قال القس نادى لبيب، رئيس سنودس النيل الإنجيلى المشيخى بمصر، إن ثورة 30 يونيو جاءت لتصحيح مسار ثورة يناير، واستكمال مسيرة الديمقراطية للشعب المصري، حيث كانت الكنيسة في قلب الحدث بخدمتها وشبابها وصلواتها خلال العام الذى حكمت فيه جماعة الإخوان.
.
وكشف «لبيب» عن دور الكنيسة الإنجيلية المشيخية- سنودس النيل الإنجيلي، خلال ثورة يونيو، قائلا إن الكنيسة كانت تصلى لتعديل وتصحيح المسار، ومن أجل الاقتصاد المصري، وحماية رجال القوات المسلحة والشرطة الذين كانوا في خط الدفاع الأول عن أبناء الشعب المصري، كما كانت تصلى من أجل الشعب المصرى كله مسلمين ومسيحيين.
وأضاف: لم تكتف الكنيسة بذلك، ولكن دعت لإقامه أيام للصلاة الجماعية والعالمية في مصر وخارجها بتوقيت واحد، وبالفعل نظموا عددا من اللقاءات والاجتماعات الكبرى، وكان أبرز هذه الفعاليات صلاة جماعية جمعت كل الطوائف المسيحية، وجاء إليها عشرات الآلاف من الطوائف المختلفة، وصارت التسابيح والصلوات من أجل مصر وطلب الحماية في دير سمعان الخراز بالمقطم.
وأضاف رئيس سنودس النيل الإنجيلى المشيخى بمصر، في تصريح خاص لــ«البوابة» أن الله كانت سماواته مفتوحة للأيادى المرفوعة له، واستجاب لهذه الصلاة عندما طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي تفويضا من الشعب المصرى باتخاذ ما يلزم، وكانت الكنيسة بكل قياداتها وأعضائها وأبنائها وشبابها وسيداتها في مقدمة الصفوف التى بايعت الرئيس للتصرف والتدخل لإصلاح أحوال البلاد.
وقال القس نادى لبيب عن مشاركة شباب الكنيسة الإنجيلى في ثورة 30 يونيو، إنهم منذ البداية وهم يمارسون دورا إيجابيا في بلدهم، من خلال العمل المستمر ودعم القيادة المصرية، حيث عمل الشباب بطريقة فعالة منذ ثورة 25 يناير و30 يونيو، وما زال شبابنا يبتكر ويبدع ويطور من نفسه في مجال الخدمة، للمشاركة الفعالة والبناءة بطريقة عملية داخل مجتمعاته.
وأكمل: «وجدنا شباب كنائسنا في القاهرة مثلًا كانوا مشاركين بفاعلية من خلال كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية أو ما يطلق عليها «كنيسة الميدان» وهى إحدى الكنائس التى كانت وما زالت لها تاريخ مشرف في الخدمة المجتمعية والعمل الوطني، فنرى في تاريخ منبرها تم استخدامه في ثورة 1919، كما أنشأت الكنيسة مستشفى ميدانيًا داخل فنائها في ثورة يناير، والمستشفى كان متضمنا أطباء مسلمين ومسيحيين للعمل على تضميد جراح المصابين، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التى كانت تطور وتنظف الميدان، وإزالة أى كلمات أو رسومات مسيئة على جدران الحوائط داخل ميدان التحرير أو المناطق المجاورة، وعملت الكنيسة على تطويع مكانها والعمل داخل المجتمع حتى بعد ثورة 30 يونيو، واستطاعت كنيسة الدوبارة في تطوير خدماتها حسب احتياجات كل عصر ومتطلباته، بالتنسيق مع باقى الكنائس المصرية».
ويواصل القس نادى لبيب: نموذج آخر شاهدناه خلال مشاركة لجنة المواطنة داخل الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة وفتح أبواب الكنيسة لمساعدة الشعب داخل منطقة مصر الجديدة، وخاصة في الاتحادية، وكيف واجهت كثيرا من الصعوبات، لكنها لم تترد في تقديم كل الدعم للميدان خلال ثورة 30 يونيو ودعم حركة تمرد، من خلال عدد من أبناء الكنيسة وشيوخها ورعاتها بالتنسيق مع كنيسة قصر الدوبارة وكل الكنائس الإنجيلية في مجمع القاهرة وباقى الكنائس حول الجمهورية.
واستطرد «لبيب»: الكنيسة لم تكتف بتقديم الدعم خلال ثورة 30 يونيو فقط، ولكن الكنيسة وشبابها وقياداتها، قدمت كل الدعم للمجتمع والكنائس المحترقة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، والسجون والأقسام التى تم حرقها أثناء ثورة يناير، والمنشآت الحيوية الأخرى وإزالة كل مشاهد العدوان وتنظيفها وتغيير مشهدها كما قامت بصيانة وفرش بعض المنشآت.
وكشف رئيس سنودس النيل الإنجيلي، عن أن الكنيسة عندما حرقت كانت تصلى من أجل أن الله يتعامل مع هؤلاء المجرمين ويعرفهم الصواب لكى يعودوا عما يفعلونه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون، الأمر الآخر كانت الكنيسة تقف بجوار الجيش والشرطة لإصلاح ما أفسده المخربون دون الاستقواء بأى مؤسسات خارجية، عالمين بأنها أزمة ولا بد أن نقف أمامها جميعا مسلمين ومسيحيين، وتمثلت هذه الروح في مبادرات كثيرة ضد العنف ومعا لإصلاح مصر.
واختتم القس نادى لبيب، بأن هذه المبادرات كانت بمثابة حائط الصد الذى منع المسيحيين من التسرع في أى قرارات، وستظل مصر بلدنا الذى نحبه، والذى عرفنا فيه معنى الأمان، وستظل الكنيسة جزءا من هذا الوطن تدعو له وتعبد الله فيه وتعمل جنبا إلى جنب مع كل المصريين لرفعه هذا الوطن.