب وسياسيين، في إحدى المرات دخلت في نقاش مع أحد هؤلاء المراهقون، تكلم هو (٣٠ دقيقة) كلام غير مسئول وغير واقعى بل غير عقلاني وتكلمت أنا جُملة واحدة وقُلت له نصًا: مصر محتاجة "زعيم" يِلم البلد ويجمعها نحوه، وقُلت له نصًا: "محمد على باشا" اختاره الناس وأضافوا له قوة رغم إنه كان مُجرد ضابط تابع للسلطان العثماني، "عبدالناصر" نجح في لم شمل الشعب وشعبيته فاقت الحدود، "السادات" رغم إنه كان أضعف أعضاء مجلس قيادة الثورة لكنه حارب وانتصر وأعاد الأرض وأصبح زعيمًا.
لذلك كُنت منذ انتهاء المرحوم عمر سليمان من إلقاء بيان التنحي في مساء ليلة ١١ فبراير ٢٠١١ أقول (مصر محتاجة زعيم)، وبصراحة: كنت أبحث عن هذا الزعيم، أنظر في وجوه وأفكار السياسيين لا أجده، أتمعن في تصرفات وسلوكيات الشخصيات العامة لا أجده، حاولت البحث وانتهيت إلى أن "الزعيم المنتظر" لم يظهر بعد، كانت "مصر" تُعانى ومأزومة ومجروحة وتتألم وتنزِف دمًا ولا تجد من يداويها، فقد انقض عليها الخونة وساعدهم الفاشلين المأجورين، عيشنا أيامًا عصيبة، حملنا هم الوطن ونحن نشعر بالانكسار، رفعنا أيدينا للسماء لندعو الله بأن يحفظ بلادنا من الأشرار ويقيها شر الأعداء لعلها تكون ساعة استجابة، وبالفعل استجاب رب العالمين.. ظهر "عبدالفتاح السيسي" الزعيم المُنتظر ليتحدث للمصريين ويقول: ماتخافوش على مصر وتتقطع إيدينا لو اتمدت على المصريين، ساعتها دق المؤشر في عقولنا قبل أن تدُق قلوبنا، وبدأنا نُتابع ونترقب الموقِف.. كان همِه هو همنا، يُفكر في الوطن مثلنا، مهموم بمصر مثلنا، كاريزما السيسي لفتت نظرنا، ظهرت كيمياء خاصة بينه وبينا.. يُعلن الإخوان عن منطقة تجارية على الحدود مع غزة نرفُض ونفاجأ بأن الجيش الذى كان يقوده السيسي يرفُض.. يُسرب الإخوان تقرير مشبوه ضد الجيش ويُنشر في صحيفة الجارديان البريطانية نُعلن عن استيائنا ونرفض هذه السلوك لنُفاجأ بالسيسي يرفض ويتم دعوة مندوب الإخوان في الرئاسة لاجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويُخبروه بخطورة هذا الأمر.. رفضنا الإعلان الدستوري الديكتاتوري وشجبنا السماح بوجود معسكرات تدريب للإرهابيين في سيناء وأعلنا عن رفضنا لما اتفق فيه الإخوان مع إسرائيل بالتفريط في ٧٤٠ كم من شمال سيناء للانضمام لـ غزة ووجدنا الجيش _ الذى كان يقوده السيسي _ معنا رفض وأدان وشجب بل حذر من مغبة ذلك على الأمن القومي المصرى.
"السيسي" الزعيم المنتظر أصبح زعيمًا عن قناعة، وقفنا معه واخترناه، فأصبح الزعيم القوى صاحب الشعبية الواسعة والتأييد الغير مسبوق، نال كل ذلك بوطنيته وشجاعته وإخلاصه وإنجازاته التي حققها وهو يُسابق الزمن.. "سيساوى" أنا وأفتخر وداعم ومؤيد له، "سيساوى" مؤمن بثورة ٣٠ يونيو وقيمتها ودورها في إنقاذ مصر من يد الخونة، "سيساوى" وأقولها دون رياءً أو نفاقًا، "سيساوى" دون أيه أغراض أو أهداف، "سيساوى" اقولها بكل جرأة لأنني واثق أن "السيسي" ليس فقط رئيسًا لمصر ولكنه "مشروع وطنى" علينا الوقوف خلفه ودفعه للأمام ليستمر بنجاح في معركة (الحفاظ على بقاء مصر والعمل على بنائها)