القاهرة ليست كمثيلاتها من محافظات جمهورية مصر العربية فهي العاصمة التي تحظى بنصيب الأسد من حيث عدد السكان وهي المقدر لها أن تكون قبلة للهجرة الداخلية وقاصدي فرص العمل من المحافظات الأخرى، كل هذه العوامل جعلت من القاهرة بيئة خصبة لانتعاش التجارة ونشأة العديد من الأسواق، ولكن لم يكن البعض منها يليق بتاريخ ومكانة العاصمة،وهنا كانت رؤية القيادة السياسية عقب ثورة 30 يونيو، حيث انطلقت حملة كبرى للقضاء نهائيا على الأسواق العشوائية التي تشكل بحق بؤر عشوائية تهدد مخطط إنماء وتطوير العاصمة.
أحد أشهر هذه الأسواق هو سوق التونسي بعزبة النصر بحي البساتين والذي شهد أعمال تطوير كبرى تتناسب مع تاريخه الطويل حيث يتردد عليه الآلاف من سكان العاصمة والمحافظات المجاورة.
سوق التونسي مقام على مساحة أكثر من 50 ألف م2 بالمنطقة الصناعية وتم إنشاء 5 مبانى كمرحلة أولى وسيتم نقل 5 أسواق عشوائية شمال المجزر الآلى بين مقابر التونسى ومقابر الإمام الشافعى إليها بتكلفة 205 ملايين جنيه تقريبا.
أما المرحلة الثانية تقام على كامل مساحة محطة المناولة المجاورة للسوق بعد نقل المحطة القديمة لمنطقة أخرى للاستفادة من هذه المساحة ويتم خلال المرحلة الثانية نقل 4 أسواق هى الأثاث المستعمل، سوق أسفل كوبرى التونسى، سوق التونسى، وسوق الموبيليا، وتم خلال عملية التطوير مراعاة توافر كافة اشتراطات الأمن والسلامة وتوافر كافيتريات للباعة والمترددين على السوق
يضم السوق 324 محلا تتراوح مساحتها ما بين 35 م2 إلى 50 م2 مخصصة لنقل أنشطة السيراميك والموبيليا والأدوات الصحية، بالإضافة إلى 124 محلًا سيضمهم سوق الخردة.
يراقب السوق كاملا بالكاميرات ومحاط بسور خارجي لتأمينه،كما يوجد بالسوق 7 بوابات لدخول الأفراد والسيارات، كما يضم السوق الجديد نقطة شرطة ونقطة إطفاء وغرف كهرباء وجراجات ومحولات كهربائية.
وطالت يد التطوير أيضا سوقا شعبيا ارتبط به مواطني حي الزاوية الحمراء لسنوات وسنوات..سوق داير الناحية حيث يعد أحد أهم المشروعات الكبرى التي تتم على أرض العاصمة والذي يستهدف القضاء نهائيا على أحد الأسواق العشوائية وتحويله إلى سويقات حضارية بها وسائل الحماية المدنية والاشتراطات الأمنية، كما يتوافر بها الوسائل الوقائية والاحترازية تماشيا مع ما تمر به البلاد من جائحة كورونا ويتم تطوير سوق داير الناحية من خلال منحة الاتحاد الأوروبى الموكلة للوكالة الفرنسية على احدث طراز، يتكون السوق من ١٣٦ باكية مقسمة إلى ٢٢ باكية مساحة ( 3م × 2م ) و١١٤ باكية مساحة ( 2.5 × 2 ).
ويشمل السوق عدة أنشطة تجارية متنوعة ( أسماك - طيور - خضروات - فاكهة - أدوات منزلية) وكأنه مقدر لحي الزاوية الحمراء ان يشهد طفرة حضارية جديدة.. سوق الزاوية الحمراء الجديد.
وفي إطار توجه الدولة لتوفير فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة وفى إطار خطة المحافظة لإيجاد أماكن بديلة للأسواق العشوائية وتوفير بيئة حضارية للباعة والمترددين على الأسواق تم إنشاء سوق الزاوية الحمراء الجديد على مساحة ٢٢٧٥ م ٢ وبلغت تكلفة إنشائه ٧ ملايين جنيه وهو مكون من طابقين، ومزود بعوامل الأمن والسلامة اللازمة لحماية الباعة ومرتادى السوق وبه شبكة إطفاء حريق مطورة وروعيت فيه كافة وسائل الأمن الصناعى ويشرف عليه شركة أمن لتنظيم العمل بالسوق.
يذكر أن مساحة السوق مقسمة على طابقين بعدد ٢٠٩ باكية ومتوسط مساحة الباكية ٤.٥ م٢ وبه ٥ مكاتب إدارية و٥ دورات مياه مجمعة وغرفة محولات كهربائية لخدمة المشروع ويحتوى الطابق الأرضى على عدد ٩٩ باكية تضم أنشطة بيع الخضار والفاكهة واللحوم والأسماك والدواجن ويضم الطابق الثانى ١١٠ محل للأنشطة المختلفة كبيع الملابس والأكسسورات والبقالة.
وفي إطار الجهود المبذولة لإعادة المظهر الحضاري لحي السيدة زينب العريق، عكفت أجهزة محافظة القاهرة على تطوير سوق المواردي بتكلفة 10 مليون جنيه، وشملت أعمال التطوير نقل مسار شبكة المرافق(مياه - صرف-كهرباء ) خارج ارض المشروع وكذلك رفع كفاءة 109 محلات ورفع كفاءة دورات المياه والسلالم والممرات وكذلك رفع كفاءة ساحة الانتظار المرتبطة بالسوق وتحويلها إلى ساحة إلكترونية لخدمة المترددين على السوق حيث إنه لن يسمح بانتظار السيارات داخل السوق
أما الإنجاز الأكبر فقد كان بحي المطرية، حيث وضعت أجهزة محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارتي التنمية المحلية والأوقاف نهاية لكابوس أليم لطالما عانى منه مواطني حي المطرية وسبب لعقود طويلة تكدسات مرورية وإشغالات شوهت المظهر الحضاري للحي، كان سوق الخميس بالمطرية يشكل وصمة في جبين الحي الذي يذخر بالتاريخ العريق، وها قد تحولت الوصمة إلى درة في جبين الحي العريق وتم إزالة سوق الخميس نهائيا دون رجعة ويتم حاليا نقل الباعة الجائلين إلى سوق المطرية الجديد حيث تم حتى الآن تسليم 600 باكية وسط فرحة عارمة من الباعة ومواطني الحي.